باحثون يحللون التنوع الحيوي للشعاب المرجانية بالأقمار الصناعية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

قام فريق بحثي في كلية روزنستيل للعلوم البحرية والغلاف الجوي وعلوم الأرض بجامعة ميامي، بإجراء دراسة تبحث في استخدام الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض لتقييم وتحليل التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية على نطاق عالمي، لإظهار المناطق ذات التنوع الحيوي الكبير.

وبحسب البيان الصحفي الصادر من جامعة ميامي، فإن الدراسة يمكن أن تساعد في تحديد مناطق المحميات البحرية للشعاب المرجانية ذات التنوع البيولوجي العالي، من أجل توجيه الجهود المستقبلية لحمايتها.

أهمية الأقمار لتحليل الشعاب المرجانية

وبحسب تقرير موقع لايف تكنولوجي، فقد أحدثت الأقمار الصناعية المجهزة بتقنية الاستشعار عن بعد؛ ثورة في الطريقة التي يدرس بها الباحثون النظم البيئية للشعاب المرجانية، إذ تلتقط هذه الأقمار صورا عالية الدقة لسطح الأرض، مما يسمح بتحليل مختلف جوانب التنوع الحيوي للكائنات والنباتات في الشعاب المرجانية، بما في ذلك الغطاء المرجاني، وتوزيع الأنواع الحية، وسلامة الشعاب المرجانية بشكل عام.

كما يمكن للباحثين من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية، تحديد ورسم خرائط لأنواع مختلفة من الشعاب المرجانية والجزر المرجانية، والحصول على المعلومات التي تساعد في فهم توزيع النظم البيئية المختلفة للشعاب المرجانية والتنوع الحيوي المرتبط بها.

ومن ناحية أخرى، فإن استخدام الأقمار الصناعية في تحليل التنوع الحيوي للشعاب المرجانية يمكن أن يوفر العديد من المزايا، ومنها الحصول على تغطية واسعة النطاق للصور، إذ يمكنها التقاط صور لمناطق شاسعة، مما يسمح للباحثين بدراسة التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية على نطاق عالمي، ويوفر فهماً شاملا لحالة الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم.

وإضافة إلى ذلك توفر صور الأقمار الصناعية لقطات للأنظمة البيئية للشعاب المرجانية في وقت محدد، بحيث يمكن للباحثين مقارنة الصور الملتقطة على فترات مختلفة لتتبع التغيرات في التنوع البيولوجي مع مرور الوقت.

رسم خرائط التنوع البيولوجي

وبحسب موقع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية، يشير مصطلح “الموائل” إلى جزء من نظام بيئي يهيئ ظروفا مواتية لوجود أو عيش كائن ما بصورة طبيعية، وبمعنى آخر نوع المكان أو الموقع الذي يوجد فيه الكائن الحي أو السكان بشكل طبيعي.

ولعل أهم الموائل على الأرض موائل البيئة البحرية التي توفر موطنا لأنواع كثيرة من الكائنات البحرية، كما تدعم الحياة البحرية، وبالتالي فإن فهم ومراقبة التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية أمر ضروري لجهود حفظ التنوع الحيوي فيها، ولهذا فقد شهدت السنوات الأخير تحول الباحثين إلى تكنولوجيا الأقمار الصناعية لتحليل وتقييم حالة التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية في العالم.

المتغيرات المناخية سوف تؤثر على بنود الجزر والشعاب المرجانية في القانون الدولي البحري (غيتي ايميجز)

وفي تصريحه الذي تضمنه البيان الصادر من جامعة ميامي، قال المعد الرئيسي للدراسة أستاذ ورئيس قسم علوم الأرض البحرية في كلية روزنستيل للعلوم البحرية والغلاف الجوي وعلوم الأرض سام بوركيس: “مع ازدياد تقدم تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، ومواصلتنا استخدام صور الأقمار الصناعية لرسم خرائط للموائل البيئية، فإن ذلك يساعدنا على فهم التكوين البيولوجي والبيئي لتلك الانظمة”.

وأضاف بوركيس: “لقد أظهرنا أن هذه الخرائط يمكن استخدامها لتوجيه حماية النظام البيئي، كما أن النهج التقليدي لإجراء مسوحات الغواصين لقياس التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية يستغرق وقتا طويلاً ومكلفا، ولذلك شرع فريق البحث في إيجاد طريقة جديدة تستخدم الاستشعار عن بعد لإنتاج خرائط للموائل على نطاق عالمي”.

من ناحية أخرى قال بيان جامعة ميامي، لإجراء هذه الدراسة قام الفريق البحثي باستخراج وتحليل بيانات التنوع الذي قِيس من قبل الغواصين لأسماك الشعاب المرجانية والأنواع المرجانية في مجموعة البيانات العالمية لاستطلاعات الغواصين في البعثة العالمية للشعاب المرجانية التابعة لمؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية عبر المحيط الهادي والمحيط الأطلسي والهندي، والتي تغطي خرائط ما يقرب من ربع الشعاب المرجانية الاستوائية في محيطات الأرض.

أنواع قرش الشعاب المرجانية كانت غائبة تماما في 14% من الشعاب المرجانية (شترستوك)

تقييم التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية

ووفقا للبيان الصادر من جامعة ميامي، استخدم العلماء خرائط الأقمار الصناعية للتدقيق في مدى تعقيد أنماط موائل قاع البحر في المحيطات، وكشفت تلك الخرائط أنها مرتبطة بتنوع أنواع الكائنات الحية التي تسكنها، وهذه التعقيدات في أنماط الموائل قائمة في المحيط الأطلسي والمحيط الهادي والمحيط الهندي.

وقالت طالبة الدكتوراه في قسم علوم الأرض البحرية بكلية روزنستيل للعلوم البحرية والغلاف الجوي وعلوم الأرض والعدة المشاركة في الدراسة آنا باكر: “يوفر هذا الاكتشاف فرصة لتقييم التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية على نطاق عالمي، كما أظهرت الدراسة كيف يمكن الكشف عن التنوع البيولوجي لهذه النظم البيئية من خرائط الأقمار الصناعية لقاع البحر”.

وفي هذا السياق قال تقرير موقع لايف تكنولوجي: بينما أثبتت تكنولوجيا الأقمار الصناعية أنها أداة قيمة لتحليل التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية، لا تزال هناك تحديات يجب التغلب عليها، إذ يمكن أن يؤثر غطاء السحب وتعكر المياه على جودة صور الأقمار الصناعية، مما يجعل من الصعب الحصول على بيانات دقيقة في مناطق معينة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *