الدوحةـ ركز منتدى قطر الاقتصادي في يوم انعقاده الأخير، مساء الخميس الماضي، بالدوحة على ملامح اقتصاد المستقبل في ظل التحولات الرقمية، وآخر التطورات التي شهدتها الميتافيرس على الصعد الاقتصادية كافة، ومستجدات عالم المال، فضلا عن الإجابة عن سؤال “أين تستثمر في تكنولوجيا الآن؟”.
جلسات متتالية على هامش اليوم الثالث للمنتدى كان محورها الأساسي مستقبل الاقتصاد العالمي، في ظل ما يشهده العالم من صراعات وحروب، وكيف لتوظيف التكنولوجيا أن يساهم في دفع عجلة الاقتصاد قدما، مع التفكير في المرحلة المقبلة عن طريق إطلاق منتجات اقتصادية تواكب الحقبة الجديدة.
وأكد المشاركون في جلسة “الميتافيرس.. مستقبل الإنترنت” أن هذه التقنية ستغير ملامح العالم كليا، في ظل تنافس الشركات التكنولوجية العملاقة، وسعيها لإطلاق منتجات تواكب هذه الحقبة الجديدة، إذ ستشهد العقود المقبلة استثمارات بتريليونات الدولارات في هذا العالم الافتراضي، ثلاثي الأبعاد.
والميتافيرس بشكل عام هو مكان افتراضي يعمل فيه الشخص ويتعلم ويرفه عن نفسه ويكسب الأموال وينفقها، ويتفق معظم خبراء التكنولوجيا على أنه سيغير الحياة جذريا.
مشاركون في #منتدى_قطر_الاقتصادي: “الميتافيرس” ثورة جديدة ستغير ملامح العالم كليا#قنا #قطر #اقتصادhttps://t.co/0aFkFVvUaX pic.twitter.com/4ljD2M5wYu
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) May 16, 2024
حلول متعددة الأبعاد
وأشار المشاركون في الجلسة إلى أن الميتافيرس يوفر حلولا تقنية متعددة الأبعاد والأهداف، وقالوا إنه شكل من أشكال الإنترنت المستقبلية، وسيتم بناء العوالم الافتراضية الجديدة على أساسها، كما سيكون للعلامات التجارية سفراء فيها.
وأكد هؤلاء أن هناك فرصا حقيقية لربط العالم المادي ببعضه بعضا افتراضيا، وهو ما سيغير طريقة رؤيتنا له، وكيفية مشاركتنا وممارسة حياتنا فيه.
وأوضح المشاركون أن الميتافيرس ثورة تقنية وحاسوبية، ستشهد مزيدا من التجارب والتحديثات، خلال الفترة المقبلة، وهي مغايرة للشبكة العنكبوتية “الإنترنت”، لكنها ستخضع للوائح، والقوانين والأنظمة المعمول بها ذاتها، وذلك لضمان عنصري الحماية والرقابة، متوقعين تقنين ممارساتها واستعمالاتها المتعددة المجالات.
ولفت المشاركون إلى أن الميتافيرس ستستهدف نحو مليار مستخدم حول العالم، ونجاحها في تحقيق ذلك يتوقف على مدى التمكين لها، لكن يبقى التحدي الأكبر هو كيفية الربط بين الشركات والتكامل مع معايير الشبكة العنكبوتية، مطالبين بضرورة وضع قواعد تنظم طبيعة عملها، وتشريعات تحكم مسيرتها.
تحولات عالم المال
وتحت عنوان “التحولات في عالم المال والتمويل” عُقدت -الخميس الماضي- جلسة في منتدى قطر الاقتصادي لمناقشة مستجدات عالم المال في ظل الطفرة التي يشهدها العالم في مجال التكنولوجيا المالية والابتكارات المتصلة بها.
وتطرقت الجلسة للتحديات التي تطرحها قضايا من قبيل التمويل اللامركزي والعملات المشفرة وتقنية البلوكتشين (سلسلة الكتل) والذكاء الاصطناعي، مستعرضة سبل تحقيق التوازن بين التغييرات على مستوى القاعدة الشعبية وحماية المستهلك عند الاستفادة من هذه التقنيات الجديدة وإطلاق خدماتها المبتكرة.
وركزت مداخلات المتحدثين على أهمية هذه الابتكارات الرقمية باعتبارها توفر عديدا من المزايا، رغم ما ينطوي عليه استخدامها من مخاطر تتطلب توازنا دقيقا بين الاستفادة من الفوائد المحتملة وإدارة المخاطر المتعددة.
وأشارت المداخلات إلى أنه لمواجهة هذه التحديات والمخاطر، تحتاج المؤسسات المالية إلى تطوير إستراتيجيات شاملة تدمج بين التكنولوجيا الحديثة وممارسات الأمان الفعالة بما يعنيه ذلك من وجود أنظمة وتشريعات والامتثال الصارم لهذه الأنظمة، مع الحفاظ على تركيز قوي على تجربة العملاء والاستدامة.
أين تستثمر في تكنولوجيا الآن؟
وتحت سؤال “أين تستثمر في تكنولوجيا الآن؟”، استعرضت جلسة خلال منتدى قطر الاقتصادي قنوات الاستثمار الجديدة التي يركز عليها المستثمرون، خاصة الذكاء الاصطناعي والروبوتات البشرية.
ويأتي هذا التوجه في ظل تفكير عدد متزايد من عمالقة شركات الأسهم الخاصة في طرق جديدة للخروج من شركات محافظهم الاستثمارية، بدءا من الاكتتابات العامة الأولية الخاصة وحتى بيع حصصهم للمنافسين، والبحث عن طرق لإعادة الأموال النقدية إلى المستثمرين.
وفي مداخلته، قال كريستيان سيندينغ، الرئيس التنفيذي لشركة “إي كيو تي” النرويجية، إن هناك تركيزا في الوقت الراهن على القيام باستثمارات في صناعات توفر البنية التحتية التي يدعمها نمو الذكاء الاصطناعي، وهي تقنية يعتقد أنه سيكون لها في النهاية التأثير نفسه على العالم، مثل طرح هاتف آيفون من قبل شركة آبل.
وأضاف أن هناك اهتماما أيضا بالاستثمار في قطاع الروبوتات البشرية، فمن المرجح أن تكون هذه الروبوتات جزءا أساسيا من الحياة المكتبية في المستقبل، وستتعامل مع مجالات تشمل الأمن والاستقبال والتنظيف.
وأضاف سيندينغ أن بعض شركات الأسهم الخاصة تتعرض لضغوط من شركائها المحدودين للنظر في هذه الخيارات الجديدة.
وأصبح الاستثمار في الروبوتات والذكاء الاصطناعي أحد القنوات الاستثمارية المحورية لدى صناع القرار في الأسواق المالية العالمية في الفترة القليلة الماضية، وقد غيرت الثورة الصناعية المدفوعة بتطور الروبوتات والذكاء الاصطناعي النموذج في مختلف القطاعات الاقتصادية، وأصبحت فرص الاستثمار في هذا المجال مغرية بشكل متزايد، وفق المشاركين.