بين حاضر متغير ومستقبل غامض، يقف العالم على عتبة حقبة جديدة تحمل في طياتها وعودًا بتحوّلات لم يشهدها من قبل. وبينما يقترب صدى أجراس العام الجديد من أسماعنا، يتجاوز عام 2025 كونه مجرد رقم على التقويم، ليصبح نقطة مفصلية ستفتح أبوابا من الابتكارات تعيد رسم ملامح حياتنا بطرق تفوق الخيال.
وكما قال ستيف جوبز: “الأشخاص الذين يعتقدون بجنون أنهم قادرون على تغيير العالم، هم من ينجحون فعلا في تغييره.” هذه الكلمات تعكس تماما واقعنا الحالي، حيث يتحول الإبداع إلى قوة دافعة لعصر جديد من الابتكار والصراع بين قوى التغيير.
وسط هذه التحولات، سيجد البعض أنفسهم في طليعة الموجة، حيث يقودون عجلة الابتكار، بينما سيواجه آخرون تحديات التأقلم مع عالم يتطور بوتيرة لا تعرف التوقف.
لذا، يبدو أن عام 2025 لن يكون مجرد فترة في مقياس الزمن، بل بوصلة جديدة لتوجهات تقنية ستحدد مسار تطور الاقتصاد، والتعليم، والعلاقات الإنسانية، وتعيد تعريف علاقتنا بالعالم.
التقنيات الناشئة التي ستحدد ملامح عام 2025.. أبرز 24 اتجاهًا
في عام 2025، سيشهد العالم التكنولوجي تحولات جذرية تعيد تشكيل الصناعات وتؤثر بعمق على حياتنا اليومية. مواكبة هذه التوجهات الناشئة باتت ضرورة ملحة للشركات والمهنيين الطامحين للحفاظ على ريادتهم في عالم الابتكار والمنافسة.
في هذا السياق، نقدم تحليلا معمقا لأبرز 24 توجها تقنيا يُتوقع أن يرسم ملامح المستقبل القريب وفقا لتقرير نشرته منصة “غيكس فور غيكس” (GeeksforGeeks) الرائدة في مجال علوم الكمبيوتر والبرمجة:
١- الذكاء الاصطناعي التوليدي
نستهلّ قائمة التوجهات التقنية لعام 2025 بأكثرها جذبا للأنظار، وهو الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يعد بمثابة نقطة تحول رئيسية، حيث يعيد تشكيل الصناعات بقدرته على إنتاج محتوى متقدم يشبه المحتوى البشري بشكل كبير، من نصوص وصور، إلى صوت ومحاكاة معقدة.
من جهة مماثلة، تقود التطورات في النماذج التوليدية مثل “جي بي تي” (GPT) والأنظمة متعددة الوسائط، تطبيقات جديدة في مجالات إنشاء المحتوى، وأتمتة التصميم، وتوفير تجارب تفاعلية.
ولا تقتصر هذه التقنية على تعزيز الإنتاجية فحسب، بل تحدث ثورة في طرق تعامل الشركات مع حلّ المشكلات، وتفاعلها مع العملاء، وعملياتها الإبداعية، مما يجعل الأدوات أكثر سهولة ومرونة عبر مختلف القطاعات.
في السياق ذاته، ستستمر المؤسسات في عام 2025 في دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في سير العمل من أجل الابتكار بشكل أسرع، وتقديم خدمات مخصصة على نطاق أوسع.
ومن المتوقع أن تصل قيمة أسواق الذكاء الاصطناعي إلى 190.61 مليار دولار أمريكي بحلول العام الجديد، مدعومة بزيادة الاعتماد عبر القطاعات الصناعية، لا سيما في مجالات الرعاية الصحية والمالية والتجزئة، حسب أحدث تقرير نشرته “ماركتس أند ماركتس” (MarketsandMarkets).
٢- الحوسبة الكمومية
تعتمد الحوسبة الكمومية على مبادئ الميكانيكا الكمومية لتصميم وتنفيذ الحواسيب. هذه التقنية الواعدة ستكون لها إمكانيات كبيرة في حل أصعب المشكلات.
حيث أصبحت الحوسبة الكمومية أداة متقدمة تفتح طرقا لاختراق الأكواد التشفيرية، وفهم الطبيعة بشكل أفضل فيما يتعلق بالمواد، وحل مشكلات التحسين المتنوعة.
على سبيل المثال، مع ظهور الحواسيب الكمومية، يمكن تطوير البنية الجزيئية بشكل كبير مما يؤدي إلى اكتشافات أسرع في البرمجيات والأدوية والمواد.
من جهة مماثلة، يلاحظ التبني المبكر في المؤسسات البحثية والشركات الكبرى التي تستثمر بكثافة في البحث الكمومي، وستظهر التطبيقات العملية عندما تنضج التقنية.
