هل يكون 2024 عام الذكاء الاصطناعي؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 8 دقيقة للقراءة

كل عام جديد يحاول الخبراء التنبؤ بالمستقبل. وعندما يتعلق الأمر بأخبار التكنولوجيا، يكتفي بعض المدونين بتخمين كيف سيبدو جهاز “آيفون” الجديد. ولكن في عام 2024، فإن التكنولوجيا التي يتحدث عنها معظم الناس لن تكون أداة، بل مستقبلا بديلا مدعوما بالذكاء الاصطناعي يتوقع الكثيرون في سيليكون فالي أنه سيكون أمرا لا مفر منه في الأشهر القادمة.

وفي تقرير نشره موقع “فوكس”، وقال الكاتب آدم كلارك إستس: إن صعود الذكاء الاصطناعي ليس التنبؤ الكبير الوحيد للخبراء للعام المقبل، ولكنه الأهم.

الذكاء الاصطناعي.. الصمغ الجديد

وتظهر قائمة التوقعات أشياء كبيرة في معظمها، مثل التشرذم المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي، ونظارات الواقع المختلط التي تنتهجها شركة آبل، وسفن الفضاء، وبالطبع الذكاء الاصطناعي. لكن ما يثير الاهتمام هو أن الذكاء الاصطناعي يبدو أنه يربط كل هذه الأشياء معا بالطريقة نفسها التي ربط بها ظهور الإنترنت جميع التوقعات الكبيرة في تلك الفترة.

من غير الأكيد ما الذي سيجلبه الذكاء الاصطناعي بالفعل، فربما يكون عام 2024 هو عام الذكاء الاصطناعي، لكن كان من المفترض أيضا أن يكون عام 2023 عام الذكاء الاصطناعي. ورغم تدفق مئات المليارات من الدولارات إلى الصناعة، ما زلنا لا نشعر أن الذكاء الاصطناعي يغير حياتنا.

عندما أُطلق “شات جي بي تي” أواخر عام 2022، كان هناك اتفاق واسع النطاق على أن عام 2023 سيكون العام الذي يكون فيه الذكاء الاصطناعي التوليدي هو الاتجاه السائد، والآن يبدو أن عام 2024 سيكون العام الذي تصبح فيه هذه التكنولوجيا جيدة حقا وتبدأ في تغيير الطريقة التي نقوم بها بكل شيء على الإطلاق.

كيف دخل الذكاء الاصطناعي حياتنا؟

يقول الكاتب إنه إذا كانت وظيفتك تتضمن جهاز حاسوب، فمن المحتمل أنك لاحظت بالفعل بعض التغييرات. فقد أصبحت هناك مجموعة كاملة من روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، مثل المساعد الرقمي “كوبايلوت” من “مايكروسوفت” الذي يمكنه مساعدتك في تلخيص ملاحظات الاجتماع أو إنشاء عرض تقديمي، والذي سيجعل رئيسك سعيدا لإنجازك المزيد من العمل في وقت أقل، وسيعجبك لأنه يجعل عملك أسهل.

وفي الحالتين، ومع تدفق مليارات الدولارات من أموال المستثمرين على شركات الذكاء الاصطناعي، يمكننا جميعا أن نتوقع وجود هذه الأدوات بكثرة هذا العام.

وحسب توقعاته لعام 2024، قال إريك برينجولفسون مدير مختبر الاقتصاد الرقمي في جامعة ستانفورد، إنه يتوقع تبنيا جماعيا للتكنولوجيا من قبل الشركات التي ستبدأ بتقديم بعض الأدوات الإنتاجية التي كانت منتظرة منذ فترة طويلة، والتي يجب أن تجعل وظائفنا أفضل وتسمح لنا بالقيام بأشياء جديدة لم يكن بوسعنا القيام بها من قبل.

وأكد الكاتب أن هذا التوقع سيكون صحيحا ولو بشكل جزئي على الأقل بغض النظر عما يحدث هذا العام. ويمكنك ملاحظة توقعات مماثلة بين الخبراء الذين يشجعون التغيرات الكبيرة في الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك صحفيو التكنولوجيا المخضرمون مثل كيسي نيوتن وأليكس كانترويتز، بالإضافة إلى مراكز الأبحاث القوية مثل “جارتنر” و”ماكينزي”، ويبدو أنهم جميعا متفقون على أن الذكاء الاصطناعي سوف يحقق بعض القفزات التكنولوجية وأن التقدم سيكون له تأثير كبير.

عام الانتخابات يثير المخاوف

من المفترض أن تثير سنة الانتخابات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي قلق الجميع. وووفقا للكاتب فإن أحد المجالات التي قد نرى فيها الذكاء الاصطناعي يصبح قويا هو المجال الذي لا نرغب فيه على الإطلاق، ألا وهو الانتخابات.

