وشرح تاجيدي دي كارفاليو عالم الأحياء في جامعة ميريلاند الأميركية، كيف شاهد بواسطة المجهر “علاقة غريبة بين نوعين من عاثيات البكتيريا، وهي فيروسات تغزو البكتيريا، وتعتبر من أكثر الكائنات الحية شيوعا على سطح الأرض”.
وقال دي كارفاليو: “نحن نعلم أن الفيروسات يمكنها القيام ببعض الأشياء المذهلة والمثيرة للاهتمام، لكن هذا شيء جديد آخر لم يكن لأحد أن يتوقع أننا سنراه”.
وفي دراسة نشرت في مجلة الجمعية الدولية لعلم البيئة الميكروبية، شرح دي كارفاليو وزملاؤه آلية ارتباط هذين الفيروسين، قائلين: “فقد الفيروس الصغير المسمى (MiniFlayer) القدرة على عمل نسخ من نفسه داخل الخلايا، وهذه هي الطريقة التي تتكاثر بها الفيروسات، لذلك ابتكر حلا طفيليا ذكيا للاستفادة من فيروس آخر يطلق عليه اسم (MindFlayer)، عن طريق الإمساك برقبته، وعندما يدخلان الخلايا معا، يستخدم (MiniFlayer) الآلية الجينية لرفيقه للتكاثر”.
وشبه إيفان إريل، عالم الأحياء في جامعة ميريلاند، العلاقة بين الفيروسين بـ”مصاص الدماء الذي يغرس أسنانه في فريسته”، قائلا: “إنه ليس تشبيها مثاليا، لكن لاحظنا أنه في بعض الأحيان، عندما نجد (MindFlayer) وحده، يمكن العثور على علامات عض ألحقها به (MiniFlayer)”.
وأضاف: “الفيروسات تفعل أي شيء. إنها القوة الأكثر إبداعا في الطبيعة، إذا كان أي شيء ممكنا فسوف تتوصل إلى طريقة للقيام بذلك. لكن لم يتوقع أحد أنها ستفعل شيئا كهذا”.
وتابع: “ما فعله هذا الفيروس هو أنه قال: حسنا. سألتصق بمساعدي وأتمسك برقبته وأسافر معه حتى نجد خلية جديدة”.
وقال تيري دوكلاند، أستاذ علم الأحياء الدقيقة في جامعة ألاباما في برمنغهام الذي لم يشارك في الدراسة، إن “ملاحظة العاثيتين المرتبطتين كانت مثيرة للاهتمام، لكنه دعا إلى مزيد من الصور والأبحاث لاستخلاص استنتاجات أكثر صرامة حول التفاعل”.
وتوجد من “عاثيات البكتيريا” مليارات في أمعاء الإنسان، وتساعدها في مكافحة البكتيريا الضارة.