أبحاث علمية: أغنى دول تساهم بأعلى معدلات الانقراض خارج حدودها

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

أظهرت دراسات وأبحاث علمية حديثة أن أغنى دول العالم “تصدّر الانقراض” من خلال تدمير التنوع البيولوجي على المستوى العالمي بما يعادل 15 مرة أكثر من تدميره داخل حدودها.

وذكرت دراسة صادرة في مجلة “نيتشر” الأميركية، بحثت في كيفية تدمير نقاط التنوع البيولوجي المهمة بسبب طلب البلدان الغنية على منتجات مثل لحوم البقر وزيت النخيل والأخشاب وفول الصويا، أن معظم موائل الحياة البرية تتعرض للتدمير، خاصة في البلدان ذات الغابات الاستوائية.

وتوصلت الدراسة إلى أن الدول الغنية مسؤولة عن 13% من الخسائر العالمية في الموائل الحرجية والغابات خارج حدودها. وكانت الولايات المتحدة وحدها مسؤولة عن 3% من تدمير الموائل الحرجية خارج حدودها.

وحسب الدراسة، يحدث القدر الأكبر من إزالة الغابات في الأماكن ذات المستويات العالية من التنوع البيولوجي، مثل إندونيسيا والبرازيل ومدغشقر، بينما تعد الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا واليابان والصين والمملكة المتحدة الدول الأكثر تأثيرا على الغابات في الخارج.

استيراد يسبب الانقراض

وقال البروفيسور من جامعة برينستون ديفيد ويلكوف، وهو أحد المشاركين في الدراسة، “من خلال استيراد الغذاء والأخشاب، فإن هذه الدول المتقدمة تصدر الانقراض بشكل أساسي، حيث تسعى الدول الأكثر تقدما للحصول على طعامها من الدول الأكثر فقرا وأكثر تنوعا بيولوجيا في المناطق الاستوائية، مما يؤدي إلى فقدان المزيد من الأنواع”.

وفي دراسة منفصلة نشرتها دورية “ساينس” البريطانية، قال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور أندرو بالمفورد من جامعة كامبريدج إنه مع قيام الدول في المناطق المعتدلة مثل أوروبا بالحفاظ على المزيد من الأراضي، فإن النقص الناتج في إنتاج الغذاء والأخشاب سوف يتعين تعويضه من مناطق مثل أفريقيا وأميركا الجنوبية.

وبحثت الدراسة تأثير 24 دولة ذات دخل مرتفع (والتي شملت أكبر اقتصادات العالم) على أكثر من 7500 نوع من الطيور والثدييات والزواحف التي تعتمد على الغابات.

ولم يأخذ الباحثون في الاعتبار أنواع المحاصيل المزروعة، لكن الأبحاث السابقة أظهرت أن حوالي 80% من الأراضي الزراعية تُستخدم لإنتاج اللحوم والألبان.

وأشار بالمفورد إلى أن المناطق ذات الأهمية الأكبر للطبيعة ستدفع ثمن جهود الحفاظ على البيئة في الدول الغنية ما لم نعمل على إصلاح هذا الخلل، الذي يمكن الحد منه بالتقليص من طلب السلع ذات البصمة البيئية العالية مثل لحوم البقر، وأن تستهدف تلك الجهود المناطق الأكثر تنوعا بيولوجيا، وكذلك المناطق التي تكون فيها إمكانات إنتاج الغذاء أو الأخشاب محدودة.

تأثير البلدان الغنية

وتحدث البلدان الغنية أكبر قدر من التأثيرات على الأنواع في الغابات الاستوائية الأقرب إليها، فالولايات المتحدة التي تسببت في أكبر قدر من الدمار خارج حدودها، وفق الدراسة، كان لها التأثير الأكبر في أميركا الوسطى، في حين كان للصين واليابان تأثير أكبر على الغابات المطيرة في جنوب شرق آسيا.

من جهته، قال أليكس ويبي الباحث في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري بجامعة برينستون الأميركية إنه من خلال تكثيف عمليات من الخارج أصبحت البلدان الغنية تؤثر بشكل كبير على الأنواع في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل تحولا جديا في التهديدات للحياة البرية.

وعلى الصعيد العالمي، يعد فقدان الموائل الطبيعية أكبر تهديد لمعظم الأنواع، ويحدث حوالي 90% من ذلك بسبب تحويل الموائل البرية إلى أراضٍ زراعية.

وحسب دراسة سابقة لموقع “غلوبال فوريست”، أدت التأثيرات البشرية فعليا إلى فقدان حوالي 40% من غابات العالم، ومن عام 2002 إلى عام 2021، فُقدت 68.4 مليون هكتار من الغابات الرطبة، أي 16% من إجمالي الغطاء الشجري في الفترة الزمنية نفسها، وتراجع إجمالي مساحة الغابات الأولية الرطبة على مستوى العالم بنسبة 6.7%.

كما جاء في تقرير صادر عن الصندوق العالمي للطبيعة البرية أن عدد الثدييات والطيور والزواحف والأسماك على الأرض انخفض بنسبة 69% خلال الخمسين عاما الماضية، كما أن عدد حيوانات المياه العذبة في الأنهار والبحيرات تراجع بنسبة 84% مقارنة بعام 1970.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *