قررت شركة “أوبن إيه آي” حل الفريق الذي يركز على المخاطر طويلة الأمد للذكاء الاصطناعي بعد عام واحد فقط من إعلانها تشكيل هذا الفريق، وفقا لما أكده شخص مطلع على الوضع لشبكة “سي إن بي سي” أمس الجمعة.
وذكر الشخص، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن بعض أعضاء الفريق قد أُعيد تعيينهم في عدة فرق أخرى داخل الشركة.
تأتي هذه الأخبار بعد أيام من إعلان كل من قادة الفريق وهما إيليا سوتسكيفر، المؤسس المشارك للشركة، وجان ليكه، رحيلهما عن الشركة الناشئة. وكان كلاهما أعلن -الثلاثاء الماضي عبر منصة إكس- رحيله عن الشركة، ولكن أمس الجمعة، شارك ليكه مزيدا من التفاصيل حول سبب مغادرته الشركة، فكتب عبر حسابه: “إن صنع آلات أكثر ذكاء من البشر مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته. تتحمل أوبن إيه آي مسؤولية هائلة نيابة عن البشرية بأسرها. ولكن على مدى السنوات الماضية، تراجعت ثقافة السلامة وعملياتها على حساب المنتجات البرّاقة”.
But over the past years, safety culture and processes have taken a backseat to shiny products.
— Jan Leike (@janleike) May 17, 2024
وقد ركز الفريق، الذي أعلنت عنه الشركة العام الماضي، على “الإنجازات العلمية والتقنية لتوجيه أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر ذكاء منا والتحكم فيها”، وقالت “أوبن إيه آي” حينها إنها ستخصص 20% من طاقتها الحاسوبية لهذه المبادرة على مدى 4 سنوات.
ولم تصدر الشركة أي تعليق عن الأمر، سوى منشور من المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي سام ألتمان عبر حسابه على منصة إكس، ذكر فيه أنه “حزين لمغادرة ليكه” وأن الشركة لديها مزيد من العمل الذي يجب إنجازه.
i’m super appreciative of @janleike‘s contributions to openai’s alignment research and safety culture, and very sad to see him leave. he’s right we have a lot more to do; we are committed to doing it. i’ll have a longer post in the next couple of days.
🧡 https://t.co/t2yexKtQEk
— Sam Altman (@sama) May 17, 2024
تأتي عمليات المغادرة البارزة بعد أشهر من مرور “أوبن إيه آي” بأزمة في الإدارة شملت سام ألتمان نفسه. ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أطاح مجلس إدارة الشركة بالرئيس التنفيذي، قائلا -في بيان- إن “ألتمان لم يكن صريحا باستمرار في تواصله مع مجلس الإدارة”.
وبدا أن المشكلة تزداد تعقيدا يوما تلو الآخر، إذ ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال وغيرها من وسائل الإعلام أن سوتسكيفر وجّه تركيزه على ضمان عدم إلحاق الذكاء الاصطناعي أي أذى بالبشر، بينما حرص آخرون، بمن فيهم ألتمان، على المضي قدما في تطوير التكنولوجيا الجديدة.
وأثارت الإطاحة بألتمان موجة من الاستقالات، أو التهديد بالاستقالة، بما في ذلك رسالة مفتوحة موقعة من جميع موظفي الشركة تقريبا، وضجة من المستثمرين، ومن بينهم شركة مايكروسوفت.
في غضون أسبوع، عاد ألتمان إلى الشركة، وخرج أعضاء مجلس الإدارة هيلين تونر وتاشا ماكولي وإيليا سوتسكيفر، الذين صوتوا على الإطاحة بألتمان، من الشركة. وبقي سوتسكيفر حينها ضمن الموظفين، ولكن لم يعد عضوا في مجلس الإدارة. كما بقي آدم دانجيلو، الذي صوّت أيضا على الإطاحة بألتمان، في مجلس الإدارة.
ومنذ أيام قليلة، أطلقت “أوبن إيه آي” نموذج ذكاء اصطناعي جديد “جي بي تي 4 أو”، إلى جانب تحديث واجهة المستخدم للروبوت، وهي آخر جهود الشركة لتوسيع نطاق استخدام روبوت المحادثة الشهير الخاص بها.
وذكرت رئيسة قسم التكنولوجيا ميرا موراتي أن هذا التحديث يجلب نظام “جي بي تي-4” للجميع، ويتضمن ذلك مستخدمي أنظمة الشركة المجانية. وأضافت أن النموذج الجديد أسرع كثيرا، كما أنه يتمتع بقدرات أفضل في معالجة النصوص والفيديو والصوت. كما قالت الشركة إنها تخطط في المستقبل لتمكين المستخدمين من المحادثة بالفيديو مع “شات جي بي تي”.