2024.. قد تكون الأشد حرارة في التاريخ البشري

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

سجّل كوكب الأرض العام المنقضي أعلى متوسط درجة حرارة على الإطلاق، متجاوزا بذلك الرقم القياسي السابق لعام 2016 بهامش كبير. وكانت المرّة الأولى التي يقترب فيها متوسط حرارة الكوكب نحو 1.5 درجة مئوية، وهو مؤشر الخطر كما أعلنت عنه اتفاقية باريس 2015.

ويتوقع بعض العلماء أنّ يكون عام 2024 العام الأول في تاريخ البشرية الذي يكسر متوسط درجة حرارة الكوكب حاجز 1.5 درجة مئوية.

ويُعد هذا الحاجز من درجة الحرارة أمرا بالغ الأهمية، لأنه محفّز لوقوع العديد من التحولات المناخية التي ستساهم بشكل مباشر في ارتفاع درجات الحرارة بشكل لا يمكن السيطرة عليه. وهذا على الرغم من أن متوسط درجة الحرارة في العالم قد ينخفض بعد اختفاء مرحلة “النينيو” الحالية هذا العام والتي قد تستمر حتى شهر أبريل/نيسان 2024، وهي مرحلة انبعاث حرارة في الدورة الطبيعية المناخية وتحدث في المحيط الهادي الاستوائي باستمرار.

وبارتفاع درجة الحرارة عند هذا الحد فإنّ أحد المتضررين الأساسيين الشعاب المرجانية الاستوائية، والتي تحتضن نظما بيئية هامة ذات تنوع بيولوجي كبير، وسيتأثر 99% منها، وهو ما قد يهدد حياة الكثير من الكائنات الحية، وبالتالي يهدد مصدر غذاء ودخل أساسي لنحو مليار إنسان.

ووفقا لتحليل أجراه عالم التنوع البيولوجي أليكس بيغوت في جامعة كاليفورنيا؛ وجد أنّه حتى لو استطاعت الجهود الحالية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، فلا يزال هناك 15% من الكائنات الحية تواجه خطر فقدان ما لا يقل عن ثلث نطاقها الجغرافي الحالي بشكل مفاجئ. وهذا الرقم من الممكن أن يتضاعف حتى 30% إذا بلغ متوسط درجة الحرارة 2.5 درجة مئوية.

وإذا تجاوزت الحرارة حاجز 1.5 درجة مئوية، سيرتفع خطر وقوع موجات حر شديدة تتجاوز قدرة أجسام البشر على التعافي منها، وقد تشهد مناطق جغرافية عدّة مثل الخليج العربي وجنوب آسيا وشمال الصين ارتفاعا املحوظ في مستوى الرطوبة، وهو ما قد يسبب مخاطر صحية خطيرة.

ومن العواقب الوخيمة كذلك زيادة مخاطر انقراض بعض الكائنات الحية، والعواصف المدمّرة، وانهيارات الصفائح الجليدية.

ويرى العلماء أنّ الإجراءات العاجلة لمعالجة هذه المخاطر هو القضاء على انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري العالمي، وخاصة تلك الناتجة من عمليات حرق الفحم والنفط والغاز والتي تمثل 80% من الاستهلاك العالمي لإنتاج الطاقة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *