قررت وكالة الفضاء والطيران الأميركية ناسا أن تطلق مهمتها الجديدة إلى القمر والمسماة “بيرغرين”، في 24 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، على أن تهبط على سطح القمر خلال الأسبوع الأخير من ديسمبر/كانون الأول 2024، لأول مرة منذ نحو نصف قرن.
مهمة بيرغرين
طُورت مهمة بيرغرين من قبل شركة أستروبوتيك الأميركية، والتي استهدفت خفض الكلفة لدرجة أنها حصلت قبل عدة أعوام على عقد بقيمة 79.5 مليون دولار لتسليم 14 حمولة تابعة لوكالة ناسا إلى القمر.
وتحمل المهمة الحالية نحو 10 حمولات من مختلف الأنواع تبلغ كتلتها جميعا نحو 90 كلغ، وستضم أدوات أرسلتها وكالة ناسا لدراسة البيئة القمرية، وبشكل خاص الغلاف الخارجي للقمر، والخصائص الحرارية للثرى القمري ووفرة الهيدروجين فيه، والمجال المغناطيسي للقمر.
وتتبع التجارب التي ستجريها المهمة وكالة ناسا، ما عدا واحدة وهي كاشف الإشعاع حيث يتبع فرقا بحثية ألمانية، وستقيس هذه الكواشف بدقة مستوى الإشعاع الذي سيواجهه جسم الإنسان في رحلة إلى القمر والعودة.
وتأتي كل تلك المهام العلمية كخطوات جانبية لخدمة مهمات أرتميس المأهولة التابعة لناسا، والتي ستنطلق تباعا خلال الأعوام القليلة القادمة بغرض وضع أقدام البشر على القمر مرة أخرى، ومن المتوقع أن يحدث ذلك في ديسمبر/كانون الأول من عام 2024.
القطاع الخاص في الفضاء
وإذا نجحت المهمة في تحقيق أهدافها، فستكون أستروبوتيك هي أول شركة خاصة تتمكن من الهبوط بمركبة على سطح القمر في التاريخ، ومن المتوقع مع نجاح المهمة أن تستمر الولايات المتحدة في التعاقد مع نفس الشركة لتحويل عدد من الأدوات إلى القمر قبل وصول رواد الفضاء الأميركيين إلى هناك.
ويأتي ذلك في سياق تحوّل لوكالة ناسا ناحية الشركات الخاصة في تطوير عدد من المهام، والواقع أن هذه النسخة بالكامل ستدار عبر شركات خاصة، فالمهمة نفسها تتبع شركة أستروبوتيك بينما ستنطلق المهمة على متن صاروخ تابع لشركة سبيس إكس الأميركية.
بل ويمتد الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث ظهرت خلال السنوات الأخيرة سلسلة من المشكلات في محطة الفضاء الدولية، وبات من الواضح أنها ستخرج من العمل قريبا، وقد بدأت ناسا بالفعل خططها من أجل بناء محطة فضائية جديدة، لكن على عكس المحطة السابقة فإن القطاع الخاص سيسهم بقوة هذه المرة.
وقد توصلت الوكالة إلى اتفاق مع شركة “أكسيوم سبيس” في أواخر العام الماضي لإرسال وحدة من محطتها الفضائية لربطها بمحطة الفضاء الدولية كتجربة أولية، ومنحت ناسا كذلك عقودا لتطوير محطات فضائية تجارية بقيمة إجمالية تبلغ 415.6 مليون دولار لشركة بلو أوريجين التابعة لجيف بيزوس، من ضمن شركات أخرى.