أعلنت شركة الأدوية الدنماركية العملاقة نوفو نورديسك عن استثمار كبير في موقع إنتاج فرنسي لتوسيع قدرة وتصنيع عقارها الرائج المضاد للسمنة.
في خطوة تاريخية، من المقرر أن تضخ شركة الأدوية الدنماركية العملاقة نوفو نورديسك مبلغًا كبيرًا قدره 2.1 مليار يورو في منشأتها الحالية في شارتر، مما يبشر بتحالف استراتيجي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ويؤكد هذا الاستثمار الكبير، المقرر أن يضاعف حجم موقع شارتر ويخلق 500 فرصة عمل بحلول عام 2028، على مساعي ماكرون لاستعادة براعة فرنسا الصناعية.
نوفو نورديسك، تبلغ قيمتها السوقية حوالي 460 مليار دولار وتحمل حاليًا لقب الشركة الأوروبية الرائدة في مجال الأعمال. الشركة الأكثر قيمة، تشتهر بأدوية مكافحة مرض السكري، وخاصة دواء مكافحة السمنة المشهور على نطاق واسع، Wegovy.
وقد أثبت هذا الدواء، الذي يتم تسويقه في مناطق رئيسية مثل الولايات المتحدة والدنمارك والنرويج وألمانيا، فعاليته في إنقاص الوزن من خلال تحفيز إفراز الأنسولين والعمل كمثبط قوي للشهية.
المنفعة المتبادلة لماكرون ونوفو
وتأتي هذه الخطوة وسط ارتفاع عالمي في الطلب على الأدوية المضادة للسمنة، حيث توقع بنك جولدمان ساكس أن السوق قد ترتفع إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030. وتحتل شركة نوفو نورديسك، إلى جانب منافستها إيلي ليلي، مكانة اللاعب المهيمن في هذا المشهد المزدهر.
ويتماشى قرار الشركة الدنماركية بتوسيع عملياتها الفرنسية مع اتجاه أوسع للشركات الأجنبية لتعزيز وجودها في فرنسا، وهو ما يعزى إلى جهود ماكرون الاستباقية لجذب الاستثمار الصناعي الدولي.
وأشادت الرئاسة الفرنسية بصفقة نوفو نورديسك باعتبارها أهم استثمار في القطاع الصحي خلال فترة ولاية ماكرون، وتأتي في أعقاب التزام بقيمة 6.7 مليار يورو من الشركات الآسيوية لإنتاج البطاريات الكهربائية واستثمار بقيمة 500 مليون يورو من قبل شركة الأدوية الأمريكية العملاقة فايزر.
وقال لون شارلوت لارسن، نائب رئيس شركة نوفو نورديسك للإنتاج شارتر: “يؤكد هذا الاستثمار الكبير الذي تم الإعلان عنه اليوم أهمية موقع التصنيع الفرنسي الخاص بنا، وهو أحد مواقع الإنتاج الإستراتيجية لدينا، باعتباره حجر الزاوية في النمو الذي نشهده كشركة”. في بيان صحفي.
وبعيداً عن الاعتبارات الاقتصادية، فإن استثمار نوفو نورديسك يبشر بالاكتفاء الذاتي في مجال الأدوية في فرنسا.
إن حرص الحكومة على إعادة إنتاج الأدوية إلى الوطن يأتي في أعقاب النقص الأخير، بما في ذلك المضادات الحيوية الأساسية ومسكنات الألم، مما أدى إلى تجديد التركيز على تعزيز القدرات الصيدلانية المحلية.
تعد خطط توسعة Novo Nordisk في فرنسا جزءًا من مبادرة عالمية أوسع، حيث خصصت الشركة بالفعل 6.1 مليار دولار أمريكي لتوسعات منشآتها في الدنمارك.
وستركز منشأة شارتر في المقام الأول على إنتاج أدوية السكري والخراطيش والقوارير، مما يعزز التزام نوفو نورديسك بتلبية الطلب المتزايد على الأدوية الحيوية.
وبالنظر إلى المستقبل، تتوقع شركة Novo Nordisk الحصول على موافقة الجهات التنظيمية لتسويق Wegovy كدواء مضاد للسمنة في فرنسا العام المقبل، مما يعزز مكانتها في المشهد الصيدلاني الديناميكي.
وبينما يدشن ماكرون هذا الاستثمار التحويلي، فإن تعاون نوفو نورديسك يقف بمثابة شهادة على السرد الصناعي المتطور في فرنسا ودوره في تشكيل مستقبل الابتكار في مجال الرعاية الصحية.