الطاقة الكهرومائية هي واحدة من أقدم وأكبر مصادر الطاقة المتجددة، وتستخدم التدفق الطبيعي للمياه المتحركة لتوليد الكهرباء، لكن يبدو أنها باتت مهددة مؤخرا، بسبب عامل جديد دخل إلى معادلة الطاقة العالمية.
وبحسب تقرير جديد لمؤسسة “إمبر” المتخصصة في شؤون الطاقة العالمية، فإن الجفاف في عام 2023 تسبب في انخفاض تاريخي لتوليد الطاقة المائية، بنسبة 8.5% في النصف الأول من العام، ما أثر على إنتاج الطاقة العالمي.
ووفق التقرير، كان هذا الانخفاض ملحوظا بشكل خاص في الصين التي شكلت حوالي 3 أرباع الانخفاض العالمي، حيث شهدت معظم مناطق جنوب غرب الصين هطول أمطار أقل بكثير ودرجات حرارة أعلى مما كانت عليه في المتوسط.
وبالنظر إلى التوقعات طويلة المدى بشأن تأثير تغير المناخ على الإنتاج الكهرومائي، فإن التقرير يرى أنه لا يمكن -إلى الآن- تقييم حجم الأضرار السلبية المستقبلية، لأن التغيرات في أنماط هطول الأمطار وكثافتها بالإضافة إلى زيادة التبخر يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي في بعض المناطق وسلبي في مناطق أخرى.
عدم اليقين
ويشير تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أنه بحلول عام 2080، يمكن أن تؤثر الظروف المناخية على إنتاج الكهرباء من الماء بنسبة تتراوح بين +5% و-5% بحسب المكان.
ويضيف التقرير أنه في حين أنه من المتوقع أن تتمتع مناطق وسط أفريقيا والهند وآسيا الوسطى ومناطق خطوط العرض المرتفعة الشمالية بإمكانيات أعلى للطاقة الكهرومائية، فإنه في المقابل ستعاني مناطق مثل جنوب أوروبا وجنوب الولايات المتحدة من تدهور إمكاناتها المائية.
وبحسب بيان صادر من مؤسسة “إيكونوميك إنتليجنس”، فإن انخفاض توليد الطاقة الكهرومائية عالميا سيدفع بعض البلدان (وبشكل خاص الصين وجنوبي أوروبا) إلى زيادة إنتاج الوقود الأحفوري لسد الفجوة، ما يرفع من نفث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
ووفق مؤسسة “إمبر”، فإن العالم لن يشهد انخفاضات كبيرة في نفث ثاني أكسيد الكربون إلا عندما تنمو مصادر مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية بسرعة كافية للتغلب على عدم اليقين بشأن مستقبل الطاقة الكهرومائية. ويأتي ذلك بشكل خاص في سياق الطلب المرتفع على الطاقة في كل دول العالم.