استجابت شركة أوبن إيه آي الثلاثاء بشكل رسمي للدعوى القضائية التي رفعها المؤسس المشارك إيلون ماسك، وشاركت الجهات القضائية رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بإيلون ماسك والتي حث فيها الشركة الناشئة على جمع مليار دولار، مما يَظهر وكأنه تسليط الضوء على النفاق الواضح من جانب الملياردير الحالي والداعم المبكر للشركة، بحسب موقع سي إن بي سي.
وأعادت أوبن إيه آي نشر رسائل البريد الإلكتروني القديمة من ماسك التي شجع فيها الشركة على جمع ما لا يقل عن مليار دولار من التمويل، واتفقا على أنها يجب أن “تبدأ في أن تكون أقل انفتاحا” بمرور الوقت و”لا تشارك” معلومات الشركة مع الجمهور.
وتظهر الرسائل وجهة نظر مختلفة تماما عما قاله ماسك الأسبوع الماضي عندما رفع دعوى قضائية ضد أوبن إيه آي والرئيس التنفيذي سام ألتمان والرئيس غريغ بروكمان، بدعوى خرق العقد والمنافسة غير العادلة.
وزعم محامو ماسك أن الأعمال الداخلية الخاصة بشركة أوبن إيه آي أصبحت بموجب اتفاق الشركة مع مايكروسوفت سرية، وأن هذه السرية مدفوعة بالغرض التجاري وليس السلامة، وهو ما يراه محامو ماسك خرقا لوثيقة التأسيس التي قامت عليها الشركة. بينما قال محامو شركة أوبن إيه آي “نحن نعتزم التحرك لرفض جميع ادعاءات إيلون”.
وأخبر ماسك في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الجمهور في مؤتمر ديل بوك الذي عقدته صحيفة نيويورك تايمز، أن أوبن إيه آي انحرفت عن مهمتها الأصلية من وجهة نظره.
وقال ماسك على خشبة المسرح في هذا الحدث: “يجب إعادة تسمية أوبن إيه آي إلى الذكاء الاصطناعي فائق الإغلاق لتحقيق أقصى قدر من الربح، لأن هذا هو ما هي عليه بالفعل”. وأشار إلى أنها تحولت من “مؤسسة مفتوحة المصدر” إلى “شركة ربحية مغلقة المصدر بمليارات الدولارات”.
التناقض في أقوال ماسك
وعلى النقيض من هذه التصريحات، أظهرت رسائل ماسك القديمة الموجهة لمؤسسي أوبن إيه آي أن الملياردير كان يلقي باللوم على النهج الذي تعمل به الشركة في جمع التبرعات لمساعدة الشركة دون الحاجة لتمويل الشركات الكبرى، وذلك وفقا لرسائل البريد الإلكتروني التي قدمها محامو أوبن إيه آي التي ترجع إلى ديسمبر/كانون الأول 2018.
ففي رسالة لأوبن إيه ذكر ماسك أن الشركة لديها فرصة 0% في أن تصبح منافسا مناسبا لشركة ديب مايند التابعة لعملاق التقنية غوغل ما لم تُحدِث الشركة الناشئة “تغييرا جذريا في طريقة التنفيذ والموارد”.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى زملائه المؤسسين المشاركين في أوبن إيه آي “إيليا سوتسكيفر” و”بروكمان” و”ألتمان”، كتب ماسك: “حتى جمع عدة مئات من الملايين لن يكون كافيا، هذا يحتاج إلى المليارات سنويا على الفور، أو فلننس ذلك”.
وقالت الشركة في ردها على الدعوى القضائية التي رفعها الملياردير الأميركي: “أراد إيلون أغلبية الأسهم والسيطرة الأولية على مجلس الإدارة، وأن يكون الرئيس التنفيذي” لمشروع الذكاء الاصطناعي. وأضافت الشركة الناشئة أيضا في منشور مدونتها أن ماسك سعى إلى أن يصبح الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي في عام 2017 أثناء تغيير هيكلها”.
كما تقول الشركة أنه يظهر في رسائل البريد الإلكتروني المؤرخة في يناير/كانون الثاني 2018 التي قدمتها الشركة أن ماسك يتفق مع مرسل لم يذكر اسمه شجع المؤسسين المشاركين للشركة الناشئة على الاعتماد على “تسلا” باعتبارها “البقرة الحلوب” الخاصة بهم، فمع دخول الربع الأول من عام 2018، أعلنت شركة تسلا عن رصيد نقدي قدره 3.4 مليارات دولار، بعد أن سجلت خسارة صافية قدرها 2.24 مليار دولار للعام بأكمله في عام 2017 على إيرادات في ذلك العام بلغت 11.8 مليار دولار.
ويدفع محامو أوبن إيه آي بأن ما وافق عليه ماسك في هذه الرسائل يظهر أنه كان يحاول السيطرة على أوبن إيه آي، وأن التشكيك بمنهج التمويل الذي كانت تنتهجه الشركة في ذلك الوقت وأنها يجب أن ترفع التمويل لتستطيع المنافسة في هذا المجال؛ كان الغرض منه دفعها باتجاه الاعتماد على شركته تسلا.
وذكر التقرير أن شركات ماسك اجتذبت المواهب التي تعمل مع أوبن إيه آي لبناء نظام الذكاء الاصطناعي الخاص به في شركة إكس إيه آي، والتي قدمت المنتج الأول للشركة وهو نظام غروك الذي يريد به منافسة شات جي بي تي منتج شركته القديمة أوبن إيه آي.
واستخدم ماسك شكواه القانونية لتذكير العالم بموقفه المركزي في إنشاء أوبن إيه آي، التي أصبحت واحدة من أهم الشركات الناشئة في العالم، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الانتشار الكبير لروبوت الدردشة شات جي بي تي ومولد الصور دال إيه.