أثار اختفاء منصة للتداول الرقمي في مصر وسرقة مبالغ مالية ضخمة من مشتركيها ضجة وتفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
وكانت منصة “سغو. سي سي” (SGO.CC) للتداول الرقمي، قد ظهرت لأول مرة في الهند في ديسمبر/كانون الأول 2022، وبدأت العمل في مصر رسميا في يونيو/حزيران 2023 بموقع وتطبيق إلكترونيين، وسوقت لنفسها على أنها تستثمر في الأحداث الرياضية.
وترتكز فكرة المنصة باختصار على المراهنات العكسية لمباريات كرة القدم، من خلال إيداع الأموال في محافظ إلكترونية داخل التطبيق، ومن ثم توقع النتيجة الخطأ للمباراة بنسبة معينة فتربح هذه النسبة، وتصلك المكاسب، وإذا لم تصدق توقعاتك فتظل محتفظا بأموال محفظتك.
كما يمكن للمشتركين في المنصة ربح المزيد من الأموال بمشاهدة مباريات معينة، وجمع الفوائد على الأموال المودعة، وحصد المكافآت بالقيام بمهام يومية محددة.
ولا يعد الدخول إلى المنصة متاحا لأي أحد، إذ يتطلب الأمر وسيطا لكي يمنحك رابطا وكودا للاشتراك فيها، ومن ثم يمكن لأي مشترك دعوة أعضاء جدد، ويحصل على مكافأة نظير ذلك، ونسبة من أرباحهم.
وذاع صيت المنصة في مصر، وتخطى عدد مشتركيها 80 ألفا، ثم فوجئ الجميع مؤخرا بأن المنصة لا تعمل، وأغلق موقعها وحذف تطبيقها، وتبخرت الأموال، في حين أثبت الإحصاء المبدئي سرقة مبالغ من المشتركين تصل إلى نصف مليار جنيه مصري.
“حسرة ودرس للتعلم”
ورصد برنامج “شبكات” -في حلقته بتاريخ (2024/3/24)- تفاعل المنصات الافتراضية الكبير مع واقعة النصب، وسط تباين بالآراء بين حسرة وخيبة أمل البعض وتطلع الآخرين للتعلم من هذا الدرس وعدم تكراره مستقبلا.
وفي معرض تعليقه يقول أسامة “في مصيبة بمصر عملتها منصة “سغو. سي سي” (SGO. CC) بعد ما أغلقت كل حساباتها، وسرقت مليارات ووكلاء المنصة يقولون يجب أن يدفع المشتركون ضريبة لفتح المنصة.. خيبة أمل كبيرة للناس الذين يضعون فلوسهم في أي مكان”.
وأدلى أحمد حمزة بدلوه في الأمر، وقال “طبعا كلنا اتغفلنا.. فيه منا الذي ربح وفيه الذي خسر، والذين خسروا أكتر طبعا.. لا أحد يتعلم ببلاش فاللذي يقولك بعد كدا يوجد منصة دائمة يبقى بيشتغلك وش (يغافلك).. أي منصة سيأتي عليها وقت وتغلق”.
ورأى “روبرتو المصري” ما حدث بمنظور إيجابي، وعلق قائلا “أحمد ربنا إنه لم يوفقك في الرزق الحرام هذا لأنه يحبك وعايزك نظيف.. متزعلش وأتعلم من غلطك وكمل طريقك”.
من جانبه، خلص صبري صالح إلى أن كافة المنصات على الشبكة العنكبوتية قائمة على الخداع، وأضاف “هنروح نقول حطينا فلوس بمزاجنا واتغفلنا.. حضرتك كل المنصات اللي على النت نصب.. أعطني منصة لم تغلق من أيام منصة هوجو”.
تجدر الإشارة إلى أن مستشار الأمن السيبراني والتحول الرقمي رولان آبي نجم قال إنه لا يمكن الإمساك بأصحاب منصات النصب الإلكترونية لأنهم قد يوجدون بأي دولة في العالم، “فالموضوع معقد، خاصة أن يلزم مخاطبة منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)”.
وحول كيفية تجنب الوقوع في فخاخ هذه المنصات، أوضح آبي نجم لـ “شبكات” أن كافة المنصات قد تكون قائمة على الغش، مشددا على ضرورة عدم الوثوق بأي منصة تعد مشتركيها بالربح السريع، خاصة تلك التي تستغل المؤثرين للتسويق لها على منصات التواصل.