واجتاحت النيران في الأيام الأخيرة غابات اليونان وكندا وجزر هاواي الأميركية؛ حتى عجزت فرق الإطفاء عن التعامل معها في بعض الأوقات.
وعلى سبيل المثال، تواجه اليونان أكبر حريق غابات في الاتحاد الأوروبي حسب وصف صحيفة “كاثميريى” اليونانية، التي أشارت إلى أن الوضع في شمال شرق البلاد، لم يشهد تحسنا ملحوظا منذ اندلاع الحرائق 19 أغسطس، رغم الجهود التي تبذلها قوى متعددة الجنسيات لمكافحة الحرائق على الأرض.
ووفق الصحيفة فإن الحريق الذي بدأ قرب مدينة ألكسندروبولي الساحلية تحول لجحيم قتل 20 شخصا، ودمر المنازل ومساحات شاسعة من الأراضي قرب الحدود مع تركيا، وتم إجلاء آلاف الأشخاص.
وأوردت دراسة نشرها معهد “بريكثرو إنستيتيوت” في مجلة “نيتشر” في كاليفورنيا، أن الاحترار المناخي الناجم عن نشاطات الإنسان سرَّع وتيرة “حرائق الغابات الشديدة” بنسبة 25 في المئة في المتوسط مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، مقترحة أفكارا جديدة للوقاية، منها الحرق الوقائي لتنظيف أرضيات الغابات.
الحرق الوقائي
الخبير البيئي، دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي (جمعية معنية بالبيئة مقرها بيروت) يوضح لموقع “سكاي نيوز عربية” معنى “الحرق الوقائي”، وشروط نجاحه، وماذا وراء زيادة حدوث حرائق الغابات وشدتها:
- الحرق الوقائي يعني جمع الأشجار والأوراق اليابسة في الغابات وحرقها؛ حتى لا تكون سببا في حريق الغابات، باعتبار أن هذه الاشجار والأوراق اليابسة هي من أسباب حرائق الغابات.
- لكن الحرق الوقائي يجب أن يكون وفق خطط مدروسة وتحت رقابة صارمة، ويقوم به أشخاص مدربين؛ لأن الأخطاء قد تزيد الأزمة.
- تشمل عملية الوقاية أيضا النفايات الملقاة داخل الغابات، سواء كانت صناعية أو منزلية، فيجب التخلص منها بطريقة آمنة، لأنها سبب أيضا لحرائق الغابات؛ فمثلا الأكياس البلاستيكية الملقاة وهي معبأة بمواد كيميائية، بعد تعرضها لأشعة الشمس لفترات طويلة قد تشتعل نتيجة الغازات الخارجة من هذه المواد.
- أما السبب الأشمل لحرائق الغابات فهو تغير المناخ الحاد الذي وصل فيه كوكب الأرض إلى مرحلة “الغليان العالمي”، المصحوبة بحالة جفاف عامة امتدت للأراضي الزراعية؛ فينتج عن ذلك تساقط أوراق الشجر بصورة أكبر وبكثافة أعلى.
- من المهم أيضا الإشارة إلى أن وجود غاز الأكسجين داخل الغابات بشكل كثيف جدا يؤدي إلى الامتداد السريع للنيران داخلها.
غابات ضد الحرائق
زيادة الاحتراق في الغابات يؤدي إلى مايعرف بـ”الترميد الكلي”، حيث تحترق الأشجار بشكل كامل وتتحول إلى رماد، وهو ما حدث في حرائق اليونان وهاواي وغيرها من المناطق الأخرى.
وعلى هذا، يتابع رئيس حزب البيئة العالمي، مطلوب وضع خطط علمية وتمويلات كبيرة لتوفير أجهزة الإنذار المبكر للوصول إلى ما يمكن تسميته بـ”غابات ضد الحرائق”، عبر التعامل السريع مع الحريق في بدايته لتجنب هذه الخسائر والكوارث.
وفي تقدير كامل، فإنه يوجد ما وصفه بـ”التقصير العالمي” في مواجهة الحرائق، قائلا: “يجب أن ينتهي بأسرع وقت ممكن؛ لأن غياب المواجهة بشكل علمي ومدروس وتوفير كافة الإمكانات سيعرضنا السنوات المقبلة لحرائق غابات غير مسبوقة”.