ومن أبرز التطورات التي حدثت في هذا المجال:
- السيادة الكمومية: حيث قامت “غوغل” وغيرها من الشركات الكبرى بإدراك المستقبل النهائي لإثبات المبدإِ الذي قد يجعل الأجهزة الكمومية قادرة على أداء مهام قد لا تتمكن الحواسيب التقليدية من تنفيذها.
- التشفير الكمومي: تطوير وسائل اتصال آمنة بين الأنظمة الكمومية، مما يساعد في مواجهة التهديدات السيبرانية.
٣- توسيع شبكة الجيل الخامس (5G)
يعِدُ الجيل الخامس من الشبكات المحمولة بسرعات تحميل وتنزيل بيانات أسرع بكثير، وتغطية أوسع، واتصالات أكثر استقرارا.
حيث إن توسيع هذه الشبكة يسهل التقنيات التحويلية مثل إنترنت الأشياء (IoT)، والواقع المعزز، والمركبات ذاتية القيادة، من خلال توفير الاتصالات عالية السرعة ومنخفضة الكمون التي تحتاجها.
ومصطلح الكمون (Latency) في الشبكة، بحسب موقع “كلود فلار” (Cloudflar) هو المدة الزمنية التي يستغرقها انتقال حزمة بيانات من مكان إلى آخر، وتقليل الكمون يعد جزءا مهما من بناء تجربة مستخدم جيدة.
على سبيل المثال، افترض أن الخادم “إيه” (A) في نيويورك يرسل حزمة بيانات إلى الخادم “بي” (B) في لندن. يرسل الخادم “إيه” (A) الحزمة في الساعة 04:38:00.000 بتوقيت غرينيتش، ويستلمها الخادم “بي” (B) في الساعة 04:38:00.145 بتوقيت غرينيتش. كمية الكمون في هذا المسار هي الفرق بين هذين الوقتين هي 0.145 ثانية أو 145 ميلي ثانية.
وتعتبر هذه التكنولوجيا حيوية لتمكين الاتصالات في الوقت الحقيقي، ومعالجة كميات كبيرة من البيانات بأقل تأخير، مما يدعم موجة جديدة من الابتكار التكنولوجي.
من جهة أخرى، لا تقتصر معدلات اعتماد هذه التقنية على الولايات المتحدة وحدها، بل إن الصين وكوريا الجنوبية هما من الدول الرائدة في اعتمادها، وبالتالي فإن العديد من البلدان الأخرى تسرّع استراتيجياتها المتعلقة بالتعريفات.
ومن المتوقع أن يؤدي اعتماد شبكة الجيل الخامس (5G) عالميا إلى نتائج اقتصادية ضخمة إلى جانب الابتكار.
وتتمثل أبرز التطورات على المدى الطويل في هذا المجال في:
- تقسيم الشبكة (Network Slicing): وهي عملية يتمكن من خلالها المشغلين من إنشاء شبكات افتراضية متعددة من شبكة الجيل الخامس (5G) الفيزيائية الواحدة لتحسين الأداء لعدة تطبيقات.
- النطاق العريض المحمول المحسن (eMBB): يوفر “إي إم بي بي” معدلات بيانات مرتفعة للغاية وزيادة في الاتصال، وهي ميزة مهمة للخدمات التي تعتمد على البث المباشر في الوقت الحقيقي والتطبيقات المحمولة.
٤- الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR)
تعمل تقنية “إيه آر” (AR) و”في آر” (VR) على توفير تجربة تفاعلية من خلال عرض المعلومات الرقمية إما فوق العالم المادي، أو ما يعرف بالواقع المعزز، أو داخل بيئات افتراضية بالكامل.
حيث تستمر هذه التقنيات في تحسين تجربة المستخدمين في مجالات مثل الألعاب، والتدريب التعليمي، والرعاية الصحية، والعقارات.
على سبيل المثال، يمكن للواقع المعزز مساعدة الجرّاح من خلال توفير بيانات لحظية أثناء العمليات، في حين يمكن للواقع الافتراضي تقديم جولات افتراضية للعملاء في مجال العقارات.
ومن أبرز التطورات في هذه التقنية:
- الواقع المختلط (MR): حيث يجمع بين تقنيتي الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) لخلق تجربة تفاعلية ناشئة في التدريب المهني والمحاكاة.
- دمج شبكة الجيل الخامس (5G): وهو ما يوفر مزيدا من السرعة وتقليل الكمون، مما يحسن أداء تطبيقات “إيه آر” (AR) و”في آر” (VR).
٥- إنترنت الأشياء (IoT)
إنترنت الأشياء هو عبارة عن مجموعة من الأجهزة المادية المزودة بالتقنيات المناسبة التي تمكنها من جمع البيانات والتواصل عبر الشبكة، حيث تشمل هذه الأجهزة المستشعرات، والأجهزة المنزلية، والآلات التي تجمع وتشارك البيانات.
