نُسنطرة كما تظهر في الأقمار الصناعية.. عاصمة إندونيسيا الجديدة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

نشرت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” صورا جديدة لأحدث مدن العالم قيد الإنشاء، وهي مدينة نُسنطرة المقرر أن تكون العاصمة البديلة لجاكرتا عاصمة إندونيسيا الحالية.

فمنذ إعلان استقلال البلاد في عام 1945، اتخذت إندونيسيا مدينة جاكرتا عاصمة لها، وخلال العقود القليلة الماضية شهدت العاصمة نموا سكانيا كبيرا من مليون نسمة إلى 30 مليونا.

ولم تكن جاكرتا مهيأة لاستقبال هذا الكم الهائل من السكان، فباتت العاصمة أحد أكثر المدن اكتظاظا وتلوثا على مستوى العالم. ولم تقف المشكلة عند هذا الحد، فهذه العاصمة المكتظة تغوص في الأرض يوما بعد يوم، وما هي إلا سنوات حتى تغرق المدينة تحت الماء وفقا لتقديرات العلماء، وذلك نظرا لموقعها على الساحل وانخفاض تضاريسها وخطر ارتفاع منسوب المياه المستمر.

ويقع نحو 40% من جاكرتا الآن تحت مستوى سطح البحر، ويُعتقد أن 25% من العاصمة الإندونيسية ستغمرها المياه بحلول عام 2050.

ونتيجة لذلك، أعلنت الحكومة الإندونيسية خططها لنقل العاصمة من جاكرتا إلى مكان آخر أكثر أمانا في مقاطعة كاليمنتان الشرقية، حيث ستكون العاصمة الجديدة نُسنطرة (نوسانتارا).

بالصور.. عامان على بداية المهمة

لقد بدأ العمل على المدينة في 2022، وتُظهر الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية التي شاركها مرصد الأرض التابع لوكالة ناسا، ولادة العاصمة الحديثة من وسط الغابات الكثيفة.

وكانت الصورة الأولى الملتقطة في أبريل/نيسان 2022 تظهر فيها مساحات خضراء شاسعة تمتد وسط الغابات الاستوائية المطيرة، وفي الصورة الأخرى التي التقطت مؤخرا في فبراير/شباط 2024، كشفت ناسا عن الملامح الأولية التي ارتسمت على العاصمة الإندونيسية المستقبلية.

فتظهر شبكة الطرق التي توحد أطراف المدينة وتربط بين أحيائها، في حين بدا أنّ قلب المدينة هو الأكثر اكتمالا عن غيره، وتظهر المباني المشيّدة كذلك منتشرة وموزّعة في بعض المناطق. ومع ذلك فالمنطقة ما زالت بعيدة عن الاكتمال وفقا للمخطط، ومن المقرر الانتهاء من الخطة بحلول عام 2045.

وتعد خطة الانتقال إلى العاصمة الجديدة ضمن مشروع حكومة الرئيس الإندونيسي الحالي جوكو ويودو، وتأمل الحكومة نقل ما يصل إلى 1.9 مليون شخص مع نهاية المشروع، كما أنّ المدينة ستشهد انتقال بعض موظفي الخدمة المدنية في وقت مبكر من هذا العام.

وتتضمن المرحلة الأولية من التطوير تشييد مرافق حكومية ومبان أخرى لعدد السكان الأولي المتوقع والذي يبلغ 500 ألف نسمة، بحسب الموقع الإلكتروني للمشروع.

وتنص خطط المشروع على أنها ستكون مدينة “خضراء مهيأة للمشي”، أي أن المشي فيها وسيلة أساسية للتنقل، وأيضا ستكون مزودة بالطاقة المتجددة، مع بقاء 75% من المدينة مغطّى بالغابات. ويشعر بعض الباحثين بالقلق إزاء هذا التغيير في استخدام الأراضي الذي قد يضرّ بالغابات والحياة البرية في المنطقة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *