أطلقت منظمات محلية ودولية تحذيرات من انتشار مئات المقالع والكسارات بشكل غير قانوني في لبنان، مما يشكل خطورة على الإنسان على الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي.
وعن معاناة بلدة “فيع” شماليّ البلاد من الكسارات، قالت ديانا عبد الله لقناة الجزيرة إنهم في ضيعتهم يستنشقون غبار المقالع ويأكلونه حتى من الثمار التي كانوا يقطفونها منذ صغرهم، مشيرة إلى أن معظم أفراد عائلتها الصغيرة والكبيرة توفّوا بمرض السرطان ومنهم من لا يزال يعاني.
وتحذر غوى النكت المديرة التنفيذية لـ “غرين بيس” بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا -في مقابلة مع الجزيرة- من أن الغبار الناتج عن المقالع والكسارات يسبّب تلوّثاً خطيراً على صحة الإنسان وسبل عيشه ويصل إلى المياه السطحية والجوفية، فضلا على أن التفجيرات التي تقوم بها المقالع ينتج عنها تشقّقات خطيرة في الطبقات السفلية للأرض.
ورغم أنها تغرف من الأرض المليارات، إلّا أن المقالع والكسارات تحرم الخزينة العامة في لبنان من مستحقّاتها، والأخطر أن كل هذا يحدث بحماية سياسية لا تنكرها وزارةُ البيئة، مما يجعل إزالةَ المخالفات مهمّةً معقّدة.
ويقر وزير البيئة بحكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين -في مقابلة مع الجزيرة- بأن “الموارد الطبيعية غنيمة وينظر إليها البعض على أنه يمكن اغتنامها، وذلك عبر العلاقة الملتبسة الموجودة بين أصحاب هذه المصالح وقوى سياسية وإدارات في الدولة..”.
وقد تعهدت وزارة البيئة بتحصيل مستحقّات الخزينة العامة من هذا القطاع التي قالت إنها تبلغ مليارين و400 مليون دولار كحد أدنى.
يذكر أن المقالع وكسارات الحجارة تتوزع في معظم المناطق الجبلية بلبنان، ويبلغ عددها نحو 1500 مقلع، معظمها من دون ترخيص، وتقع 10% من هذه المقالع على أراض وعقارات تابعة للدولة، بينما تقع 15% من تلك المقالع في أراض غير ممسوحة وغير محددة ملكيتها.