رقم قياسي عالمي.. 6 إطلاقات صاروخية فضائية في 17 ساعة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

في أقل من 24 ساعة، شهد العالم 6 عمليات إطلاق صاروخي من دول مختلفة، محطمةً الرقم القياسي العالمي السابق بفارق صاروخين.

وبدأت السلسلة مساء 28 أبريل/نيسان، حين أطلقت الصين صاروخ “لونغ مارش 5 ب” من مركز هاينان الفضائي، حاملاً دفعة جديدة من أقمار “غوووانغ”.

غوووانغ هي الكوكبة الصينية العملاقة من الأقمار الصناعية، والمصممة لتوفير الإنترنت الفضائي حول العالم، وتعد نظيراً لمشاريع “ستارلينك” التابعة لسبيس إكس و”كويبر” من أمازون.

ويسعى المشروع الصيني لتوسيع التغطية العالمية للإنترنت، معززا في الوقت نفسه أمن الصين الإستراتيجي عبر تقليل اعتمادها على الأقمار الصناعية الأجنبية.

سلسلة من الإطلاقات

بعد مضي 32 دقيقة فقط، أطلقت سبيس إكس صاروخ “فالكون 9” من قاعدة فاندنبرغ في كاليفورنيا، واضعةً 27 قمراً صناعياً جديداً ضمن شبكة ستارلينك في مدار منخفض حول الأرض.

وقد تأسست الشركة عام 2012 بهدف نشر 12 ألف قمر صناعي، مع خطط مستقبلية قد ترفع العدد إلى 42 ألفاً، وتغطي الآن خدماتها أكثر من 70 دولة.

بعد نحو 3 ساعات، دخل صاروخ “أطلس 5 ” التابع لتحالف الإطلاق المتحد خط المنافسة، حاملاً أول 27 قمراً صناعياً لمشروع كويبر التابع لشركة أمازون، من محطة كيب كانافيرال في فلوريدا، في خطوة جديدة نحو توفير الإنترنت عريض النطاق من الفضاء.

وفي غضون 3 ساعات إضافية، عادت “سبيس إكس” للإطلاق مجدداً، هذه المرة من مركز كينيدي الفضائي التابع لوكالة ناسا، حيث أرسل صاروخ “فالكون 9” دفعة جديدة تتكون من 23 قمراً صناعياً لصالح شبكة ستارلينك.

وصباح اليوم التالي 29 أبريل/نيسان، واصلت عمليات الإطلاق زخمها، حيث أطلقت شركة “أريان سبيس” صاروخها “فيغا-سي” حاملاً قمراً صناعياً تابعاً لوكالة الفضاء الأوروبية مخصصاً لمراقبة الغابات، من منصة الإطلاق في كورو في غويانا الفرنسية.

يتميز “فيغا-سي” بكونه نسخة مطورة من سلسلة صواريخ فيغا، ومصمم لنقل الحمولات الصغيرة والمتوسطة، ويُستخدم على نطاق واسع في المهمات البيئية والعلمية.

ولاحقاً، ظهر اليوم نفسه، أقلع صاروخ “ألفا” من شركة “فايرفلاي إيروسبيس” للمرة السادسة من قاعدة فاندنبرغ، حاملاً مختبراً تقنياً للأقمار الصناعية تابعاً لشركة لوكهيد مارتن.

غير أن المهمة واجهت تعثراً أثناء مرحلة الفصل بين المرحلتين الأولى والثانية، مما أدى إلى فقدان الحمولة، وكانت هذه هي الإخفاق الوحيد ضمن 6 عمليات إطلاق متتالية خلال أقل من 17 ساعة.

لمَ زاد عدد الإطلاقات الصاروخية حول العالم؟

في السنوات الأخيرة زاد عدد الإطلاقات الصاروخية الفضائية بشكل كبير مقارنة بالعقود السابقة، فمثلا في التسعينيات كان معدل الإطلاقات العالمية حوالي 40 إلى 60 إطلاقا سنويًا، ولكن في عامي 2023 و2024 تجاوز عدد الإطلاقات 220 سنويًا، معظمها بقيادة شركات خاصة

ولأن هناك عدة أسباب رئيسية فإنه يأتي على رأسها زيادة عدد الأقمار الصناعية الصغيرة، حيث تطورت التكنولوجيا الخاصة بالأقمار الصناعية، مما جعل من السهل والرخيص تصنيع أقمار صناعية صغيرة وخفيفة، وشاركت في ذلك جامعات وشركات خاصة، وحتى دول صغيرة باتت تطلق أقمارها الخاصة.

وأضف لذلك نمو مشاريع الكوكبات الضخمة، حيبث تنوي شركات مثل “كايبر” و”ستارلينك” و”غووانغ” إطلاق الآلاف من الأقمار لتوفير الإنترنت عالميًا.

وتتطلب هذه المشاريع وحدها عشرات الإطلاقات سنويًا، يأتي ذلك في سياق تطور واضح لتكنولوجيا تصنيع الصواريخ التي باتت أسهل وأرخص، خاصة مع توفر إمكانية عودة الصاروخ للأرض وإعادة استخدامه.

وعلاوة على ذلك فإننا في خضم سباق فضائي جديد، فدول مثل الصين والولايات المتحدة والهند وكوريا الجنوبية توسع برامجها الفضائية بشكل كبير، يأتي ذلك في سياق تطلعات ومخاوف من سباق تسلح فضائي، سواء في نطاق الأسلحة التي تستهدف الأقمار الصناعية أو أقمار الاتصالات العسكرية.

وعلى الجانب الآخر، ظهرت شركات تقدم رحلات شبه مدارية ومدارية للسياح مثل “بلو أوريجين” و”فيرجين جالاكتيك” وهذا النطاق بدوره يتوسع حاليا ويجذب اهتمام الكثير من العملاء.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *