كويكب يدنو من الأرض بعد أيام.. بحجم نصف برج إيفل

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

أعلن مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض التابع لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا” عن اقتراب كويكب ضخم من الأرض نهاية الأسبوع المقبل في يوم 29 يونيو/حزيران، عند مسافة 292 ألف كيلومتر، أي أقرب بنحو 20% من مدار القمر الذي يبلغ 384 ألف كيلومتر.

ويقدّر العلماء أن يتراوح قطر الكويكب بين 120 و270 مترا، ويمثّل تقريبا نصف ارتفاع برج إيفل الشهير البالغ 330 مترا.

ويُطلق على الكويكب اسم “إم كي 2024″، ويقع حاليا في اتجاه كوكبة قِنطورس على مسافة 6 ملايين كيلومتر من الأرض، ويستغرق الضوء وإشارات الراديو نحو 20 ثانية لقطع هذه الإشارة وتعقب حركة الجرم السماوي.

ومن الممكن تتبّع أثر الكويكب باستخدام التصوير الفوتوغرافي ذي التعريض الطويل فقط؛ إذ يبلغ قدره الظاهري (شدّة لمعانه) 16.85، كما سيكون من الممكن رؤيته في سماء نصفي الأرض معا، النصف الجنوبي ثمّ الشمالي.

ويتوقّع العلماء أن تبلغ سرعته 9.37 كيلومترات في الثانية لدى اقترابه من الأرض. ولأجل المقارنة، فإنّ سرعة الصوت في الحالة الطبيعية ضمن حدود الغلاف الجوّي للأرض تبلغ 0.34 كيلومتر في الثانية فقط، أي أن الكويكب سيكون أسرع بنحو 27 مرّة من سرعة الصوت.

وتؤكد “ناسا” أنّ احتمالية اصطدامه بالأرض غير واردة، لكنْ من المتوقع أن يكون له مرور آخر في عام 2116 وستبلغ نسبة اصطدامه بالأرض حينها 0.00000095% فقط.

كويكبات تتربّص بالأرض

للأرض تاريخ طويل يمتد لمليارات السنوات مع المتطفلين القادمين من الخارج. ويؤمن الجيولوجيون بأنّه في مرّة واحدة كل 50 إلى 100 مليون سنة؛ يسقط على الأرض نيزك ضخم مشابه لحجم النيزك الذي تسبب بفوهة “تشيكشولوب” الواقعة في خليج المكسيك، وهو النيزك الذي تسبب بإبادة الديناصورات والكثير من المخلوقات الأخرى قبل 66 مليون عام بنهاية العصر الطباشيري.

وتشهد الأرض يوميا سقوط آلاف النيازك التي لا يمكن الشعور بها نظرا إلى حجمها الصغير، ويعود الفضل إلى وجود الغلاف الجوي الذي يفتتها ويدمرها بفعل قوة الاحتكاك ليتحول ذلك الحطام إلى غبار نيزكي دقيق متطاير في الهواء. ويمكن ملاحظة ذلك في المناسبات الفلكية المميزة عندما تهطل مجموعة من النيازك الصغيرة مضاءة لبرهة ثم تختفي ويطلق عليها اسم زخة الشهب.

وتعتبر الكويكبات من البقايا التي لم تتحد لتشكيل الأجرام السماوية العملاقة في المجموعة الشمسية، ويقع جزء منها حاليا في حزام الكويكبات الشهير بين المريخ والمشتري، في حين يقع جزء آخر منها بالقرب من مدار الأرض مختبئةً في ظلّ الشمس.

وعثر العلماء حتى الآن على نحو 31 ألف كويكب قريب من الأرض في النظام الشمسي، ويُصنّف بعضها على أنها كويكبات خطيرة إذا اقتربت من الأرض مسافة 7.4 ملايين كيلومتر وبلغ قطرها نحو 140 مترا، وهذا الحجم كفيل بتدمير مدينة بأكملها ومسحها عن الوجود، وربّما تتسع رقعة الدمار لتشمل إقليما بأكمله.

وتتسبب الكويبكات التي يتراوح قطرها بين 100 و200 متر بكوارث على حجم دول صغيرة، في حين يتسبب كويكب بقطر كيلومتر واحد بكارثة عالمية هائلة وربّما يؤدي إلى انقراض جماعي كذلك لمجموعة من الأصناف والكائنات الحيّة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *