نزوات اللاعبين البرازيليين.. صدمة الثروة المفاجئة والانفتاح الزائد

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

أهدر روبينيو، وداني ألفيس، وغابرييل باربوسا، وأرديانو، والعديد من النجوم البرازيليين، مسيرتهم الكروية وحياتهم أيضا مقابل نزوة لا طائل منها على الإطلاق: مثل تعاطي المخدرات والمنشطات، أو مطاردة الفتيات، والتي لم تجلب لهم سوى المتاعب والمشاكل والملاحقات القضائية.

إن عدم الالتزام، والانفلات الأخلاقي لدى بعض اللاعبين البرازيليين ليس نتاج صدمة الخروج من بيئة فقيرة جدا إلى الثراء والترف أو أعراض الثروة المفاجئة فحسب، بل يبدو أنها سلوكيات تأثرت ببيئة اقتصادية صعبة وعادات اجتماعية ومعتقدات خاصة.

ظروف البرازيل الاقتصادية

وفقاً لبيانات البنك الدولي، تحتفظ البرازيل بواحدة من أسوأ حالات التفاوت في الدخل بالعالم، ويعود ذلك للفساد المتفشي في البلاد، والفضائح المالية التي تورط فيها عديد السياسيين.

وهذا الوضع الاقتصادي ينعكس قطعاً على أحوال كرة القدم في البرازيل وأنديتها، ناهيك عن الفوارق الإعلامية الرهيبة بين الدوريات الأوروبية الكبرى ونظيرها البرازيلي، والذي ينتج عنه فوارق مادية كبرى في عوائد البث، مما يؤدي لعدم قدرة الأندية البرازيلية على توفير رواتب اللاعبين والعاملين، بل قد يتسبب في إفلاسها في عديد الأحيان، وهذه أحد أسباب رحيل اللاعبين للدوريات الأوروبية.

ويذكر موقع “بليتشر ريبورت” عام 2008 أن عدد البرازيليين الذين ينضمون إلى الدوريات الأوروبية سنوياً يصل إلى ألف لاعب، وقد ازداد هذا الرقم عام 2023 إلى 1300 لاعب تقريباً.

تأثير الجانب الاقتصادي على المجتمع

يتسبب الفقر بالبرازيل في تفشي الجرائم التي تتسم بالعنف، ويتضح هذا في حديث أنتوني، جناح مانشستر يونايتد الأيمن، على مدونة “ذي بلايرز تريبيون”.

وقد سرد اللاعب تفاصيل نشأته في منطقة فافيلا بأوساسكو، إحدى بلديات ساو باولو، والتي كان يطلق عليها السكان المحليون باسم “الجحيم الصغير” بسبب الوجود الكثيف لتجار المخدرات وتفشي جرائم القتل. كما ذكر أنه ذات مرة صادف جثة في طريق عودته من المدرسة، وقال إن ذلك كان اعتيادياً لمن عاش في تلك المنطقة، لدرجة أنه أغمض عينيه ومر فوق الجثة الهامدة، وكأن شيئاً لم يكن.

هل للتقاليد تأثير على سلوكيات اللاعبين؟

يقال إن البرازيل تتمتع بحضارة تستطيع التعبير فيها عن الذات بحرية، لكنها في الوقت ذاته حضارة تفتقر إلى بعض قيم الانضباط، فهم قوم لا يعيرون انتباهاً للحدود الشخصية على حد تعبير جوش هاكمان أحد المدونين على أحد مواقع التواصل.

ويمكن القول إن لتلك التقاليد تأثيرا على اللاعبين وسلوكياتهم، فهم يحبون الاحتفال بجنون لدرجة عدم التقيد بالقواعد، مثل رونالدينيو وكذلك روبينيو نفسه بالتأكيد، فعندما كان لاعباً لمانشستر سيتي، كان لديه مشاكله الخاصة مع زميله حينها كريغ بيلامي الذي لم يكن معجباً للغاية بـ”العصابة البرازيلية” إذ إن سلوكياتهم لم تكن مفهومة بالنسبة له، بل أزعجته في أحيان عدة، وكان هذا رأي غلاوبر على الأقل، وهو أحد أعضاء تلك العصابة.

وأشار غلاوبر، الذي لعب لمانشستر سيتي بين 2008-2009، إلى حقيقة أنهم -مثل أغلب البرازيليين- كانوا يتصرفون على سجيتهم، وأنهم كانوا سعداء بطبيعتهم فحسب. وفي حين أن هذه السمات قد ترتبط بالسعادة، لكن قد ينتج عنها اقتحام الحدود الشخصية أيضاً، وهذا ما تسبب على الأرجح بوضع ألفيس خلف القضبان، وهو ما قد يتسبب بالمصير ذاته لروبينيو، إذ إن ذلك الانفتاح الزائد عن الحد، وعدم الاكتراث للقواعد، قد يجذبان المشاكل من كل حدب وصوب.

وإن الفوارق الفاحشة بين مرتبات اللاعبين في أندية الدوري البرازيلي، ونظيرتها بالدوريات الأوروبية الكبرى، تجعل من الصعب على نجوم السامبا ألا يستغلون هذا الثراء الفاحش في فعل ما يريدون، حتى وإن خرقوا القانون، بسبب افتقاد قيم الانضباط المذكورة آنفاً، والتي عوضاً أن تؤدي بهم إلى السجن أو الموت في بلادهم، قد تؤدي بهم إلى النتيجة ذاتها، لكن في أقصى الكرة الأرضية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *