“سايبر كاب” و”روبوفان” حلول ماسك لحل أزمة المواصلات

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

أنهى إيلون ماسك أمس الخميس الحدث المنتظر -الذي طالما شوق له- وعبر هذا الحدث، كشفت شركة “تسلا” عن أهم مشاريعها المستقبلية، وهي سيارة ذاتية القيادة تهدف لاستبدال سائقي التاكسي المعتادين تحت اسم “سايبر كاب” (CyberCab) وحافلة ذاتية القيادة تحت اسم “روبوفان” (Robovan).

تمثل هذه المنتجات أهم ابتكارات إيلون ماسك في الآونة الأخيرة والمشروع الذي ظل يعمل عليه لفترة طويلة ومهد له عبر أنظمة القيادة الذاتية البدائية المدمجة مع سيارات “تسلا” بشكل عام، ولكن هل يمكن أن تستبدل هذه الابتكارات وسائل النقل المعتادة؟

التاكسي الآلي “سايبر كاب”

للوهلة الأولى، يبدو الشبه واضحا بين سيارة “سايبر كاب” ذاتية القيادة وبين شاحنة “تسلا” الكهربائية التي تحمل الاسم ذاته “سايبر تراك” (CyberTruck)، وربما كان هذا السبب وراء التسمية المتشابهة بين المركبتين.

من الخارج، تبدو السمات متشابهة بين المركبتين، سواء كان في اللون المعدني المستقبلي أو مصابيح الإضاءة الأمامية الممتدة، فضلا عن العجلات المغطاة بالكامل بطبقة معدنية تحاكي لون الهيكل، إضافة إلى الأبواب التي تفتح للأعلى مثل الفراشة، وهو تصميم مستقبلي للغاية يعزز من فكرة السيارة القادمة من المستقبلة الذي يحاول إيلون ماسك إيصاله للمستخدمين.

ولكن في المقصورة الداخلية تبدأ الاختلافات بالظهور، إذ تأتي سيارات “سايبر كاب” بمقصورة تسع راكبين فقط مع غياب كامل لكافة أدوات التحكم في السيارة داخل المقصورة، إذ لا يوجد أي مكابح أو عجلة قيادة أو حتى أزرار إضافية للتحكم في السيارة وإيقافها في حالة حدوث أي خطر، وهو الأمر الذي قد يتغير مع التصميم النهائي للسيارة وإضافة آليات أمان مستقبلية تحمي المستخدمين، كما أنها تعتمد على آلية شحن لاسلكي بدلا من مقابس الشحن المعتادة.

ويرى ماسك أن ابتكار سيارة التاكسي ذاتية القيادة هو أحد ابتكارات الشركة في السنوات الأخيرة، ويتباهى بأنها أكثر أمانا من سيارات التاكسي المعتادة بنسبة تصل إلى 20 ضعفا، كما أنها أوفر في الاستخدام، إذ تصل تكلفة السير لمسافة 1.6 كيلومتر إلى 0.20 سنت فقط.

كما أتيحت فرصة لتجربة السيارة الجديدة للمشاركين في الحدث الذي أقيم في منطقة أستوديوهات ومسارح “وارنر براذرز” (Warner Brothers)، إذ تضم المنطقة عددا كبيرا من الطرق غير الرسمية بداخلها التي أمضت الشركة فترة طويلة تدخلها في حواسيب السيارات استعدادا لهذه اللحظة.

بالطبع، لا تزال “سايبر كاب” مشروعا مستقبليا في أي وقت قريب، إذ تخطط الشركة لطرح نظم القيادة الذاتية أولا بولاية تكساس وكاليفورنيا في العام المقبل، ثم بدء تصنيع السيارة بحلول نهاية عام 2026 أو 2027 في حالة تأخرها، وإذا كان ما حدث مع شاحنة “سايبر تراك” مثالا لجدول الإنتاج الخاص بالشركة، فإن هذا المشروع قد يتأخر أكثر من ذلك.

حافلة المستقبل “روبو فان”

تعد حافلة “روبو فان” المفاجأة الحقيقة لحفل إيلون ماسك، إذ لم يكن أحد يتوقع ظهورها، إضافة إلى التصميم المميز والفريد الذي يجعلها تبدو كعربة قطار قادمة من المستقبل، كما أن إيلون ماسك يعلق عليها كثيرا من الآمال لحل العديد من مشاكل التنقل الجماعي.

