أثر تشويش على الإشارات الملاحية في أوروبا الشرقية على أكثر من 1600 طائرة، بما في ذلك الطائرات المدنية، في أقل من يومين، وفقا لتحليل مفتوح المصدر، حيث اجتاح التشويش المجال الجوي حول بحر البلطيق.
وذكر الخبر الذي أوردته مجلة نيوزويك أن التشويش الذي دام أقل من 48 ساعة أثر على 1614 طائرة، الكثير منها كانت طائرات مدنية تحلق حول منطقة البلطيق في شمال شرق أوروبا، وفقا لحساب استخباراتي مفتوح المصدر يتتبع بانتظام تداخل نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس).
وتظهر الخريطة الأولية التي نشرها الحساب تشويشا واسع النطاق عبر بولندا وجنوب السويد في وقت مبكر من يوم السبت، ويبدو أن خريطة لاحقة تظهر أن التداخل يقتصر على مساحات من شمال بولندا.
وقد أبلغت الطائرات المحلقة قرب منطقة البلطيق والعديد من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا الشرقية عن حدوث تداخل في إشارات نظام جي بي إس الخاصة بها.
وذكرت المجلة الأميركية أن التشويش على إشارات جي بي إس والأنظمة العالمية للملاحة عبر الأقمار الصناعية (جي إن إس إس) أو انتحالها يمكن أن يؤدي إلى إرباك الطائرات المأهولة أو المسيرة، أو جعل أنظمة الملاحة الخاصة بها تظن أنها في موقع مختلف.
ويذكر أن زيادة طفيفة في التشويش في نظام “جي بي إس” في أوروبا الشرقية في الأشهر الأخيرة قد ألقي اللوم فيها على أجهزة التشويش في منطقة كالينينغراد الروسية، وهي المنطقة المحصورة بين بولندا وليتوانيا العضوين في الناتو، والتي تخدم كقاعدة لأحد الأساطيل البحرية الروسية الرئيسية.
ليس تشويشا تقليديا
ويعتقد أن روسيا لديها موارد كبيرة للحرب الإلكترونية في كالينينغراد. وقال مسؤول دفاعي ليتواني للمجلة في وقت سابق من هذا الشهر إن “القوات المسلحة الروسية تمتلك مجموعة واسعة من المعدات العسكرية المخصصة للتداخل في نظام الملاحة العالمي، بما في ذلك التشويش والانتحال، على مسافات ومدد وكثافات متفاوتة”.
وقال الجنرال مارتن هيريم، الذي يرأس قوات الدفاع الإستونية، لموقع بلومبيرغ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، إن مهارة روسيا في استخدام الحرب الإلكترونية “قوية للغاية”.
وصرح المقدم السويدي يواكيم باسيكيفي لوسائل الإعلام السويدية في الشهر نفسه أنه يعتبر تداخل نظام “جي بي إس” نتيجة “أنشطة النفوذ الروسي أو ما يسمى بالحرب الهجينة”.
وقال طيارون لم يُكشف عن هويتهم لمجلة فوربس في وقت سابق من هذا العام إنهم بدؤوا إيقاف تشغيل الملاحة عبر نظام “جي بي إس” عند المرور قرب بحر البلطيق والدول المحيطة به لصالح أنظمة أخرى.
كما سُجلت حوادث مماثلة في الشرق الأوسط أيضا.
وقالت مجموعة “أو بي إس”، وهي مجموعة من الطيارين ومنظمي الحركة الجوية، إن “الطائرات تُستهدف بإشارات نظام جي بي إس المزيفة، مما يؤدي بسرعة إلى فقدان كامل للقدرة الملاحية” في المنطقة.
وقالت المجموعة “هذا ليس تشويشا تقليديا لنظام جي بي إس. وهذه التقارير الأخيرة هي انتحال لنظام جي بي إس، ومع ذلك، لم نشاهد أي شيء مماثل لها من قبل”.
وكان مسؤول بوزارة الدفاع البولندية قد قال لمجلة نيوزويك في وقت سابق إن التشويش و”الخداع الروسي” حول بحر البلطيق كان يهدف إلى زرع “جو من التهديد والشعور بالعجز في المجتمع”.