في نفس السياق، يحول إنترنت الأشياء كل قطاع صناعي إلى قطاع ذكي، سواء في المنازل الذكية، أو المدن الذكية، أو العمليات الصناعية، إذ يتيح المراقبة في الوقت الحقيقي، والصيانة التنبؤية، وزيادة الكفاءة.
على سبيل المثال، تقوم المنازل الذكية بتحسين استخدام الطاقة، بينما يراقب إنترنت الأشياء الصناعي صحة المعدات، ويتنبأ بالأعطال قبل حدوثها.
وتتمثل التطورات الرئيسية في هذا المجال في:
- الأمان في إنترنت الأشياء: سيظل هذا الموضوع أكبر قضية يجب مراعاتها مع تزايد عدد الأجهزة المتصلة، وهو ما يتطلب ضمان حماية شبكات إنترنت الأشياء من التهديدات السيبرانية، إذ يتم حاليا تطوير تقنيات التشفير المتقدمة، وبروتوكولات الأمان لحماية البيانات.
- الحوسبة الطرفية (Edge Computing): هذه الميزة تقلل من الكمون، واستخدام عرض النطاق الترددي لتسهيل تطبيقات إنترنت الأشياء بشكل أسرع وأكثر كفاءة عن طريق معالجة البيانات بالقرب من المصدر.
٦- التكنولوجيا الحيوية في الزراعة
تتضمن التكنولوجيا الحيوية في الزراعة استخدام تقنيات التكنولوجيا الحيوية لتحسين غلة المحاصيل، وتعزيز المقاومة للآفات والأمراض، وزيادة المحتوى الغذائي.
وتعتبر هذه الابتكارات حاسمة في مواجهة تحديات الأمن الغذائي، خاصة في عالم يواجه تغيرات مناخية ونموا سكانيا، حيث تشمل التعديل الوراثي، وتحرير الجينات باستخدام تقنية “كريسبر” (CRISPR)، والأسمدة الحيوية التي تتيح ممارسات زراعية أكثر كفاءة.
وعلى الرغم من تفاوت معدلات الاعتماد حسب المنطقة، إلا أن التكنولوجيا الحيوية تكتسب قبولا سريعا في كل من الدول المتقدمة والنامية، حيث تستمر الحكومات والشركات الخاصة، والمؤسسات البحثية بشكل متزايد في تبني الحلول التكنولوجية الحيوية لحل التحديات الزراعية.
ومن أبرز التطورات في هذا المجال:
- الكائنات المعدلة وراثيا (GMOs): وهي محاصيل تم تعديلها وراثيا لمقاومة الآفات أو تحمل الظروف البيئية الصعبة.
- تحرير الجينات باستخدام تقنية “كريسبر” (CRISPR): وهي تقنية ثورية تسمح بإجراء تعديلات دقيقة على الحمض النووي للنباتات لتحسين الغلة ومقاومة الأمراض.
٧- المركبات ذاتية القيادة
المركبات ذاتية القيادة (AVs) هي سيارات وشاحنات وأشكال أخرى من وسائل النقل التي تستخدم أجهزة الاستشعار، والتعلم الآلي، والذكاء الاصطناعي للتنقل وأداء المهام دون تدخل بشري.
وتتقدم هذه التقنية بسرعة، حيث تعمل شركات السيارات الكبرى وعمالقة التكنولوجيا على جعلها جزءا من الحياة اليومية.
في السياق نفسه، لا يزال اعتماد هذه التكنولوجيا في مراحله الأولى مع وجود عدة برامج تجريبية ومراحل اختبار على مستوى العالم، حيث يتوقف التبني الواسع على الموافقة التنظيمية، وقبول المستهلكين، وتحسين ميزات الأمان.
تتمثل أبرز تطورات هذه التكنولوجيا في:
- أجهزة استشعار “ليدار” (LiDAR): توفر هذه الأجهزة الخرائط التفصيلية اللازمة للتنقل الذاتي.
- الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي: تمكن من اتخاذ قرارات في الوقت الفعلي، والتواصل بين المركبات.
٨- تكنولوجيا “بلوك تشين” (Blockchain)
“بلوك تشين” هي تقنية سجل موزع، مما يعني أنها تضمن أمان وشفافية المعاملات، حيث أنها تدعم العملات الرقمية مثل البيتكوين و الإيثيريوم (Ethereum)، ولكنها تتجاوز ذلك بكثير.
حيث تستمر في تعزيز الصناعات من خلال تقنيات المعاملات الآمنة، والشفافة، والموزعة، ويمكن رؤية أكثر النتائج تأثيرا في مجالات مثل التمويل، وسلاسل التوريد، والرعاية الصحية.
وتشمل الأمثلة تعزيز الشفافية في سلاسل التوريد من خلال سجل غير قابل للتغيير عن أصل المنتجات وحركتها.
ووفقا لتقرير نشره موقع “بي آر نيوز واير” (PR Newswire)، من المتوقع أن يصل سوق تكنولوجيا الـ”بلوك تشين” إلى 39.7 مليار دولار بحلول عام 2025، مع استمرار تبنيها في الصناعات المختلفة، حيث تعتمد الشركات هذه التكنولوجيا من أجل تقليل الاحتيال، وزيادة القابلية للتتبع، وتحسين أمان البيانات.
وتتمثل أهم تطورات هذه التكنولوجيا في:
- العقود الذكية: وهي أنواع من العقود التي يتم تنفيذها بشكل عام عند استيفاء الشروط المحددة مسبقا، وهو ما يقلل من الحاجة إلى الوسطاء، ويعزز الكفاءة التشغيلية.
- التمويل اللامركزي (DeFi): وهي عبارة عن خدمات مالية قائمة على الـ”بلوك تشين” تتيح المعاملات من نظير إلى نظير دون وسطاء مصرفيين.
٩- الحوسبة الطرفية (Edge Computing)
تقوم الحوسبة الطرفية بمعالجة البيانات بالقرب من مصدرها أو نقطة إنشائها لتوفير عرض النطاق الترددي، وتقليل الكمون في الاستجابة.
وهو أمر أساسي للتطبيقات التي تحتاج إلى معالجة البيانات بشكل استباقي وفي الوقت الفعلي، مثل المركبات ذاتية القيادة، والأتمتة الصناعية، والمدن الذكية.
حيث تستطيع هذه التقنية تحسين أداء الأنظمة الحيوية من خلال تقليل وقت نقل البيانات، إذ يجب أن تكون القرارات في الوقت الفعلي لضمان الأمان، ويتم تحقيق ذلك من خلال إجراء العمليات الحسابية في الطرف، أي بالقرب من مصدر البيانات.
على سبيل المثال، في الصناعات، تدعم الحوسبة الطرفية المراقبة في الوقت الفعلي والصيانة التنبؤية، الأمر الذي يحسن الكفاءة، ويقلل فترات التوقف.
ومن أبرز التطورات في هذا المجال:
- تكامل إنترنت الأشياء (IoT): تعزز الحوسبة الطرفية من قدرة عمل أجهزة إنترنت الأشياء من خلال تحليل البيانات في الوقت الفعلي، واتخاذ القرارات.
- التكامل مع شبكة الجيل الخامس (5G): يأتي هذا التكامل مباشرة من دخول شبكات الجيل الخامس (5G) التي من المتوقع أن تعزز الحوسبة الطرفية باستخدام عامل اتصال أسرع وأكثر موثوقية.
١٠- الحوسبة العصبية (Neuromorphic Computing)
الحوسبة العصبية هي مجال يحاكي الطريقة التي يعالج بها الدماغ البشري المعلومات باستخدام الشبكات العصبية الاصطناعية والأجهزة المصممة لمحاكاة الهياكل العصبية.
وتهدف هذه التقنية إلى جعل الآلات أكثر ذكاء وكفاءة من خلال تقليد وظائف الدماغ، حيث تمتلك القدرة على إحداث ثورة في الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي من خلال إنشاء أنظمة أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، والتكيف والتعلم الذاتي.
كما يمكن استخدامها في تطبيقات تتراوح من الروبوتات إلى الأنظمة الذاتية، حيث يكون التعلم واتخاذ القرارات في الوقت الفعلي أمرا بالغ الأهمية.
وعلى الرغم من أن معدل اعتماد هذه التقنية لا يزال في مراحله المبكرة، ويقتصر بشكل رئيسي على المؤسسات البحثية والتطبيقات المتخصصة، إلا أنه ومع تحسن أنظمة الأجهزة والبرمجيات، من المتوقع أن يصبح الاستخدام الواسع شائعا في الأنظمة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
وتتمثل التطورات الرئيسية في هذا المجال في :
- الأجهزة المستوحاة من الدماغ: وهي عبارة عن شرائح مصممة لمحاكاة الشبكات العصبية البشرية لتحقيق حوسبة أكثر كفاءة.
- الحوسبة الإدراكية: وهي أنظمة قادرة على التعلم والتكيف من البيانات بطريقة مشابهة للدماغ.
١١- أتمتة العمليات الروبوتية (RPA)
تساهم أتمتة العمليات الروبوتية (RPA) في تحقيق معايير ممتازة لأتمتة المهام المتكررة داخل المنظمات بكفاءة ودقة عالية، حيث تستخدم هذه التقنية الروبوتات البرمجية لأداء المهام، مثل إدخال البيانات ومعالجة المعاملات تماما كما يفعل البشر.
