المركبة الهندية “براجيان” تدخل في “سبات” على سطح القمر

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

منذ اللحظة الأولى التي خطط فيها علماء الفضاء الهنود لإنشاء مهمة تسير على سطح القمر، كان أحد الأهداف الأساسية هو تقليص الميزانية لتصل إلى رقم لم يشهده تاريخ هذا النوع من المهام من قبل، وهو 75 مليون دولار فقط، وهو أقل من تكلفة فيلم هوليودي عن مهمة شبيهة.

لكن هذه الميزانية المنخفضة لها عيوب بالطبع، كان أهمها متعلقا بـ”براجيان”، المركبة الهندية الجوالة على سطح القمر، التي خرجت من مركبة الهبوط “فيكرام”. حيث لم تصمم هذه المركبة لتحمل درجات حرارة منخفضة جدا، ولم تحمل مولدا كهربائيا حراريا خاصا بها، واعتمدت على الطاقة الشمسية فقط.

لذلك صممت المهمة لتدوم ليوم قمري واحد فقط، وهو ما يساوي حوالي 14 يوما أرضيا منذ هبوطها يوم 23 أغسطس/آب الماضي، وطوال تلك الفترة كانت المركبة معرضة للشمس، لكن الجانب الذي هبطت فيه من القمر دخل في الظلام مؤخرا، وانخفضت درجة الحرارة إلى 120 تحت الصفر، ما يعني دخول المركبة في حالة سبات، حيث فقدت مصدر طاقتها الرئيس.

أهداف تحققت

سيستمر الأمر على هذه الحال حتى 22 ديسمبر/كانون الأول القادم، وربما تخرج براجيان من سباتها حينما يعود الضوء، لكن ذلك غير متوقع، لأن أدوات المركبة الإلكترونية الدقيقة ليست مصممة للصمود أمام برودة تصل إلى هذا الحد.

لكن وقبل دخولها في سبات عميق قد لا تستيقظ منه، فإن المركبة الجوالة كانت قد أرسلت كل البيانات التي حصلت عليها خلال 14 يوم عمل أرضي إلى العلماء في منظمة أبحاث الفضاء الهندية، وكان منها تسجيل درجات الحرارة في القطب الجنوبي للقمر، والبحث عن بعض العناصر في تربته.

إلا أن الأهداف التقنية كانت ذات أهمية أكبر بالنسبة للمهمة تشاندريان-3، حيث تمكنت من الهبوط بثبات والتجول على سطح القمر بسلاسة دون فقدان للاتصال.

مهمة جديدة

وفي هذه الأثناء يتجهز العلماء من منظمة أبحاث الفضاء الهندية لإرسال المهمة المقبلة للقمر، وهي “تشاندريان-4” أو مهمة استكشاف القطب القمري “لوبيكس”، ومن المتوقع أن تنطلق بين عامي 2026-2028، وسوف تعمل المهمة الجديدة على استكشاف السطح القمري، وتدرس إمكانية التنقل على سطحه، وكذلك فإنها سوف تدرس إمكانية البقاء نشطة ليلا على سطح القمر.

وستحمل المركبة أدوات متعددة من وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا)، ومنظمة أبحاث الفضاء الهندية (إيسرو)، بما في ذلك أداة حفر لجمع عينات تحت السطح من عمق 1.5 متر، ومن المرجح أن يكون التنقيب عن المياه وتحليلها في هذه المنطقة من سطح القمر، من أهداف المهمة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *