كانت قطع القارة المتبقية مخبأة تحت الغابات الخضراء في أجزاء كبيرة من إندونيسيا وميانمار.
تمكن فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة أوتريخت الهولندية من الكشف عن قارة غارقة في الماء عمرها 157 مليون سنة، كما تمكنوا من إعادة بناء تاريخها، وهو الأمر الذي سيسهم في فهم المنظومة البيئية والمناخية للأرض بشكل أسهل.
وبحسب الدراسة، التي نشرها هذا الفريق في دورية “جوندوانا ريسيرش”، فقد كانت مساحة هذه القارة تساوي مساحة الولايات المتحدة تقريبا، وبعرض بلغ نحو 3 آلاف كيلومتر.
ويعتقد أن القارة انفصلت عن أستراليا خلال العصر الجوراسي، وهو ثاني العصور الثلاثة من حقبة الحياة والذي امتد من 201 إلى 145 مليون سنة مضت. وعلى مدى آلاف السنين انجرفت القارة نحو جنوب شرق آسيا قبل أن تختفي في النهاية. وهو الأمر الذي صوره الباحثون في الفيديو التالي.
سهل آرغو السحيق
وعلى مدى عقود مضت، اشتبه الباحثون في وجود هذه القارة بسبب فراغ جيولوجي واضح خلفته وراءها والمعروف باسم “سهل آرغو السحيق”، ومنه حصلت القارة المكتشفة على اسمها “آرغولاند”.
ويعد سهل آرغو السحيق حوضا كبيرا في المحيط الهندي يقع بين الساحل الشمالي الغربي لأستراليا وجزر جنوب شرق آسيا، ويصل أقصى عمق له إلى 5730 مترا.
وكانت المشكلة التي طالما واجهت العلماء الباحثين عن آرغولاند هو أن معظم جسم القارة قد تآكل بمرور الوقت أو اختفى تماما ونزل إلى طبقة الوشاح، لكن الفريق الهولندي تمكن من إيجاد بعض من آثارها عبر تتبع الشذوذات المغناطيسية التي تميز هذه المنطقة وتشير إلى عمر واتجاه انتشار قاع البحر الصخري.
وقد وُجدت مجموعة من أجزاء هذه القارة المفقودة على شكل وحدات تكتونية ضخمة متناثرة في قاع المحيط ومطمورة داخل جزر صغيرة، وبشكل خاص كانت قطع القارة المتبقية مخبأة تحت الغابات الخضراء في أجزاء كبيرة من إندونيسيا وميانمار.
فوائد علمية واقتصادية
وبحسب الدراسة الجديدة، فإنه يبدو أن آرغولاند انقسمت إلى أرخبيل خلال العصر الترياسي المتأخر، والذي يقع مباشرة قبل العصر الجوارسي.
وإلى جانب ما سبق، نجح هذا الفريق البحثي في إعادة بناء جسم القارة من القطع التي عثروا عليها، وهو ما يعد -بحسب بيان صحفي رسمي لجامعة أوتريخت- ضروريا لفهم عمليات تطور التنوع البيولوجي والمناخي مع الزمن على سطح الكرة الأرضية، وكذلك فهم كيفية تشكل الجبال والقوى الدافعة وراء تكتونية الصفائح التي تمثل غلاف الأرض الصخري.
وإلى جانب ذلك، فإن لعمليات إعادة البناء تلك أهمية خاصة في سياق اقتصادي يتمثل في العثور على المواد الخام، ومن ثم استخراجها واستخدامها في الصناعة.