بعد تنحي جيم رايان.. إلى أين تذهب ألعاب بلاي ستيشن؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 8 دقيقة للقراءة

من النادر أن تجد مديرا تنفيذيا عاصر كل المراحل التي مرت بها شركته بداية من خروجها للنور وحتى صعودها إلى القمة، ولكن جيم ريان المدير التنفيذي السابق لقسم “بلاي ستيشن” لدى شركة “سوني التفاعلية للترفيه” هو حالة استثنائية، إذ تزامنت بداية رحلته في الشركة مع طرح الجيل الأول من أجهزة “بلاي ستيشن” عام 1995.

منذ تلك اللحظة، شغل ريان عدة مناصب إدارية مهمة في الشركة، ورغم أنه بدأ رحلته من الفرع الأوروبي لها، فإن محطته الأخيرة كانت منصب المدير التنفيذي للشركة في عام 2019، وذلك قبل أن يعلن تنحيه المفاجئ عن المنصب في نهاية العام الماضي.

تسبب تنحي ريان المفاجئ في موجة انقسام واسعة بين محبي المنصة ومقتنيها، إذ احتفى البعض بتنحي جيم ريان، بينما يرى البعض أن الشركة تقف على أعتاب عصر جديد من التخبط دون وجود سياسة واضحة، وهذا يدفعنا للتساؤل، إلى أين تذهب “بلاي ستيشن” بعد تنحي ريان؟

دور ريان في نجاح “بلاي ستيشن 5”

رحلة ريان كمدير تنفيذي للشركة بدأت في عام 2019 مع الاستعداد للكشف عن الجيل الخامس من أجهزة “بلاي ستيشن”، ورغم أن جيم ريان كان عضوا في الفريق الإداري لقسم “بلاي ستيشن” أثناء إطلاق الكثير من المنصات، فإن دوره الأبرز كان مع “بلاي ستيشن 5”.

تحت قيادته، تمكنت منصة “بلاي ستيشن 5” من كسر حاجز 40 مليون وحدة مبيعة خلال 4 أعوام، كما أتمت الشركة الاستحواذ على أستوديو بنجي (Bungie) المطور للعبة ديستني (Destiny) إلى جانب زيادة حصتها في فروم سوفتوير (From Software) لتصل إلى 14% وهو ما يمنحها وصولا خاصا لألعاب الشركة مثل بلود بورن (Bloodborne) ودارك سولز (Dark Souls).

وساهم جيم ريان في إطلاق عدة عناوين ناجحة وشهيرة للغاية بداية من “غود أوف وار راغ ناراروك” (God of war Ragnarok) وحتى “هورايزن فوربدن ويست” (Horizon Forbidden West) و”سبايدر مان 2″ (Spiderman 2)، كما أنه وضع السياسة الجديدة لمنصة “بلاي ستيشن” والتي تسير عليها في الوقت الحالي من أجل زيادة ربحيّة المنصة.

تضمنت سياسة جيم ريان الجديدة في “بلاي ستيشن” إطلاق ألعاب المنصة على الحاسب الشخصي، وذلك بعكس ما قامت به عبر جميع الأجيال السابقة، إذ كانت ألعابها حصرية لمنصاتها فقط، كما تضمنت التركيز على الألعاب الجماعية والخدمية وألعاب الهواتف المحمولة، وذلك لأن هذه الأنواع قادرة على در المزيد من الأرباح للشركة دون وجود تكاليف مستمرة.

لماذا الاحتفاء بمغادرة ريان؟

من النادر أن يهتم اللاعبون بالمناصب الإدارية في الشركات، ورغم وجود شخصيات عامة مثل فيل سبنسر رئيس قسم “إكس بوكس” في “مايكروسوفت”، فإن هذا ليس متعلقا بمنصبه ولكن بموقف سبنسر كشخص مهتم بالألعاب، ومن المؤثرين فيها، ورغم هذا، احتفى الكثير من اللاعبين حول العالم بمغادرة جيم ريان لإدارة “بلاي ستيشن” واعتبروها خطوة تصحيحية للحفاظ على المنصة وخصوصيتها.

وكانت تصريحات جيم ريان المثيرة للجدل إحدى أهم الأسباب التي جعلته عدوا للاعبين، إذ اشتهر ريان بتصريحاته غير المدروسة، رغم عمله السابق كمدير لقسم التسويق العالمي في “بلاي ستيشن”، وربما يعد تصريحه عن الشرق الأوسط هو الأكثر جدلا منذ توليه منصبه.

“أحد الأشياء التي افتخر بها هو وصولنا لأسواق لم تكن تعرف شيئا عن عالم الألعاب وثقافته مثل الشرق الأوسط، إذ لم يكن أحد في الشرق الأوسط يعرف شيئا عن عالم الألعاب قبل وصول أجهزة بلاي ستيشن إليهم”، تصريح جيم رايان في مقابلة مع موقع “غيمز إندستري” (Games industry9.

