نظام تصوير يلتقط العالم كما تراه الحيوانات

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 2 دقيقة للقراءة

توصل فريق بحثي من جامعة ساسكس في المملكة المتحدة ومختبر هانلي كولور في جامعة ماسون الأميركية، إلى تطوير نظام تصوير جديد يتيح فرصة رؤية العالم كما يبدو من منظور الحيوانات؛ إذ تلتقط عدسة الكاميرا المشهد الملوّن الذي تراه الحيوانات في أثناء حركتها بدقّة تزيد عن 90%، وهو ما سيساهم في تطوير فهم العلماء للتجارب البصرية لمختلف الكائنات الحية.

ونظرا لاختلاف تركيبة العين، فإنّ ما تلتقطه عين الإنسان ضمن نطاق طيفي يختلف عن الحيوانات الأخرى، فعلى سبيل المثال ثمّة حيوانات قادرة على رؤية الأشعة فوق البنفسجية، وهو خارج نطاق رؤية العين البشرية.

وتساعد دراسة المشهد الذي تراه الحيوانات على معرفة المزيد عن التفاصيل الحياتية وطرق تواصلها وتنقلها في بيئتها. وبينما يمكن للصور الملونة المحسّنة والمعدّلة أن تُظهر لنا جزءا من هذا العالم، فإن الطرق القديمة مثل قياس الطيف الضوئي تستغرق الكثير من الوقت، وتحتاج إلى إضاءة محددة، ولا يمكنها التقاط الأجسام المتحركة.

وللتغلّب على هذه العقبات، طوّر الفريق البحثي آلة تصوير حديثة بنظام برمجي يمكنه تصوير الأجسام المتحرّكة بمنظور الحيوانات. وتعتمد الكاميرا على خاصية التسجيل المتعدد في آن واحد عبر 4 قنوات: الأزرق والأخضر والأحمر والأشعة فوق البنفسجية. ويمكن معالجة هذه البيانات عبر ما أطلقوا عليها “وحدات إدراكية” لإنتاج فيديو دقيق يحاكي قدرة الحيوانات على الرؤية استنادا إلى المعرفة الحالية عن المستقبلات الضوئية في عيونها.

ويشير الباحثون إلى أنّ نظام التصوير الحديث سيفتح آفاقا جديدة للبحث أمام العلماء، وسيسمح لصانعي الأفلام بإنتاج صور ديناميكية ودقيقة لكيفية رؤية الحيوانات للعالم من حولها. ويعد النظام المصمم متاحا تجاريا، ومتوفرا للجميع مما يسمح للباحثين الآخرين باستخدام التكنولوجيا والبناء عليها في المستقبل.

وينوّه الباحث الرئيسي في الدراسة دانيال هانلي إلى أنّ الإنسان لطالما كان مهتما لفترة طويلة بكيفية رؤية الحيوانات للعالم بكلّ تفاصيله، وأنّ الحيوانات غالبا ما تتخذ قرارات حاسمة بشأن الأهداف والأجسام المتحركة، مثل اكتشاف الطعام أو تقييم سلوك الزوج المحتمل وما إلى ذلك. ومن هنا، يقدم الباحثون الأدوات والبرمجية اللازمة لعلماء البيئة وصانعي الأفلام، التي ستوفر لهم محاكاة رؤية الأجسام المتحركة في منظور الحيوانات.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *