كشفت وثيقة حديثة عن أن شركة غوغل تقدم خدمات الحوسبة السحابية لوزارة الدفاع الإسرائيلية، وقد تفاوضت شركة التكنولوجيا العملاقة على تعميق شراكتها خلال الحرب الإسرائيلية في غزة، حسبما أظهرت الوثيقة التي اطلعت عليها مجلة تايم.
ووفقا للوثيقة، لدى وزارة الدفاع الإسرائيلية ما تسمى “منطقة هبوط” خاصة بها في خدمة غوغل السحابية -وتعني حساب دخول إلى البنية التحتية للحوسبة التي توفرها غوغل، والتي من شأنها أن تسمح للوزارة بتخزين البيانات ومعالجتها، والوصول إلى خدمات الذكاء الاصطناعي.
وطلبت الوزارة مساعدة استشارية من غوغل لتوسيع وصولها إلى خدماتها السحابية، بحيث تسمح لـ”وحدات متعددة” بالوصول إلى تقنيات الأتمتة، وفقا لمسودة عقد مؤرخة يوم 27 مارس/آذار 2024. ويظهر العقد أن جوجل تقدم فواتير لوزارة الدفاع الإسرائيلية بأكثر من مليون دولار نظير هذه الخدمة الاستشارية.
نسخة العقد -التي اطلعت عليها مجلة تايم- لم تكن موقعة من غوغل أو وزارة الدفاع، لكن تعليقا بتاريخ 27 مارس/آذار الماضي على الوثيقة، من قبل أحد موظفي غوغل، قال إنها غير موجودة “لأنها صفقة بين إسرائيل ونيمبوس (Nimbus)”.
ومشروع نيمبوس هو اتفاق مثير للجدل للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي بقيمة 1.2 مليار دولار بين الحكومة الإسرائيلية وشركتين تكنولوجيتين، هما غوغل و أمازون.
وكانت تقارير في الصحافة الإسرائيلية أشارت سابقا إلى أن عقد شركتي غوغل وأمازون لا يسمح لهما تزويد الجهات العسكرية بالتكنولوجيا الخاصة بهما بموجب مشروع نيمبوس.
ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن وجود عقد يوضح أن وزارة الدفاع الإسرائيلية هي أحد عملاء تكنولوجيا غوغل السحابية.
وقد وصفت غوغل مؤخرا عملها لصالح الحكومة الإسرائيلية بأنه لأغراض مدنية إلى حد كبير. وقال متحدث باسم غوغل -لمجلة تايم في مقال نُشر في الثامن من أبريل/نيسان الجاري- “لقد كنا واضحين جدا أن عقد نيمبوس مخصص لوزارات الحكومة الإسرائيلية، مثل المالية والرعاية الصحية والنقل والتعليم، وغير موجه إلى الأعمال العسكرية الحساسة للغاية أو السرية التي تتعلق بالأسلحة أو أجهزة المخابرات”.
وتأتي هذه الأخبار بعد أن زعمت تقارير حديثة في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي، الذي تسيطر عليه وزارة الدفاع، يستخدم نظاما مدعوما بالذكاء الاصطناعي لاختيار أهداف للغارات الجوية على غزة، والذي من المحتمل أن يتطلب بنية تحتية للحوسبة السحابية لكي يعمل.
ولا يحدد عقد غوغل -الذي اطلعت عليه مجلة التايم- التطبيقات العسكرية التي تستخدم المسموح لها باستخدام هذه التكنولوجيا، ولا يوجد دليل على استخدام تقنية غوغل السحابية لأغراض الاستهداف.
لكن موظفي غوغل -الذين تحدثوا مع تايم- قالوا إن غوغل لديها قدرة محدودة على مراقبة ما يفعله العملاء، لا سيما الدول ذات السيادة مثل إسرائيل، على بنيتها التحتية السحابية.
ووصفت محاولة وزارة الدفاع الإسرائيلية لشمل المزيد من الوحدات العسكرية في العقد بأنها “المرحلة الثانية” من مشروع أوسع لبناء البنية السحابية للوزارة مع غوغل.
لا تصف الوثيقة المرحلة الأولى بشكل صريح، ولكنها تشير إلى العمل السابق الذي قامت به غوغل نيابة عن الوزارة.
وينص العقد على أن الوزارة “قامت [بالفعل] بإنشاء بنية تحتية لمنطقة غوغل السحابية (Google Cloud Landing Zone) كجزء من إستراتيجيتها السحابية الشاملة ولتمكين [وزارة الدفاع] من نقل التطبيقات إلى منصة غوغل السحابية (Google Cloud Platform).”
بالنسبة إلى “المرحلة الثانية” من المشروع، ينص العقد على أن وزارة الدفاع “تتطلع إلى تمكين منطقة الهبوط الخاصة بها لخدمة وحدات ووحدات فرعية متعددة. لذلك، ترغب [وزارة الدفاع] في إنشاء عدة وحدات أتمتة مختلفة داخل منطقة الهبوط الخاصة بها استنادا إلى ممارسات غوغل الرائدة لصالح الوحدات المختلفة، مع العمليات المناسبة لدعم وتنفيذ الممارسات الرائدة لهندسة الأمن والحوكمة باستخدام أدوات غوغل”.
واستقال اثنان من العاملين في شركة غوغل الشهر الماضي احتجاجا على مشروع نيمبوس، حسبما ذكرت مجلة تايم سابقا.