ولأن الزلازل تضرب فجأة ودون سابق إنذار فإن تقديم الرعاية الأولية قد يكون متأخرا بسبب انهيار المباني وصعوبة البحث بين الركام عن ناجين مقابل عامل الوقت المهم في تلك الحوادث.
وفق خبراء الصحة العالميين، تعد متلازمة الهرس أحد أكثر الإصابات المؤلمة والمميتة الناجمة عن الزلازل، فهذه الحالة يمكن أن تؤدي لسحق العضلات والأنسجة الجلدية والأوتار وصولا للعظام والأعضاء الداخلية، كما أنها تعطل وظائف الكلى والرئتين والأعصاب تدريجيا.
واقعيا، يمكن أن تؤدي الزلازل لإصابات جسدية عديدة على رأسها الكسور تحديدا في الذراعين والساقين إضافة للإصابات الداخلية وإصابات الصدر والرأس، مع تفاقم الآثار النفسية أيضا الناجمة عن الصدمة والخوف، والتي قد تستمر زمنا طويلا مؤدية للاكتئاب والقلق ونوبات الهلع.
كارثة زلزال المغرب وقبلها زلزال سوريا وتركيا تعد الأكبر خلال عقود، فعدد الإصابات كبير ويتطلب أطباء من كل الاختصاصات وعلى رأسهم أطباء عظام وجراحون ومختصون في علاج إصابات الأطراف المرتبطة بالزلازل، وإعادة التأهيل الحركي والعصبي والنفسي التي تعد حجر الأساس بعد تلك المحنة.
في هذا الصدد، يقول استشاري جراحة العظام والمفاصل مدحت خفاجي، في حديثه لبرنامج “الصباح” على قناة “سكاي نيوز عربية”:
• إصابات الهرس هي من الإصابات التي نادرا ما يتم التغافل عنها أثناء الكشف بسبب الانضغاط الذي يحدث زمن الحوادث والكوارث.
• الانضغاط أو الهرس يؤدي إلى تلف العضلات المحيطة بالعظام، وبالتالي سيؤدي إلى تحرر بروتينات العضلات.
• وجود بروتينات العضلات في الأوعية الدموية من شأنه أن يؤدي إلى غلق المجاري المؤدية إلى الكليتين وغلق الأوعية الدموية في الرئتين أو الدماغ وقد يؤدي إلى الوفاة.
• الانضغاط المتأتي بسبب الحوادث أو الأنقاض التي تقع على الإنسان تؤدي إلى تلف أنسجة العضلات وهو ما يسمى بالهرس وهي من أخطر الأمور التي قد تحدث للمصاب.
• ضرورة ملاحظة الطبيب أثناء التشخيص إلى التورم بعد الحوادث والاستفسار عن المدة التي ظل بها المريض على هذه الحال لسرعة التدخل.
• احتساب نسبة البروتينات في الدم التي تسجل ارتفاعا كبيرا.
• كل ما كان وقت الانضغاط أقل كلما كانت نسبة النجاة للمصاب مرتفعة.