ووجد باحثون من جامعة كامبريدج وكلية كينغز كوليدج لندن أن النوم المتقطع والكوابيس والهلوسة سبقت أيضًا “تفجّر” مرض “الذئبة” حيث تفاقمت الأعراض لدى غالبية المرضى الذين شملهم الاستطلاع.
وأبلغ 3 من كل 5 مرضى مرض الذئبة الذين شملهم الاستطلاع عن اضطراب في نوم الأحلام قبل سنوات عديدة من ظهور أعراض مرض الذئبة الأخرى.
وأفاد أقل من 25 بالمئة من المرضى أنهم يعانون من الهلوسة خلال النهار، والتي لم تحدث لدى 85 بالمئة إلا بعد ظهور أعراض أخرى أيضًا.
ومرض الذئبة هو حالة من أمراض المناعة الذاتية تؤثر على ما يصل إلى 50000 شخص في المملكة المتحدة.
ويحدث المرض عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم نفسه، مما يسبب مجموعة متنوعة من الأعراض المحتملة، ولا يوجد علاج لهذه الحالة، ولكن يمكن علاجها بالأدوية المضادة للالتهابات والمنشطات.
وقال الباحثون إن هذه النتائج يمكن أن تسمح للمرضى بالتعرف على نوبات الذئبة في وقت مبكر، مما يسمح لهم بطلب العلاج مبكرا.
الباحثون أكدوا أن “نظام الإنذار المبكر” هذا يمكن أن يساعد الأطباء أيضًا على تحسين الرعاية، مضيفين أن العلاج المبكر يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل أوقات الانتظار في عيادات مرض الذئبة.
وفي الدراسة، التي نشرت اليوم في مجلة إكلينك ميديسين، قام الباحثون باستطلاع آراء 676 شخصًا مصابًا بمرض الذئبة و400 طبيب.
وقالت الدكتورة ميلاني سلون من قسم الصحة العامة والرعاية الأولية بجامعة كامبريدج، المؤلفة الرئيسية للدراسة: “من المهم أن يتحدث الأطباء مع مرضاهم حول هذه الأنواع من الأعراض وأن يقضوا وقتًا في تدوين التقدم الفردي لكل مريض”.
وتابعت “غالبًا ما يعرف المرضى الأعراض التي تعتبر علامة سيئة على أن مرضهم على وشك أن يتفاقم، ولكن يمكن أن يتردد كل من المرضى والأطباء في مناقشة الأعراض المتعلقة بالصحة العقلية والعصبية – خاصة إذا لم يدركوا أن هذه يمكن أن تكون جزءًا من أمراض المناعة الذاتية.”.
وأجرى الباحثون أيضًا مقابلات تفصيلية مع 69 شخصًا يعانون من أمراض المناعة الذاتية المختلفة و50 طبيبًا.
كانت الأحلام المذكورة في كثير من الأحيان مؤلمة، وتتضمن التعرض للهجوم أو الحصار أو السحق أو السقوط.
تحدث أحد المرضى من أيرلندا عن كوابيسه: “مروعة، مثل جرائم القتل، مثل تساقط الجلد من الناس، مروعة.. أعتقد أن الأمر يشبه عندما أكون مرهقًا، وهو ما قد يكون مرض الذئبة سيئًا.. لذلك أعتقد أنه كلما زاد الضغط على جسدي تحت ذلك، كلما كان الحلم أكثر حيوية وسوءا”.
وقال البروفيسور ديفيد ديكروز من جامعة كينجز كوليدج في لندن، أحد كبار مؤلفي الدراسة: “لسنوات عديدة، ناقشت الكوابيس مع مرضى الذئبة واعتقدت أن هناك صلة بنشاط المرض لديهم”.
وأوضح ديكروز “يقدم هذا البحث دليلاً على ذلك، ونحن نشجع بقوة المزيد من الأطباء على السؤال عن الكوابيس والأعراض العصبية النفسية الأخرى، التي يُعتقد أنها غير عادية، ولكنها في الواقع شائعة جدًا في المناعة الذاتية الجهازية، لمساعدتنا في اكتشاف اشتعال المرض في وقت مبكر”.