فنحن نعلم أن عام 2024 سيكون أكبر عام انتخابي في التاريخ، حيث سيتوجه مليار شخص إلى صناديق الاقتراع، بما في ذلك في الولايات المتحدة. وأحد المخاوف الكبيرة هو أن الذكاء الاصطناعي، إلى جانب انهيار الرقابة في شركات وسائل التواصل الاجتماعي، سيتم استخدامه لإغراق المنطقة بما وصفه خبير الذكاء الاصطناعي أورين إيتزيوني بأنه “تسونامي من المعلومات المضللة”.

ورغم سلبية هذا التوقع، فإنه ليس من الصعب تصديقه، حيث يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية إنتاج صور مزيفة ومقاطع صوتية وحتى مقاطع فيديو واقعية بكفاءة ملحوظة.

وقد بدأ الأمر بالفعل، حيث أصدرت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري إعلانا في أبريل/ نيسان الماضي أنشئ بالذكاء الاصطناعي أظهر صورا مزيفة للرئيس الأميركي جون بايدن إلى جانب صور مزيفة للديستوبيا الأميركية التي من المفترض أن تخلقها إعادة انتخابه.

وابتكرت ولاية أريزونا معلومات مزيفة خاصة بها بالذكاء الاصطناعي، ثم حاولت خداع مسؤولي الانتخابات في محاكاة استمرت يومين تهدف إلى إعدادهم لطوفان من المعلومات المضللة هذا العام.

ويكفي أن نقول إن أنواع أدوات الذكاء الاصطناعي التي تحتاجها هذه الإعلانات لتصبح أكثر قابلية للتصديق أصبحت أفضل وأكثر إثارة للقلق منذ العام الماضي، وإذا كان الخبراء على حق، فسوف تصبح جيدة جدا هذا العام، بحسب الكاتب.

“الهذيان”.. مصدر الشرور

وأشار الكاتب إلى وجود شيء آخر يدعو للقلق، وهو “الهذيان”. فأحد العيوب الرئيسية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل “شات جي بي تي” في الوقت الحالي هو ميلها إلى الهذيان أو اختلاق المعلومات.

وبما أن الذكاء الاصطناعي يتم الترحيب به باعتباره وسيلة لتحسين الطريقة التي نبحث بها عن المعلومات، فإن التدفق المفاجئ للمعلومات المزيفة عن طريق الخطأ يمكن أن يكون مشكلة كبيرة مثل المعلومات الخاطئة المتعمدة.

وتستخدم شركتا غوغل ومايكروسوفت بالفعل الذكاء الاصطناعي لتقديم إجابات لاستعلامات البحث، والتي تتضمن بدورها محتوى ينتج عن الذكاء الاصطناعي، ومن الصعب معرفة مدى امتلاء كل هذا بالترهات.

التشريع والتنظيم قادمان

وقال الكاتب إن التهديد بالمعلومات المضللة هو سبب واحد في قائمة طويلة من الأسباب التي دفعت المشرعين في واشنطن وحول العالم إلى التدافع لتنظيم الذكاء الاصطناعي. ويعمل الاتحاد الأوروبي على صياغة أول قانون شامل للذكاء الاصطناعي في العالم، على الرغم من أن قدرات التكنولوجيا تتفوق على السياسات الجديدة قبل أن يتم تنفيذها.

ويقول التقرير إن الرئيس الأميركي جون بايدن هو أيضا حازم بشأن بدء عملية بناء إطار تنظيمي للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، حيث وقّع على الأمر التنفيذي بشأن تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وجدير بالثقة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومن المتوقع أن يستأنف الكونغرس مناقشة الذكاء الاصطناعي في عام 2024.

عام 2024 مهم للذكاء الاصطناعي

سوف يستمر تأثير الذكاء الاصطناعي في النمو، ولكن ما قد يأتي بعد هذا العام مع وجود جدل كبير حول الذكاء الاصطناعي المسؤول، والخوف الجماعي من أن الذكاء الاصطناعي الفائق يمكن أن يدمر المجتمع كما نعرفه.

لكن الأمر ليس سيئا بالكامل بحسب تقرير” فوكس”. فحسب الكاتب من السابق لأوانه معرفة ما الذي سيجعل عام 2024 استثنائيا، وربما لن يكون كذلك، فربما تُجرى الانتخابات في جميع أنحاء العالم دون عوائق، وربما خالية نسبيا من المعلومات المضللة.

وربما سيظل العمل كما هو بحلول شهر ديسمبر/كانون الأول، ولن تكون روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي رفاقنا الجدد. ولكن مع مرور الأشهر، سيظل المستقبل مجهولا، وستحدث أشياء مفاجئة، وسيثبت خطأ التوقعات.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *