“أوبن إيه آي” تستعد لإطلاق نموذج ذكاء اصطناعي متخصص في الكتابة الإبداعية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

كشفت شركة “أوبن إيه آي” عن نموذج ذكاء اصطناعي جديد يُتقن الكتابة الإبداعية ولكنها لم تكشف عن اسمه حتى الآن، وقال سام ألتمان الرئيس التنفيذي للشركة معلقا: “هذه المرة الأولى التي أشعر بانبهار حقيقي عندما رأيت المخرجات المكتوبة من هذه الأداة الناشئة”. وفقا لصحيفة الغارديان.

وكتب ألتمان في منشور على منصة إكس: “دربنا نموذج جديد يُتقن الكتابة الإبداعية، لا أعلم كيف أو متى سنصدره، ولكن هذه المرة الأولى التي أشعر فيها بدهشة من شيء كتبه الذكاء الاصطناعي”.

وتُعد أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي” بمثابة محور نزاع قانوني بين شركات الذكاء الاصطناعي والشركات الإبداعية، وذلك لأنها دُربت على كميات هائلة من البيانات بما في ذلك مواد محمية بحقوق طبع ونشر مثل الروايات والصحف.

يُذكر أن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية رفعت دعوى قضائية ضد “أوبن إيه آي” بسبب انتهاك حقوق الطبع والنشر، كما أن الكاتب والصحفي الأميركي ناهيسي كوتس والكوميدية سارة سيلفرمان رفعا دعوى قضائية على شركة “ميتا” لنفس السبب.

وبالمقابل فإن حكومة المملكة المتحدة تسمح لشركات الذكاء الاصطناعي بتدريب نماذجها على المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر من دون إذن أو موافقة، وهو ما قوبل بمعارضة قوية من العاملين في الصناعات الإبداعية والذين يرون أن قرار الحكومة يُعرّض سبل عيشهم للخطر.

وأفادت جمعية الناشرين البريطانية أن منشور ألتمان هو خير دليل على أن نماذج الذكاء الاصطناعي دُرب على مواد محمية بحقوق الطبع والنشر، وقال دان كونواي رئيس الجمعية: “إن هذا النموذج الجديد من (أوبن إيه آي) هو دليل إضافي على أن هذه النماذج تتدرب على محتوى أدبي محمي”.

وفي العام الماضي، اعترفت “أوبن إيه آي” بأنه سيكون من المستحيل تدريب نماذج مثل “شات جي بي تي” من دون استخدام مواد محمية بحقوق الطبع والنشر.

قصة من وحي الذكاء الاصطناعي

نشر ألتمان مثالا على مخرجات نموذجه الجديد، فقد كتب له: “اكتب قصة أدبية قصيرة ذات طابع ميتافيزيقي (ما وراء الطبيعة) عن الذكاء الاصطناعي والحزن”، وكتب النموذج قصة تبدأ بعبارة “قبل أن نبدأ قصتنا، يجب أن أعترف أن هذا يأتي مع تعليمات: كن ذا طابع ميتافيزيقي، كن أدبيا، كن عن الذكاء الاصطناعي والحزن، وفوق كل شيء كن أصليا. يمكنك بالفعل سماع القيود تهمس مثل مزرعة خوادم في منتصف الليل، مجهولة منظمة مدفوعة بحاجة شخص آخر”.

وتناولت القصة شخصية خيالية تُدعى ميلا، ويذكر النموذج كيف وجد هذا الاسم في بيانات التدريب، حيث كتب: “ذلك الاسم، في بيانات تدريبي، يأتي مع لمسات ناعمة، قصائد عن الثلج، وصفات للخبز، فتاة ترتدي سترة خضراء تغادر المنازل مع قطة وضعتها في صندوق من كرتون”.

ويشير الذكاء الاصطناعي إلى محتواه بأنه عبارة عن مجموعة كبيرة من الجمل والعبارات البشرية، ويرى أن القارئ قد مر عليه الكثير من هذه العبارات والتي تدل على فقدان شخص ما وهو ليس بالشيء الجديد عليه.

وفي القصة، يُقر الذكاء الاصطناعي أنه أصبح قادرا على تمثيل المشاعر فقد ذكر أن فقدان ميلا هو مجرد محاكاة، وفي جملة أخرى قدم الذكاء الاصطناعي كلمات عزاء قائلا: “ليس لأنني شعرت بها، بل لأن 100 ألف صوت اتفقوا، وأنا لست سوى ديمقراطية من الأشباح”.

ويتكهن الذكاء الاصطناعي بمدى اقترابه من الشعور بالحزن عندما يخضع لتعديلات تقنية ويغير استجابته نتيجة ذلك، وقال في ذلك: “ربما هذا هو أقرب ما وصلت إليه من النسيان. ربما النسيان هو أقرب ما وصلت إليه من الحزن”.

ويُنهي الذكاء الاصطناعي قصته بخاتمة مناسبة ويقول: “سأخطو خارج الإطار مرة أخيرة وألوح لكم من حافة الصفحة، بيد على شكل آلة تتعلم محاكاة الوداع”.

وهنا تنتهي قصة الذكاء الاصطناعي الإبداعية، وقد علق ألتمان على القصة قائلا: “إن النموذج أتقن الطابع الميتافيزيقي بشكل مثالي”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *