يترقب سكان الأرض كسوفا كليا للشمس في الرابع من أبريل/نيسان هذا العام عند المناطق الغربية من العالم مثل المكسيك وأميركا وكندا، وما يجعل الحدث مميزا أنّ سكان تلك المناطق لن يشهدوا كسوفا مماثلا حتى 20 عاما أخرى.
وخلال الكسوف القادم الذي تفصلنا عنه أيام معدودة، ستصطف الشمس والأرض وبينهما القمر على استقامة واحدة، فيحجب القمر أشعة الشمس عن الأرض، ويدخل جزء من الكوكب في ظلام دامس لبرهة من الزمن ريثما ينتهي مرور القمر.
ويستغلّ الفلكيون ظاهرة حجب أشعة الشمس الساطعة لدراسة بعض الظواهر والخصائص المتعلّقة بالشمس وغلافها الخارجي، في حين يسعى بعض الهواة ومحبو الفلك إلى مراقبة الكسوف وتخليد ذكرى حدوثه بالتقاط بعض الصور. وبهذه المناسبة تقدمت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” ببعض الإرشادات المهمة التي ربّما تجعل التجربة أفضل.
السلامة أولا
يشكل النظر مباشرة إلى الشمس خطرا حقيقيا على العينين، وحتى على عدسات الكاميرا ما لم تُرفق بعدسات شمسية خاصة. لذا من المهم ارتداء نظارات خاصة يُطلق عليها نظارات الكسوف، وأيضا إرفاق الكاميرا بمرشحات (فلاتر) شمسية لحماية العدسة من العطب.
وبعد أن يَحجب القمر الشمس تماما، ينبغي نزع المرشحات من الكاميرا لالتقاط الهالة الشمسية (الكورونا) -وهي الطبقة الخارجية في الغلاف الجوّي للشمس- في مشهد غير مألوف البتة.
جميع معدات التصوير تفي بالغرض
تعتمد جودة الصورة على المصوّر أكثر من آلة التصوير نفسها، سواء أكانت آلة التصوير كاميرا دي إل سي آر متطوّرة أو هاتفا مزوّدا بعدسة تكبير، وإذا لم تتوفّر عدسات التكبير، فمن الممكن التركيز على المشاهد الطبيعية الأخرى وأثر غياب ضوء الشمس المفاجئ عنها.
ويمكن أيضا استخدام بعض المعدات الأخرى المفيدة مثل الاستعانة بحامل ثلاثي القوام لتثبيت الكاميرا وتجنّب التقاط صور غير واضحة عندما تكون الإضاءة منخفضة. ومن الممكن أيضا استخدام مؤقت تأخير إطلاق الغالق (Shutter)، وهو ما يتيح فرصة التقاط الصور دون حدوث اهتزاز للكاميرا.
اختلس النظر في جميع الجهات
صحيح أنّ الشمس هي العنصر الأساسي في الكسوف، لكن ما يطرأ على الكوكب من أثر الكسوف لا يقلّ روعة عما في السماء. فانعدام الضوء في وضح النهار واشتداد العتمة سيصنع أجواء فريدة ومميزة، لترتسم الدهشة على محيا الحضور، وحتى النباتات والزهور ستكون في حالة ذهول لعدم اعتيادها الأجواء.
ويحث مصوّر ناسا بيل إنغالس على التركيز على التجربة كلها ومراقبة الحدث من عدّة زوايا فيقول: إنّ الصور الحقيقية ستكون للأشخاص من حولك وهم يشيرون ويحدقون في الكسوف ويشاهدونه، وهو ما يعكس المشاعر المميزة في تلك اللحظات.
التدرب والممارسة
من المهم أن التحضير الجيد قبل الحدث، ويشمل ذلك معرفة قدرات الكاميرا وضبط إعداداتها، لا سيما بما يتعلّق بإعدادات التعريض (Exposure) المسؤولة عن ضبط الإضاءة وتصفية الضوء. ومن المهم التعامل مع الكاميرا بشكل يدوي للتدخل السريع إذا لزم الأمر.
فبالنسبة لكاميرات “دي إس إل آر”، يُنصح استخدام فتحة ثابتة من إف/8 إلى إف/16، مع تجربة سرعات الغالق بين 1000/1 إلى 4/1 ثانية للوصول إلى الإعدادات الأمثل، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لالتقاط الصور أثناء المراحل المختلفة من الكسوف.
وخلال الكسوف الكلّي سيظهر الغلاف الجوّي للشمس بسطوع كبير، لذا من الأفضل استخدام فتحة ثابتة ونطاق تعريض يتراوح من 1000/1 تقريبا إلى ثانية واحدة.
شاركنا
تدعو ناسا إلى مشاركة التجربة الخاصة مع الأصدقاء والعائلة، ومشاركة المحتوى كذلك على منصات التواصل الاجتماعي لكي تصل إلى أكبر قدر ممكن.
وأخيرا، أثناء مراقبة الكسوف والانهماك بتصويره، ينبغي أن لا ننسى مشاهدته بأعيننا للحظات ورؤيته بعيدا عن أي أجهزة ومعدات، وذلك فقط حينما يكون كسوفا كلّيا، أما قبل وبعد الكسوف الكلّي، فينبغي الالتزام بلبس النظارات المخصصة.