تصريح ريان السابق تسبب في هجوم واسع عليه من محبي الألعاب والعاملين في صناعة الألعاب في الشرق الأوسط وحول العالم، وكان الرد الأول من نصيب رامي إسماعيل وهو أحد مطوري الألعاب المستقلة، إذ أكد أن ساحة الألعاب في الشرق الأوسط كانت متزامنة مع مثيلاتها خارج المنطقة، والسبب الوحيد لتأخر أجهزة “بلاي ستيشن” في الوصول إلى الشرق الأوسط هو غياب الدعم ومنافذ البيع الرسمية.

ولم تقتصر تصريحات ريان على هذا فقط، بل امتدت إلى قطاع آخر من اللاعبين وهم محبو الألعاب الكلاسيكية وألعاب “ريترو”، إذ قال إن ألعاب “بلاي ستيشن 1” تبدو سيئة، ولا يمكن تصور لماذا يرغب أحدهم في لعبها.

كما لا يجب نسيان هجومه العنيد وتصريحاته المعادية أثناء الضجة التي تسببت فيها صفقة استحواذ “مايكروسوفت” على “أكتيفيجن/بليزارد”، إذ قال إنه لا يرغب في صفقة تضمن وصول ألعاب الشركة إلى “بلاي ستيشن”، ولكنه يرغب في إيقاف الصفقة ككل، لأنها تضر بشركته وصناعة الألعاب بشكل عام.

وكانت سياسة ريان هي السبب في إغلاق أحد أستوديوهات “بلاي ستيشن” لتطوير الألعاب وهو أستوديو ” بلاي ستيشن اليابان” الذي كان مسؤولا عن تقديم ألعاب عديدة مثل كناك (Knack) وأب-إسكيب (Ape-Escape)، وذلك إلى جانب دور ريان في موجات من تخفيض العمالة لدى الشركة.

أيضا، كانت سياسة جيم ريان السبب الرئيسي في تحول “بلاي ستيشن” إلى الألعاب الخدمية والجماعية وخفض تطوير الألعاب الفردية التي كانت تشتهر بها المنصة، وهو ما تسبب في موجة عداء ناحيته من اللاعبين الذين يفضلون الألعاب الفردية، وهم غالبية مقتني أجهزة بلاي ستيشن.

تضافرت هذه الأسباب معا لتحول جيم ريان إلى شخص مكروه في عالم الألعاب، مما أدى إلى احتفاء الكثيرين بمغادرته لمنصب قيادة “بلاي ستيشن”.

A man plays Farpoint on a Sony PlayStation VR at the Paris Games Week, a trade fair for video games in Paris, France, October 26, 2015. REUTERS/Benoit Tessier

أين تذهب “بلاي ستيشن” بعد جيم ريان؟

أعلن ريان تنحيه عن منصبه في يوليو/تموز 2023، ودخل هذا التنحي في حيز التنفيذ مع مطلع مارس/آذار 2024، وحتى لا تترك الشركة دون منصب إداري، فإن هيروكي توتوكي الرئيس التنفيذي للعمليات سيتولى هذا المنصب بشكل مؤقت حتى يتم تعيين رئيس تنفيذي جديد للشركة.

من المتوقع ألا يتخذ توتوكي الكثير من القرارات الحاسمة التي تغير من سياسة المنصة أو أسلوبها بشكل عام، وذلك بسبب موقفه كمدير تنفيذي مؤقت قد لا يستمر حتى يحقق رؤيته النهائية، ولكن تدخل إدارة “سوني” العليا وتحديدا كينشيرو يوشيدا الذي يشغل منصب المدير التنفيذي للشركة وعضو مجلس الإدارة يشير إلى اهتمام إدارة “سوني” بالمنصة.

قد يستمر الوضع المؤقت هذا حتى نهاية الجيل الحالي من المنصة واقتراب إطلاق الجيل القادم، أي خلال 3 أعوام من الآن إذا صدقت التوقعات، وربما يستمر توتوكي في منصبه كمدير تنفيذي دائم للمنصة، إذ لم تعلن الشركة بعد عن الوقت المتوقع لتعيين رئيس تنفيذي جديد.

ولكن مع غياب ريان وتغير سياسة الاهتمام بالألعاب الجماعية، قد نرى اهتماما من المنصة بالألعاب الفردية، وهو ما سينعكس على شكل دعم للأستوديوهات لتقديم أجزاء جديدة من هذه الألعاب، ويعني هذا عودة “أن شارتد” (Uncharted) و”غود أو وار” (God of war) و”ذي لاست أوف أس” (The last of Us) إلى جانب السلاسل التي اختفت منذ زمن مثل “رينيسانس” (Resistance) أو”انفامس” (Infamous) وهي جميعا ألعاب لها شعبية ينتظرها المستخدمون منذ سنوات طويلة، ولكن في الوقت الحالي، لا نملك إلا الانتظار لنرى في أي اتجاه تقرر “سوني” تحريك “بلاي ستيشن”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *