ويصف مراقبون، هذه النسخة من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، بأنها نقطة فارقة في تاريخ مواجهة التغير المناخي، حيث حققت انتصارا مبكرا في أولى أيامها، بموافقة الوفود على قرار طال انتظاره، وهو تشغيل صندوق “الخسائر والأضرار” للتعويض على الدول الأكثر تضررا من تغيّر المناخ.
وقال بوينو إن الاتحاد الأوروبي موجود على أعلى مستوى في “Cop28″، إذ سيحضر رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال، ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين قمة القادة.
كما سيقود المفوّض ووبك هويكسترا، فريق مفاوضات الاتحاد الأوروبي “Cop28″، إضافة لمشاركة 8 مفوضين آخرين من الاتحاد الأوروبي في جلسات مختلفة، إلى جانب وفد من المسؤولين رفيعي المستوى من مختلف إدارات الاتحاد الأوروبي، وفق “بوينو”.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي سيستضيف أيضًا أكثر من 90 فعالية جانبية حول قضايا المناخ الأكثر إلحاحًا، معتبرًا أن ذلك يعكس الأهمية التي يوليها التكتل لهذه المناسبة، ولضرورة حشد الجهود من أجل مكافحة تغير المناخ.
أولويات القضايا
وحدد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أولويات القضايا من وجهة النظر الأوروبية خلال النسخة الراهنة من مؤتمر الأطراف، في عدد من النقاط قائلًا:
- سنكون في طليعة المفاوضات لإظهار التزام الاتحاد الأوروبي القوي بالانتقال الأخضر ولتشجيع شركائنا على اتباع نهج طموح.
- تسلط الدول الأعضاء الضوء على أهمية توسيع نطاق الطموح المناخي العالمي بشكل كبير لإبقاء هدف 1.5 درجة مئوية ممكن التحقيق، بما يتماشى مع اتفاقية باريس، خاصة أن المساهمات المحددة وطنياً وتحديثاتها ليست كافية حاليًا لتحقيق الهدف.
- كان ينبغي لجميع الأطراف أن تعيد النظر في المساهمات الخاصّة بها وأن تعززها أو تستكمل استراتيجياتها الطويلة الأجل لتنمية انبعاثات غازات الدفيئة المنخفضة، وعلى وجه الخصوص، كان ينبغي للاقتصادات الكبرى أن تعزز طموح مساهماتها المحددة وطنياً وتحديث استراتيجياتها طويلة الأجل بإدراج هدف صافي للانبعاثات الصفرية.
- قدمنا مساهمة الاتحاد الأوروبي بعد تحديثها، ومن شأنها أن تمكن التكتل من خفض صافي انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 55 بالمئة على الأقل بحلول عام 2030.
- سيضغط الاتحاد الأوروبي من أجل التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري ولتعزيز نظام طاقة عالمي إزالة الكربون في عام 2030، كما سنحتاج إلى المساعدة في تطوير تقنيات لالتقاط الانبعاثات.
- سنطلق مع رئاسة “COP28″، التعهد العالمي بشأن الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وسيكون الهدف مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة المركبة ثلاث مرات، ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة بحلول عام 2030.
جهود التكيّف
وبشأن دور الاتحاد الأوروبي في دعم حقوق الدول النامية لمواجهة التغيرات المناخية، قال “بوينو”، إنه يجب إحراز تقدم بشأن الهدف العالمي المتعلق بالتكيف، ومن ثمّ سيدعو الاتحاد جميع الأطراف إلى بذل جهود أكبر نحو التكيف في جميع القطاعات.
وإلى جانب ذلك، يعتزم الاتحاد الأوروبي زيادة الجهود لتعبئة التمويل لدعم العمل المناخي، وفق مُتحدثه.
وأضاف: “تلتزم دول الاتحاد الأوروبي بتعبئة 100 مليار دولار سنويًا لمساعدة البلدان النامية على التعامل مع عواقب تغير المناخ، نتوقع تحقيق هذا الهدف في عام 2023 لأول مرة”.
في عام 2022، ساهم الاتحاد الأوروبي بـ 28.5 مليار يورو في التمويل العام للمناخ.
الخسائر والأضرار
وأشار “بوينو”، إلى أنه فيما يتعلق بالخسائر والأضرار، سيواصل الاتحاد الأوروبي البحث عن حلول فعالة لتلبية احتياجات البلدان النامية.
وشدد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي على الالتزام بتشغيل صندوق الخسائر والأضرار، متابعًا: “نحن على استعداد لقيادة المساهمات الدولية فيه”.
وفي أول تقدم كبير سُجّل في “COP28″، تمّ تبني قرار تشغيل صندوق “الخسائر والأضرار” المناخية للتعويض على الدول الأكثر تضررا من تغير المناخ، في خطوة إيجابية في اتجاه تخفيف التوترات المتعلقة بالتمويل بين دول الشمال والجنوب تزامنا مع المفاوضات بشأن الوقود الأحفوري.
وأعلنت عدة دول تقديم إسهامات بالفعل، لتبدأ بذلك سلسلة من التعهدات الصغيرة التي تأمل الدول في أن تكوّن مبلغا ضخما، بما في ذلك 100 مليون دولار من الإمارات التي تستضيف المؤتمر و100 مليون دولار أخرى من ألمانيا وما لا يقل عن 51 مليون دولار من بريطانيا و17.5 مليون دولار من الولايات المتحدة وعشرة ملايين دولار من اليابان.
وقد يسهم الانفراج المبكر في إنشاء صندوق الأضرار، الذي طالبت به الدول الفقيرة لسنوات، في تمهيد الطريق أمام تسويات أخرى سيجري التوصل إليها خلال القمة التي تستمر أسبوعين.