مع تصاعد الاهتمام من قبل وكالات الفضاء الكبرى في العالم بدراسة كوكب المريخ، وفحص جميع المعلومات المتعلقة به وببيئته، التي تستهدف جميعها في النهاية تحقيق مشاريع الدول الكبرى في العالم باستعمار المريخ، تأتي أهمية دراسة المعادن على “الكوكب الأحمر”، التي قد تحتاجها البشرية في حال تحقق مشاريع الاستيطان تلك.
وكما يشير بيان صحفي منشور على موقع “فيز دوت أورغ” في السابع من سبتمبر/ أيلول الجاري فإنه بينما يوجد ما يقرب من 6 آلاف معدن مختلف على الأرض، تم تسجيل 161 معدن فقط على المريخ بعد أكثر من 50 عاما من الأبحاث، وهو رقم قليل بالنسبة لكوكب يملك الكثير من القواسم المشتركة مع كوكبنا.
مسارات تشكل المعادن
ووفقا لدراسة جديدة نشرت مؤخرا في دورية “جورنال أوف جيوفيزيكال ريسيرش: بلانتس” فقد نشأ الاختلاف لأن المعادن الموجودة على المريخ لديها مسارات أقل للتشكل مقارنة بتلك الموجودة على الأرض، رغم أن كلا الكوكبين بدأت فيهما مسارات متشابهة جدا لتطور المعادن.
وبعد البحث الذي أجراه لفهرسة تكوين المعادن وتطورها على الأرض، أجرى روبرت إم هازن وزملاؤه في معمل الأرض والكواكب التابع لمؤسسة كارنيغي للعلوم دراسة منهجية لجميع المعادن المريخية البالغ عددها 161 والتي تم الكشف عنها خلال نصف القرن الماضي من خلال بعثات المريخ وتحليلات النيازك المريخية.
وفي حين أن العمل السابق حدد 57 آلية أساسية وثانوية لتشكيل المعادن على الأرض، فقد حددت الدراسة الجديدة 20 نمطا فقط لتكوين المعادن على المريخ.
عمليات لم تحدث على المريخ
وفي وقت مبكر من تاريخ الكواكب، تشكلت المعادن على الأرض والمريخ بطرق مماثلة. على سبيل المثال، من المرجح أن المعادن الأولى على كلا الكوكبين تبلورت مباشرة من الصهارة المبردة.
ومن المحتمل أن يكون النشاط الحراري المائي قد أدى أيضا إلى ظهور العديد من المعادن الجديدة على كلا الكوكبين. مع ذلك، فقد مرت مجموعة المعادن الموجودة على الأرض بمراحل واسعة النطاق من التنويع منذ مليارات السنين مع بداية تكتونية الصفائح وانتشار الحياة على الأرض، وهي عمليات لم يُعرف أنها حدثت على المريخ.
ورغم أن هناك بلا شك العديد من المراحل المعدنية على سطح المريخ وتحته التي لم تتم ملاحظتها بعد، فإن الباحثين لاحظوا أن العدد الإجمالي للمعادن المريخية لا يزال على الأرجح أصغر حجما من الأرض، وهو ما يجعل أفق التعدين المستقبلي على المريخ محدودا ربما.