حقق روبوت “سبيس ميرا” إنجازا غير مسبوق بإجراء أوّل محاكاة لعملية جراحية على متن محطة الفضاء الدولية، وجرى تشغيله بواسطة جراحين عن بعد كانوا على الأرض بينما كانت محطة الفضاء تدور حول الكوكب.
وأظهرت التجربة الناجحة للروبوت الجراحي البالغ وزنه 0.9 كلغ، قدرة كبيرة على معالجة حالات الطورائ خلال المهام الفضائية طويلة الأمد، بما في ذلك الرحلات المتوقعة إلى كوكب المريخ، وهو ما يندرج ضمن الرعاية الطبية الهامة لروّاد الفضاء. ويعد التصميم المدمج للروبوت الذي يشبه شكل المايكرويف، حلا مثاليا لرحلات الفضاء بسبب وزنه وحجمه.
وبما يتعلق بمشكلة التأخير، وهي الفترة الزمنية التي يستغرقها الروبوت للاستجابة بعد إعطاء الأمر، تمكن الجراحون من تنفيذ التجربة بفعالية عالية رغم التأخير الذي كان يصل إلى 0.85 ثانية بسبب المسافة التي تفصل بين موقع الجراحين على الأرض والمحطة الفضائية.
ويقول الجراح مايكل جوبست الذي شارك في التجربة معلقا على فترة التأخير وأهمية تدارك الأمر لا سيما في رحلات الفضاء البعيدة: إن خمس ثوانٍ في الجراحة تكون مصيرية، وجزء من الثانية أو نصف ثانية تكون مهمة للغاية، لذلك يقف أمامنا تحد كبير لتجاوزه.
وتشير شين فاريتور الرئيس التنفيذي لشركة “فيرتشول إنسيشن” المسؤولة عن تصنيع الروبوت الجراحي، إلى أن هذا الروبوت قادر على أن يكون اليد والعين المساعدة للجراح الذي تفصله عن العملية مئات الكيلومترات، وهذه التقنية قادرة على الحد من التدخل البشري المباشر جراحيا.
وقد حلق الروبوت على متن صاروخ “فالكون 9” التابع لشركة سبيس إكس، ليصل إلى محطة الفضاء الدولية في بداية الشهر الجاري. كما لا تنحصر فائدة التجربة الناجحة على رحلات الفضاء فحسب، بل إنها مؤشر على إمكانية استخدام هذه التقنية في المناطق النائية أو التي تعاني من نقص الخدمات حيث يكون الوصول إلى المتخصصين محدودا.