كما يمكن لهذه التقنية أن تحدث تغييرا في العمليات التجارية، إذ توفر فرصة لأداء الأتمتة بطريقة تمكن الموظفين من التركيز على الأعمال الأكثر أهمية.
على سبيل المثال، ستؤدي الأتمتة في معالجة الفواتير في قطاع المالية، والمصالحة المالية إلى تجنب أي أخطاء، وهو ما يوفر الكثير من الوقت.
وتتمثل التطورات الرئيسية في هذه التقنية في :
- الأتمتة الذكية: من المتوقع أن يؤدي تكامل أتمتة العمليات الروبوتية إلى تقديم حلول أتمتة أكثر تقدما.
- القابلية للتوسع: تتمثل في إنشاء حلول قابلة للتوسع بحيث يمكن دمجها بسهولة في النظام المعلوماتي الحالي.
١٢- تعزيز الأمن السيبراني
مع التغيرات في مشهد التهديدات السيبرانية، تتطور تقنيات الأمن السيبراني بسرعة لتأمين البيانات والبنى التحتية، مع تحسينات تشمل الكشف المتقدم عن التهديدات، والهياكل الأمنية ذات الثقة المعدومة (Zero Trust)، وطرق التشفير الحديثة.
بمعنى آخر، حماية المعلومات الحساسة والثقة في الأنظمة الرقمية هما في الأساس السبب وراء الطلب على الأمن السيبراني.
لذلك من المهم تعزيز هذا الأخير، خاصة في الصناعات مثل المالية، والرعاية الصحية، والحكومة، إذ يمكن أن تكون العواقب وخيمة للغاية في حال حدوث خرق للبيانات.
على سبيل المثال، يمكن لأنظمة الكشف عن التهديدات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي أن تصدر تحذيرات في الوقت المناسب قبل أن تنتشر التهديدات، وتكتشف التهديدات السيبرانية المحتملة، الأمر الذي يقلل من فرصة سرقة البيانات.
في سياق متصل، يعتبر الكشف المتقدم عن التهديدات والاستجابة من خلال دمج الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وتنفيذ نموذج أمني يعتمد على الثقة المعدومة (Zero Trust) مما يضمن أن كل طلب يتم التعامل معه كما لو كان من شبكة مفتوحة، أهم التطورات الرئيسية في مجال الأمن السيبراني.
١٣- التكنولوجيا المستدامة
تركز التكنولوجيا المستدامة على تقليل التأثير البيئي من خلال الابتكار في الطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، والتصنيع الأخضر، حيث تهدف إلى إيجاد حلول ذكية وأكثر صداقة للبيئة للتعامل مع المشكلات.
في السياق ذاته، أصبحت الاستدامة أولوية جديدة لدى الشركات والحكومات حول العالم، إذ توفر التقنيات المستدامة المساعدة في إدارة بصمات الكربون المنخفضة، والحفاظ على الموارد، والإشراف البيئي.
على سبيل المثال، تساعد حلول مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتجددة في تحويل استخدام الطاقة بعيدا عن الوقود الأحفوري، وأفضل ممارسات التصنيع الأخضر التي تقلل من النفايات والتلوث.
١٤- التطوير المدعوم بالذكاء الاصطناعي
يتمثل التطوير المدعوم بالذكاء الاصطناعي في تعزيز كل خطوة في عملية إنتاج البرمجيات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي تساعد في إنتاج الوحدات، واختبارها، أو تصحيح الأخطاء فيها، وتحسين أدائها، حيث سيساهم في زيادة كفاءة وجودة تطوير البرمجيات.
على سبيل المثال، يمكن لمحرري الشيفرة المدعومين بالذكاء الاصطناعي اقتراح مقتطفات من الشيفرة المحتملة، وتحديد الأخطاء، وقياس الأداء المختار، الأمر الذي يقلل من أوقات التطوير وتكاليف الجهد.
من جهة مماثلة، سيكون سوق أدوات التطوير المدعومة بالذكاء الاصطناعي كبيرا، حيث يعتمد عدد متزايد من الشركات على الذكاء الاصطناعي لتحسين العمل التطويري.
كما يعتبر الطلب على البرمجيات المعقدة، إلى جانب الحاجة إلى سرعة الوصول إلى السوق من العوامل التي تحفز هذا النمو.
وتعتبر مساعدات الشيفرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل “جيت هاب كوبيلوت” (GitHub Copilot) الذي يقدم اقتراحات حقيقية للشيفرة البرمجية في الوقت الفعلي لمساعدة المطورين على العمل بكفاءة أكبر، والاختبار الآلي الذي يضمن جودة البرمجيات وموثوقيتها باستخدام أدوات الاختبار الآلي المدعومة بالذكاء الاصطناعي، من التطورات الرئيسية في هذا المجال.
