تمكن فريق بحثي دولي من اكتشاف دليل على وجود أقدم صور الماء العذب على سطح الأرض، ويعود الماء المكتشف إلى ما قبل نحو 4 مليارات سنة من الآن، أي بعد حوالي نصف مليار سنة فقط من نشأة كوكبنا الأرض، وهو الأمر الذي يساعد في تطوير فهم العلماء لأصول الحياة على الأرض.
وبحسب الدراسة التي نشرها الفريق في دورية “نيتشر جيوساينس”، حلل باحثون جزيئات الأكسجين الموجودة داخل بلورات من الزركون يبلغ عمرها 4 مليارات عام من منطقة جاك هيلز في غرب أستراليا، وهي واحدة من أقدم التكوينات الصخرية على الأرض.
تأريخ الزركون
ويُعد تأريخ الزركون واحدا من أهم التقنيات المستخدمة لتحديد عمر الصخور والمعادن عبر تحليل مُركّب يُسمى “سيليكات الزركونيوم الرباعي” الذي يوجد عادة برفقة كميات ضئيلة من عناصر نادرة مثل اليورانيوم والثوريوم.
ويُعتبر مُركب سيليكات الزركونيوم الرباعي من المواد التي تتميز بثباتها الكيميائي العالي، مما يجعله مقاوما للتحلل والتجوية، وإلى جانب ذلك فإن محتوياته من نظائر اليورانيوم والثوريوم تتحلل إلى نظائر الرصاص بمرور الوقت، وتتبع هذه العملية قوانين التحلل الإشعاعي، حيث يمكن حساب عمر الزركون بناءً على النسبة بين اليورانيوم والرصاص فيه، وبالتبعية حساب عمر الصخور ومكوناتها.
وإلى جانب ذلك، تمكّن الفريق البحثي من دراسة نظائر الأكسجين في بلورات صغيرة من سيليكات الزركونيوم الرباعي، ووجدوا بصمات لنظائر الأكسجين الخفيفة عمرها 4 مليارات سنة، وهذه النظائر عادة ما تنشأ نتيجة للمياه العذبة الساخنة التي تغير من تركيب الصخور على مسافة عدة كيلومترات تحت سطح الأرض.
وبحسب بيان صحفي رسمي من جامعة كيرتين الأسترالية المشاركة في الدراسة، فإن هذا الاكتشاف لا يلقي الضوء فقط على تاريخ الأرض المبكر، بل يشير أيضا إلى أن الكتل الأرضية والمياه العذبة مهدت الطريق لازدهار الحياة خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا بعد تشكل الكوكب.
وقاد فريق البحث في هذه الدراسة حامد جمال الدين، وهو باحث مصري يعمل زميل أبحاث مساعد في كلية كيرتن لعلوم الأرض والكواكب، وأستاذا مساعدا في قسم علوم الأرض بجامعة خليفة في الإمارات.