في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ادعت شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية “تي إس إم سي” (TSMC) أنها عثرت على إحدى شرائحها في منتج تابع لشركة “هواوي” (Huawei) الصينية، وهذا ما يخالف قوانين الحظر التي تطبقها الولايات المتحدة على الصين التي تمنع الشركات المصنعة للشرائح من تصدير شرائحها المتطورة إلى الشركات الصينية، بحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز”.
ومنذ عامين فرضت الحكومة الأميركية قيودا على تصدير الشرائح المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى الصين، وذلك للحد من قدرات التكنولوجيا الصينية ولتبقى التكنولوجيا الأميركية هي المهيمنة عالميا.
وتمنع الولايات المتحدة مُصنعي الشرائح العالميين من استخدام التكنولوجيا أو المعدات الأميركية من إنتاج شرائح متطورة لشركة “هواوي” أو منتجاتها.
وقالت شركة “هواوي” في بيان لها “نحن لا نعلم إن كانت شركة (تي إس إم سي) تخضع لأي تحقيق حاليا”، مضيفة أنها لم تستورد أي منتجات من الشركة منذ منتصف سبتمبر/أيلول عام 2020.
وفي السنوات الأخيرة، صعّدت الولايات المتحدة من استخدام ضوابط التصدير، بهدف حرمان الشركات الصينية من أشباه الموصلات المتقدمة أو تصميمها أو تصنيعها.
وأفادت الشركة التايوانية “تي إس إم سي” بأن إحدى شرائحها عُثر عليها في منتج تابع لشركة “هواوي”، وذلك بعد أن قامت شركة البحث التقني “تيك إنسايتس” (TechInsights) بتفكيك المنتج، وهذا دليل واضح لانتهاك قيود التصدير المفروضة على الصين.
وكانت الشريحة من نوع “أسيند 910 بي” (Ascend 910B) التي تعتبر من أكثر شرائح الذكاء الاصطناعي تطورا، وفقا لرويترز.
وقال شخص مُطلع إن شركة “تيك إنسايتس” أبلغت شركة “تي إس إم سي” بالشريحة قبل نشر نتائجها في تقرير، مما دفع الشركة التايوانية إلى إخطار وزارة التجارة الأميركية قبل أسبوعين.
ومن غير الواضح الطريقة التي وصلت بها الشريحة إلى هواوي، ولكن بحسب مصدرين مطلعين فإن الشركة التايوانية أصدرت سلسلة شرائح “أسيند 910 بي” عام 2019. وذلك قبل فرض قيود التصدير من قبل الولايات المتحدة.
وأفادت وزارة التجارة بأنها على علم بالتقارير التي تدعي وجود انتهاكات محتملة لضوابط التصدير الأميركية، لكنها لا تستطيع التعليق على ما إذا كانت هناك أي تحقيقات جارية.
ومن جانبها قالت شركة “تي إس إم سي” في بيان لها “نحن نحافظ على نظام تصدير قوي وشامل لمراقبة وضمان الامتثال للقوانين، كما أن الحكومة التايوانية لديها قواعد صارمة لمنع إنتاج الشرائح المتقدمة في الصين، كما أكدت أنها ستواصل اتباع القوانين الأميركية.
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، طالب مجلس النواب الأميركي كلا من وزارة التجارة وشركة “تي إس إم سي” بتقديم إجابات حول الشريحة التايوانية التي وُجدت في منتج “هواوي”.
وقال عضو الكونغرس الأميركي جون مولينار “التقارير أفادت بأن الشرائح (تي إس إم سي) ساهمت في تطوير الذكاء الاصطناعي لدى (هواوي) وهذا يُمثل فشلا كارثيا في سياسة الصادرات الأميركية” وأضاف “يحتاج الكونغرس إلى إجابات فورية من وزارة التجارة وشركة (تي إس إم سي) حول نطاق وحجم هذه الكارثة”، وفقا لما نقله موقع رويترز.
ومن جهتها أعلنت شركة “تي إس إم سي” أنها أوقفت شحنة كانت مرسلة إلى عميل لم يُذكر اسمه، وذلك بعد اكتشافها أن إحدى الشرائح التي تسلمها هذا العميل انتهى بها المطاف في منتج “هواوي”، وفقا لمصدر رسمي مُطلع في تايوان.
وقال مسؤول تجاري -طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموقف- إن شركة “تي إس إم سي” علّقت الشحنات إلى العميل قبل نحو أسبوعين وبدأت تحقيقا مفصلا.
ومع ذلك تحاول مجموعات صينية التهرب من القيود واستخدام خدمات حوسبة سحابية مثل أمازون للوصول إلى رقائق أميركية متقدمة وقدرات الذكاء الاصطناعي، بحسب وكالة رويترز.