ورغم أن ماسك من أشد المعارضين لوسائل النقل الجماعية، فإن “روبو فان” ليست نهاية الطريق لمشاركة “تسلا” في هذا القطاع، إذ تكشف خطط الشركة المستقبلية عن إمكانية طرح حافلة أكبر حجما من “روبو فان” في المستقبل القريب.

وتعد هذه الشاحنة جزءا من شبكة التنقل التي تسعى “تسلا” لتطويرها وتطبيقها في العديد من المناطق حول العالم، ومن المتوقع أن تحصل هذه الشبكة على مزيد من الإضافات على شكل مركبات مختلفة الحجم، ولكن بالطبع يمكن للمستخدمين اقتناء “روبو فان” واستخدامها بشكل شخصي.

ومن الجدير بذكره أن المنافسة في قطاع الحافلات الكهربائية بدأت تشتد مع دخول العديد من المنافسين إليه مثل “مرسيدس” و”فولكس فاجن” و”رام” و”فورد” أيضا.

منافسة شرسة

رغم أن قطاع السيارات ذاتية القيادة ما زال ناشئا دون وجود نموذج نهائي له، فإن هناك العديد من الشركات التي ساهمت في تطويره، وتقدم منافسين أكثر تفوقا وقدرة من أنظمة “تسلا” الحالية، وفي مقدمة هؤلاء تأتي شركة “وايمو” (Waymo) و”كروز” (Cruse).

استطاعت هذه الشركات على حدة تجربة آليات القيادة الذاتية لمسافات تتخطى ملايين الكيلومترات بشكل جماعي حول العالم، وهو الأمر الذي يجعل أنظمتها أكثر تفوقا ودقة من أنظمة “تسلا” بشكل عام، وتحديدا شركة “وايمو” التي تعد شركة فرعية من شركات “غوغل” وتمكنت سياراتها من السير بشكل ذاتي القيادة لمسافة تتخطى 11 مليون كيلومتر منذ ظهورها للمرة الأولى.

بالطبع تم اختبار هذه الآليات في أكثر مدن العالم ازدحاما مثل سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، فضلا عن مقارنة بيانات القيادة الذاتية للسيارة مع بيانات قيادة البشر، حيث وجدت “وايمو” أن آليات القيادة الذاتية أقل عرضة للحوادث أو حتى الظهور في تقارير الشرطة.

هل تستطيع “تسلا” التنافس في قطاع السيارات ذاتية القيادة؟

كانت “تسلا” من أوائل الشركات التي أعلنت دخولها إلى قطاع السيارات ذاتية القيادة، وهي أيضا من الشركات التي تسعى للوصول إلى المرحلة الثالثة من هذه التقنية، أي السيارات ذاتية القيادة بالكامل دون وجود أي إشراف أو تدخل بشري عليها.

ومن أجل هذا، طورت الشركة العديد من الآليات المتنوعة والمختلفة للوصول إلى أقرب نموذج من نماذج السيارات ذاتية القيادة، ورغم ذلك، فإن مشروع “تسلا” واجه العديد من التحديات التي تمثلت في أعطال عديدة أصابت الأنظمة في أوقات مختلفة.

تسببت هذه الأعطال في حوادث عديدة، سواء كانت حوادث ارتطام مع ركاب درجات أو دعس مشاة في الشوارع، وفي بعض الأحوال حوادث مرورية بين سيارات مختلفة، إضافة إلى تعطيل الطرق عند تعطل النظام، وهي جميعا تحديات تسببت في رفع عدد كبير من القضايا على الشركة.

وإلى جانب هذه القضايا، فإن الجهات التنظيمية الفدرالية المتعلقة بسلامة الطرق والحوادث أنذرت الشركة أكثر من مرة، وفحصت آليات القيادة الذاتية الخاصة بها، وأوقعت بعض الغرامات على “تسلا”، فضلا عن إيقاف هذه النظم في بعض الأحيان حتى تحديثها.

ومع وجود كل هذه التحديات مع أنظمة القيادة الذاتية الموجهة في سيارات “تسلا” المعتادة، هل يمكن أن تنجح الشركة في تطوير نظام قيادة ذاتي دون تدخل بشري كامل في “سايبر كاب”؟ وهل ترى السيارة النور؟ أم تظل في غياهب النسيان مثل “تسلا رودستر 2″؟

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *