وجدت دراسة أن تلوث الهواء يقلل بشكل كبير من عملية التلقيح لأنه يقلل من رائحة الزهور، مما يؤثر على قدرة النحل على العثور عليها.
ووجد فريق البحث الذي ضم عدة جامعات ومراكز بحثية، أن الأوزون يغير بشكل كبير حجم ورائحة أعمدة رائحة الأزهار، وأن ذلك يؤدي إلى تقليل قدرة نحل العسل على التعرف على الروائح بنسبة تصل إلى 90% من على بعد أمتار قليلة.
تلوث الأوزون
يؤدي الأوزون على مستوى الأرض إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي، ويتشكل عادة عندما تتفاعل انبعاثات أكسيد النيتروجين من المركبات والعمليات الصناعية مع المركبات العضوية المتطايرة المنبعثة من الغطاء النباتي في وجود ضوء الشمس.
يقول الدكتور بن لانجفورد، عالم الغلاف الجوي في مركز المملكة المتحدة للبيئة والهيدرولوجيا وقائد الدراسة التي نشرت في دورية “إنفيرومنتال بوليوشن” إن البحث الجديد يشير إلى أنه من المحتمل أن يكون للأوزون تأثير سلبي على وفرة الزهور البرية وإنتاجية المحاصيل. وسبق أن أثبتت العديد من الدراسات الدولية أن الأوزون له تأثير سلبي على إنتاج الغذاء لأنه يضر بنمو النباتات.
ويضيف الدكتور لانجفورد في البيان الصحفي المنشور على موقع “فيز دوت أورغ” يوم 4 سبتمبر/ أيلول الجاري “يعتمد حوالي 75% من محاصيلنا الغذائية وما يقرب من 90% من النباتات المزهرة البرية، إلى حد ما، على التلقيح الحيواني، وخاصة عن طريق الحشرات. لذلك، فإن فهم ما يؤثر سلبا على التلقيح وكيفية تأثيره، أمر ضروري لمساعدتنا في الحفاظ على الخدمات الحيوية التي نعتمد عليها في إنتاج الغذاء والمنسوجات والوقود الحيوي والأدوية، على سبيل المثال.
وقال الدكتور جيمس ريالز، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة ريدينغ “تقدم الدراسة دليلا ميكانيكيا واضحا على كيف يمكن لتلوث الأوزون، الذي تكون تركيزاته أعلى عادة في المناطق الريفية، أن يقلل من زيارة الملقحات للزهور”.
نفق الرياح
استخدم الباحثون نفق الرياح لرصد كيفية تغير حجم وشكل أعمدة الرائحة في وجود الأوزون. بالإضافة إلى تقليل حجم عمود الرائحة، وجد العلماء أن رائحة العمود تتغير مع تفاعل بعض المركبات بشكل أسرع من غيرها.
ونفق الرياح عبارة عن آلة يتم فيها تثبيت جسم ما داخل أنبوب، ويتم نفخ الهواء حوله لدراسة التفاعل بين الجسم والهواء المتحرك، وله استخدامات مختلفة، ويتراوح حجم نفق الرياح من أقل من 30 سنتيمترا إلى أكثر من 30 مترا، ويمكن أن تحتوي على هواء يتحرك بسرعات تتراوح من النسيم الخفيف إلى سرعات تفوق سرعة الصوت.
قام الفريق بعد ذلك بتعريض نحل العسل، الذي تم تدريبه على التعرف على نفس مزيج الرائحة، للروائح الجديدة المعدلة بالأوزون. حيث تستخدم الحشرات الملقحة روائح الأزهار للعثور عليها، وتربط مزيجها الفريد من المركبات الكيميائية بكمية الرحيق التي توفرها، مما يسمح لها بتحديد موقع نفس الأنواع من الزهور في المستقبل.
وأظهر البحث تناقص قدرة النحل على التعرف على أعمدة رائحة الزهور، وكلما زادت المسافة التي تفصل النحل من الزهور، قلت قدرته تلك. يقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الأوزون يمكن أن يؤثر أيضًا على سلوك الحشرات الآخر الذي تتحكم فيه الرائحة، مثل قدرتها على جذب الشريك والعثور عليه.
وفي العام الماضي، نشر نفس الفريق البحثي أول دراسة وجدت أن ملوثات الهواء الشائعة، بما في ذلك الأوزون وأبخرة عوادم الديزل، لها تأثير سلبي على التلقيح في البيئة الطبيعية.