١٥- تقنيات تعزيز القدرات البشرية
تقنيات تعزيز القدرات البشرية هي تلك التقنيات التي توسع القدرات البشرية مثل الهياكل الخارجية “الإكسوسكليتون” (Exoskeletons)، والواجهات بين الدماغ والحاسوب، والأطراف الصناعية المتقدمة لتحسين الوظائف الجسدية والمعرفية.
وتتراوح إمكانيات تقنيات تعزيز القدرات البشرية من الرعاية الصحية والدفاع، وصولا إلى تحسين الإنتاجية الشخصية.
على سبيل المثال، يتم استخدام تكنولوجيا الهياكل الخارجية لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات الحركية على المشي مرة أخرى، ويمكن أن تساعد واجهة الدماغ والحاسوب الأشخاص ذوي الإعاقات على التحكم في الأجهزة باستخدام أفكارهم.
وتبرز التقنيات القابلة للارتداء لمتابعة البيانات الصحية وتحسين وظائف الجسم، والواجهات العصبية كواجهات الدماغ والحاسوب المصممة للسماح بالتواصل المباشر بين الدماغ وجهاز خارجي كتطورات رئيسية في هذا المجال.
١٦- منصات السحابة الصناعية
هي مجموعات خاصة من منصات السحابة مصممة خصيصا لتلبية احتياجات الصناعات المختلفة، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الرعاية الصحية والتمويل والتصنيع.
حيث توفر هذه السحابة الكثير من الوقت، من خلال تقديم حلول مخصصة للعديد من المشكلات التي تعاني منها القطاعات المختلفة.
مثلا، تسهل منصات السحابة الصحية إدارة معلومات المرضى، وتدعم تنسيق الرعاية، بينما توفر منصات السحابة المالية تحليلات متقدمة لإدارة المخاطر والامتثال.
١٧- التطبيقات الذكية
التطبيقات الذكية هي تلك التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتحقيق تجربة مستخدم أفضل وأكثر معنى من خلال الوظائف المتاحة. يكمن سرها في استخراج الرؤى من البيانات لتقديم خدمات مخصصة، واتخاذ قرارات أفضل، و أتمتة المهام.
من حيث التصنيف جاء الاختراق الرئيسي لهذه التطبيقات الذكية في تغيير الصناعات من خلال توسيع القدرات.
على سبيل المثال، في مجال المالية، يمكن أن تقدم نصائح استثمارية مخصصة، كما تفعل في القطاع الصحي في التشخيص وتخطيط العلاج.
أما في مجال البيع بالتجزئة، فتعمل على تحسين تجربة العميل من خلال تقديم الخدمات والمنتجات الموصى بها بناء على مجموعة من التفضيلات، مع تصفية المعلومات ذات الصلة، جنبا إلى جنب مع العمليات التي تحدث في الخلفية، والتي لا تكون مرئية مباشرة لتجربة العميل.
ومن المتوقع أن ينمو سوق التطبيقات الذكية بشكل كبير نتيجة لتزايد اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في العمليات التجارية اليومية من 12.7 مليار دولار في عام 2020 إلى 62.4 مليار دولار بحلول عام 2025 بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) قدره 37.2%، بحسب تقرير “غارتنر” (Gartner).
١٨- الذكاء الاصطناعي التوليدي الديمقراطي
يتعلق الذكاء الاصطناعي التوليدي عموما بأنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكنها إنتاج محتوى أصلي بناء على بيانات موجودة مسبقا، سواء كانت نصوصا أو صورا أو موسيقى.
الآن، مع الذكاء الاصطناعي التوليدي الديمقراطي، يتم توفير هذه القدرات المتطورة لأوسع قاعدة ممكنة، بحيث يمكن للمزيد من الشركات أو الأفراد الاستفادة من المزايا الأمثل بطريقة عملية ومبدعة.
في نفس السياق، تحدث ديمقراطية الذكاء الاصطناعي التوليدي ثورة في إنشاء المحتوى، سواء كان في التسويق، أو الترفيه، أو التصميم.
على سبيل المثال، ستتمكن الشركات من إنتاج مواد تسويقية عالية الجودة، بينما يمكن للفنانين إنشاء أعمال فنية أصلية بدعم من أدوات الذكاء الاصطناعي.
ووفقا لـ”ماكينزي” (McKinsey)، فإن الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي التوليدي ستزداد سبع مرات في عام 2025، ومن المتوقع أن تزداد أكثر بفضل التقدم في توليد النصوص والصور والفيديو.
١٩- إجراءات مكافحة التعرض المستمر للتهديدات (CTEM)
تتيح أدوات “سي تي إي إم” (CTEM) للمؤسسات التعرف على التهديدات المستمرة وإدارتها بشكل مستمر، لضمان الحفاظ على الأمن بشكل غير متقطع ومتوافق مع المعايير الأمنية.
