تشتهر منطقة عرق شاش الجزائرية بالصخور النيزكية، حيث تم جمع حوالي 100 كيلوغرام منها خلال خريف وشتاء عام 2007.
توصل فريق بحثي دولي بقيادة علماء من الجامعة الوطنية الأسترالية إلى التركيب الكيميائي لقطعة صخرية نيزكية تم العثور عليها في منطقة عرق شاش بولاية إدرار جنوبي الجزائر، وقد تبين أنها واحدة من أقدم الصخور في تاريخ المجموعة الشمسية على الإطلاق.
وقد وجد تلك الصخرة النيزكية في مايو/أيار 2020 فريق مختص بالبحث عن النيازك، وبدت فور الحصول عليها مختلفة عن بقية هذا النوع من الصخور، حيث كانت خشنة نسبيا.
ويندمج في الصخرة النيزكية اللونان الأسود والأصفر، وكانت مرصعة ببلورات أعطتها لمسات من الأخضر والأصفر والبني. وقد سميت تلك القطعة الصخرية النيزكية باسم المنطقة التي وجدت بها “عرق شاش 002”.
أقدم الصخور
وقد أظهر التحليل الأولي الذي أجراه العلماء ونشرت نتائجه في دورية “نيتشر كوميونيكيشنز”، أن عمر هذا المذنب هو حوالي 4 مليارات و566 مليون سنة، أي أنه تشكل خلال أول مليون سنة من تاريخ نظامنا الشمسي، وبذلك يكون أقدم نيزك معروف من أصل بركاني إلى الآن.
وتشير الدراسة إلى أن هذا النيزك تكون في قشرة أحد الكواكب الأولية بالمجموعة الشمسية، وتحطم الكوكب فور تكونه، في فترة من الفوضى في عمر المجموعة الشمسية، حيث كانت تنشأ الكواكب وتتحطم بشكل دوري بسبب رشقات المذنبات القادمة من كل مكان، إلى أن استقرت على توزيعة الكواكب الموجودة الآن.
وبحسب الدراسة الجديدة، فقد كان نيزك “عرق شاش 002” جزءا من قصة التطور المبكر جدا لنظامنا الشمسي، وهنا تكمن أهميته الشديدة بالنسبة للعلماء في هذا النطاق.
وفي تحليلهم، درس العلماء نسبة الألومنيوم 26 المشع في “عرق شاش 002″، وتبين لهم أنه يختلف عن تركيب مجموعة من الصخور النيزكية الأخرى من هذا النوع، الأمر الذي يشير إلى أن الألومنيوم 26 المشع كان له توزيع غير متساو داخل السديم الشمسي المبكر، ويثير ذلك أسئلة حول نشأة المجموعة الشمسية، سيعمل الفريق البحثي على حلها مستقبلا.
وتشير التقديرات البحثية الأولية إلى أن نيزك “عرق شاش 002” كان موجودا في رمال الصحراء الكبرى لمدة 100 عام تقريبا قبل اكتشافه، وأن سببه هو مذنب أو كويكب ضخم كان يمر على مسافة من الأرض وانفصلت منه قطعة صغيرة، ثم مرت في الغلاف الجوي واحترق جزء كبير منها، تاركا بعض الشظايا الصغيرة التي سقطت على الأرض ومنها “عرق شاش 002”.
وتشتهر منطقة عرق شاش الجزائرية بالصخور النيزكية، حيث تم جمع حوالي 100 كيلوغرام منها خلال خريف وشتاء عام 2007، بعدما أفاد بدو الصحراء هناك أنه خلال النهار في يوليو/ تموز من عام 2007 سُمعت عدة انفجارات في منطقة واسعة، وشوهدت سحابة من الدخان وسقطت عدة أحجار من السماء.