وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة “غاما أوبن نت ورك”، قامت كلية “تي إتش تشان” للصحة العامة في جامعة هارفارد بتحليل الخيارات الغذائية والصحة العقلية لأكثر من 31 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 42 و62 عاما.
والأغذية فائقة المعالجة التي يتم إنتاجها بتقنيات صناعية، تشمل العصائر والشوكولاتة والمشروبات الغازية والآيس كريم والشوربة المعبأة والبطاطس المقلية والوجبات المجمدة.
خلال الدراسة تم تجميع الأطعمة فائقة المعالجة في تسع فئات: الأطعمة المصنوعة من الحبوب فائقة المعالجة، والوجبات الخفيفة الحلوة، والوجبات الجاهزة للأكل، والدهون والصلصات، ومنتجات الألبان فائقة المعالجة، والوجبات الخفيفة اللذيذة، واللحوم المصنعة، والمشروبات، والمحليات الصناعية.
وقالت اختصاصية التغذية تانيا فرايريش: “الأطعمة فائقة المعالجة هي تلك التي تحتوي على العديد من المواد الحافظة، والمثبتات، بالإضافة إلى الألوان والنكهات الاصطناعية”.
وتابعت: “إنها بشكل عام أنواع الأطعمة التي يمكن تخزينها على الرف لسنوات قادمة، تشمل الأطعمة فائقة المعالجة أشياء مثل رقائق البطاطس والحلويات ووجبات العشاء التلفزيونية المجمدة والمشروبات الغازية”.
ولقياس حالة الصحة العقلية للمشاركات، استخدم الباحثون تعريفين: الأول، تعريف صارم يتطلب الإبلاغ الذاتي عن الاكتئاب وتشخيصه سريريا واستخداما منتظما لمضادات الاكتئاب؛ والثاني، تعريف واسع يتطلب التشخيص السريري و/أو استخدام مضادات الاكتئاب.
وقام الباحثون بتعديل العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على خطر الاكتئاب مثل العمر، ومؤشر كتلة الجسم، والنشاط البدني، والتدخين، وجودة النوم، والألم المزمن، واستهلاك الكحول، والدخل، وأي حالات طبية موجودة.
وبعد تحليل النتائج، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة وخاصة المحليات الصناعية والمشروبات المحلاة صناعيا كانوا أكثر عرضة للاكتئاب.
وافترضوا أن أحد الأسباب المحتملة هو أن المحليات الصناعية تسبب تغيرات كيميائية في الدماغ يمكن أن تؤدي إلى تطور الاكتئاب.
وقالت فرايريش لـ”فوكس نيوز”: “لقد وثقت العديد من الدراسات الارتباط بين بعض المضافات الغذائية والسرطان والتغيرات الهرمونية وزيادة الوزن وصحتنا العقلية، ومع أخذ ذلك في الاعتبار، ليس من المستغرب بالنسبة لي أنه قد يكون هناك صلة بين الأطعمة فائقة المعالجة والاكتئاب.”
وأشار الباحثون إلى أنه على الرغم من أن حجم العينة كبير في الدراسة ومعدل المتابعة مرتفع وأدوات التقييم الغذائية متقدمة، إلا أنه كان هناك بعض القيود.
وقالت فرايريش: “المزيد من التنوع في حجم العينة قد يظهر اختلافات بين الأجناس والأعراق في الارتباط بين استهلاك الأطعمة المعالجة والاكتئاب”.
وأشارت إلى أنه نظرا لأن هذه دراسة رصدية وليست دراسة خاضعة للرقابة، فليس من المؤكد أن الأطعمة فائقة المعالجة كانت العامل الحاسم في الإصابة بالاكتئاب.
وحذرت فرايريش من أن “المحليات الصناعية يمكن أن تسبب مشكلة أخرى، حيث أننا ندرك أنها أحلى مذاقا بمئات إلى آلاف المرات من السكريات الطبيعية، وإذا كنت تستخدمها كثيرا، فربما تكون معتادا على هذه النكهة فائقة الحلاوة، إن التحول إلى السكريات الطبيعية قد يكون طعمه أقل حلاوة في البداية، لكن حليمات التذوق لديك يمكن أن تتكيف مع مرور الوقت.”
بدورها، قالت اختصاصية التغذية لورين هاريس بينكوس، لـ”فوكس نيوز”: “التغييرات الغذائية ليس من الضروري أن تكون باهظة الثمن، ابدأ باستبدال وجبة خفيفة مصنعة بقطعة من الفاكهة أو المكسرات أو البذور أو الخضار النيئة، مع تغييرات صغيرة كهذه على مدار الأسبوع، قد يلاحظ الناس تحسنا في الطاقة والهضم ومجالات أخرى”.