حيث توفر رؤى في الوقت الفعلي بعد اكتشاف الثغرات والتهديدات، لاتخاذ تدابير استباقية في مجال الأمن.
كما تساعد في الحفاظ على اليقظة الكافية في مجال الأمن السيبراني في عالم مليء بـالتهديدات المتزايدة، وهو ما يقلل من الوقت الذي يستغرقه الهجوم، وبالتالي يقيم احتمالية تسرب البيانات وغيرها من الحوادث السيبرانية.
٢٠- إدارة الثقة والمخاطر والأمن في الذكاء الاصطناعي (AI TRiSM)
تتبع أطر العمل الخاصة بإدارة الثقة والمخاطر والأمن في الذكاء الاصطناعي ضمان أنظمة الذكاء الاصطناعي الآمنة والأخلاقية والموثوقة، حيث يتم القضاء على جميع المخاوف المتعلقة بالتحيز والخصوصية والشفافية، من خلال استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول.
على سبيل المثال، في قطاع الصحة، يضمن “إيه آي تي إر آي إس إم” (AI TRiSM) تشخيصات عادلة ودقيقة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
٢١- العملاء الآليون
العملاء الآليون هم أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على اتخاذ قرارات الشراء، والتفاعل المباشر مع الأعمال التجارية.
تعتمد هذه الأنظمة على البيانات المتاحة، والخيارات المتوفرة، والخوارزميات المتقدمة، للتفكير واتخاذ القرارات، وتنفيذ المعاملات بشكل ذاتي.
في السياق ذاته، يتم إعادة تشكيل التفاعلات بين الشركات والأفراد (B2B)، وبين الشركات والمستهلكين (B2C) بشكل ناجح من خلال عمليات الشراء وتقديم خدمة العملاء.
على سبيل المثال، في التجارة الإلكترونية، يمكن للمخزون المدعوم بالذكاء الاصطناعي إعادة طلب الإمدادات عند الوصول إلى مستويات محددة تم دراستها مسبقا.
بينما في خدمة العملاء، يمكن للدردشات الآلية (chatbots) التعامل مع الاستفسارات الروتينية، وتقديم الدعم الشخصي.
٢٢- القوة العاملة المتصلة المعززة
القوة العاملة المتصلة المعززة هي طريقة الاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز الاتصال بين أعضاء الفريق بهدف زيادة الإنتاجية.
ويشمل ذلك أدوات التعاون عن بعد، والرؤى المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والأجهزة القابلة للارتداء التي تدعم كلا من التواصل والكفاءة.
وتزداد أهمية القوة العاملة المتصلة المعززة كعنصر أساسي في بيئات العمل عن بعد والهجينة، حيث ساهمت أدوات مثل مؤتمرات الفيديو، وإدارة المشاريع، والأجهزة القابلة للارتداء في تعزيز التواصل، والتنسيق بين أعضاء الفريق.
على سبيل المثال، سهلت أدوات التعاون عن بعد مثل “زوم” (Zoom) و”مايكروسوفت تيمز” (Microsoft Teams) عقد الاجتماعات الافتراضية، بينما تمكن الرؤى المدعومة بالذكاء الاصطناعي المديرين من تحسين أداء الفرق.
٢٣- التوائم الرقمية
هي نسخ افتراضية للأشياء أو الأنظمة أو العمليات الفيزيائية التي تسمح بالمحاكاة والتحليل في الوقت الفعلي.
ومن خلال استخدام أجهزة الاستشعار والبيانات، تعكس التوائم الرقمية الكيانات الواقعية التي تمثلها، مما يمكن الشركات من مراقبة الأداء، وتوقع احتياجات الصيانة، وتحسين العمليات.
في نفس السياق، تمتلك التوائم الرقمية تطبيقات واسعة النطاق، خاصة في التصنيع، والرعاية الصحية، والتخطيط الحضري والبناء، حيث تقدم رؤى في الوقت الفعلي يمكن أن تدفع الصيانة التنبؤية، وتحسن الإنتاجية، وتساعد في اتخاذ القرارات.
أيضا في القطاعات مثل المدن الذكية، تساعد في تحسين البنية التحتية، وضمان إدارة فعالة للطاقة.
٢٤- الوسائط الاصطناعية
تشير الوسائط الاجتماعية إلى المحتوى الرقمي الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي أو أنظمة آلية أخرى، بما في ذلك المقاطع المزيفة “ديب فيك” (Deep Fakes)، والفيديوهات والموسيقى والنصوص التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ومع تقدم أدوات هذا الأخير، يتم استخدام الوسائط الاصطناعية لإنشاء محتوى رقمي فائق الواقعية، قد يصعب التمييز بينه وبين المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة البشر.
العلاقة بين التقنيات والوظائف التقنية
مع تسارع التطور التكنولوجي، تولد كل تقنية جديدة مجموعة من الفرص الوظيفية التي تدعم تطبيقها وتعزز تأثيرها، على سبيل المثال:
- مهندس الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة: يتمثل دوره في تصميم الخوارزميات ونماذج تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. ويجب أن يتمتع بخبرة في لغة “بايثون” (Python)، ومعرفة في أطر التعلم العميق، وأساسيات رياضية جيدة.
- عالم بيانات: يقوم بتحليل وتفسير البيانات المعقدة لمساعدة المنظمات في اتخاذ قرارات مبنية على البيانات. ويجب أن يتمتع بخبرة في التحليل الإحصائي، ومعرفة بأدوات التصور البياني للبيانات، ولغات البرمجة مثل “آر” (R) أو “بايثون” (Python).
- مهندس أمان: يتمثل دوره في حماية أنظمة وشبكات المنظمة من التهديدات والهجمات السيبرانية. ويجب أن يتمتع بمهارات مثل الوعي ببروتوكولات الأمان، ومعرفة أدوات الأمن السيبراني، والمهارات التحليلية.
- مهندس حلول سحابية: يقوم بتنفيذ وتطوير بنية وحلول السحابة للبيئات المؤسسية. ويجب أن تكون له خبرة في السحابة مع منصات مثل “إيه دبليو إس” (AWS) و”أزور” (Azures)، وفهم شامل للهندسة المعمارية للسحابة، وخبرة في إدارة المشاريع.
- خبير إنترنت الأشياء: يقوم بتطوير حلول لإنترنت الأشياء وإدارتها من خلال دمج الأجهزة والأنظمة لضمان أفضل اتصال وجمع للبيانات، حيث تكون له مهارات في بروتوكولات إنترنت الأشياء، والأنظمة المدمجة، وخبرة في أمان الشبكات.
- مطور “بلوك تشين” (Blockchain): يتمثل دوره في تطوير وصيانة التطبيقات على تقنية البلوك تشين. ويجب أن يكون متخصصا في المعاملات الآمنة والأنظمة اللامركزية، ويتمتع بقدرة على العمل مع التقنيات المبنية على البلوك تشين، وتطوير العقود الذكية، والتشفير.
- مطور الواقع المعزز والواقع الافتراضي: يقوم ببناء تطبيقات الواقع المعزز والواقع الافتراضي لتمكين تجربة مستخدم غامرة تماما. ويجب أن يتمتع بفهم لمنصات “في آر” (VR) و”إيه آر” (AR)، والنمذجة ثلاثية الأبعاد، واستخدام لغات البرمجة مثل “سي#” (#C) أو “سي ++” (++C).
- عالم أبحاث الحوسبة الكمومية: يتمثل دوره في المشاركة في الأبحاث المتعلقة بالحوسبة الكمومية لتطوير خوارزميات وتطبيقات جديدة. ويجب أن يكون ملمّا بميكانيكا الكمّ، ولديه مهارات في البرمجة، ومعرفة الخوارزميات الكمومية.
- متخصص الحوسبة الطرفية: يتمثل دوره في تنفيذ وإدارة حلول الحوسبة الطرفية، وضمان معالجة البيانات بالقرب من مصدرها. ويجب أن تكون لديه خبرة أو معرفة متخصصة تتعلق بالأجهزة الطرفية، وبنية الشبكات، وتقنيات معالجة البيانات.
- مطور أتمتة العمليات الروبوتية (RPA): يقوم بتصميم وتطوير حلول “آر بي إيه” (RPA) لأتمتة العمليات التجارية، ومعالجة عدم كفاءة العمليات البشرية التقليدية.
ويجب أن تكون له معرفة بأدوات “آر بي إيه” مثل “يو آي باث” (UiPath)، و “أوتومايشن أني وير” (Automation Anywhere)، بالإضافة إلى مهارات البرمجة وتحليل العمليات.
أمام هذه التطورات التكنولوجية المزدحمة، يبدو وكأن هذا العالم يغيّر جلده، ويفرض علينا أن نرتدي اللون الذي يختاره، ويتركنا نواجه أسئلة معقدة: كيف سنواكب هذا التغير المستمر؟ وماهو الدور الذي ستلعبه القيم الإنسانية في ظل هيمنة التكنولوجيا على حياتنا؟
هل ستصبح هذه الابتكارات أداة لتعزيز رفاهيتنا وبناء مستقبل أكثر استدامة وإنسانية، أم أنها ستدفعنا إلى تحديات جديدة تتطلب إعادة تعريف علاقتنا مع العالم الرقمي؟
لربما يكون التحدي الأكبر هو إيجاد التوازن بين تسخير هذه التقنيات لتلبية ما نطمح إليه، والحفاظ على هويتنا في عالم يبدو وكأنه يركض نحو المجهول. فهل نحن مستعدون؟