في أغنيتها “قد الحروف” لقصيدة ألفها الشاعر عبد الرحمن بن مساعد، تقول المطربة العربية ذات الصوت الرخيم أصالة نصري: “قد السما وقد النجوم بحبك”.. لكن هل أصاب الشعراء في اختيارهم النجوم معيارًا للكثرة والوفرة؟ أو بتعبير أكثر وضوحًا، ما هو عدد النجوم في الكون؟
وفقًا لعلماء الفلك، فإنك إذا نظرت إلى السماء في ليلة صافية، فسترى آلاف النجوم، 6 آلاف تقريبًا. ومحدودية الرقم هذه لها علاقة بقدرات نظرك، وليس شحًا في النجوم. لأن هذا ليس إلا جزءًا ضئيلاً من كل النجوم الموجودة في الكون.
كم عدد نجوم الكون؟ سؤالٌ فعلًا حير العلماء، لذا لجأوا إلى مقاربات وقياسات تقديرية، ليحصروا عدد النجوم برقم.
القاعدة الأقرب إلى الواقع التي ارتكز عليها علماء الفلك هي تقدير عدد النجوم في مجرة نموذجية، ثم ضرب ذلك في العدد التقديري للمجرات في الكون.
وللقيام بذلك، فإنهم يلتقطون صورًا مفصلة للغاية لأجزاء صغيرة من السماء، ويحسبون كل المجرات التي يرونها في تلك الصور. ثم يتم ضرب هذا الرقم في عدد الصور المطلوبة لتصوير السماء بأكملها.
استنادًا إلى صور المجال العميق من تلسكوب هابل الفضائي، فإن هناك نحو تريليوني مجرة في الكون المرئي.
وتشير بعض التقديرات إلى أن كتلة مجرة درب التبانة تحتوي على 100 مليار ضعف كتلة الشمس. وبحساب متوسط أنواع النجوم داخل مجرتنا، ينتج عن ذلك رقم يبلغ نحو 100 مليار نجم في المجرة.
وباستخدام مجرة درب التبانة نموذجًا، يمكننا ضرب عدد النجوم في مجرة نموذجية (100 مليار) في عدد المجرات في الكون (2 تريليون)، ومن ثم سنجد أن الجواب على سؤال عدد النجوم في الكون هو 200 مليار تريليون نجم في الكون، أو 200 سكستيليون. يا له من رقم فلكي! إنه فعلًا فلكي، مجازيًا وحرفياً.
