مبابي يعود للتألق في الفترة الحاسمة لريال مدريد

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

عندما بدا أن الضغط الناجم عن تحقيق حلم الدفاع عن ألوان ريال مدريد الإسباني قد أثقل كاهل النجم الفرنسي كيليان مبابي، خرج قائد “الديوك” من كبوته وأسكت المشككين بقدراته وسيكون الركيزة التي يعول عليها حامل اللقب حين يخوض الأربعاء مواجهة مصيرية في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ضد ضيفه سالزبورغ النمسوي.

وبعد بداية مضطربة في مدريد، يبدو أن مبابي تأقلم أخيرا مع أجواء العاصمة وفكرة الدفاع عن أحد أعرق الأندية في العالم وهو مستعد لإحداث الضرر بالخصوم إن كان على الصعيد المحلي أو القاري.

وتأتي صحوة مبابي في الوقت المثالي بالنسبة لريال الذي تنتظره مباراتان حاسمتان بدوري أبطال أوروبا المسابقة التي يحمل لقبها والرقم القياسي في عدد الالقاب بها (15) والتي عانى فيها هذا الموسم نتيجة التغيير في نظامها الذي بات من مجموعة موحدة يتأهل فيها مباشرة إلى ثمن النهائي أصحاب المراكز الثمانية الأولى، بينما تخوض الفرق التي تحتل المراكز بين 9 و24 ملحقا فاصلا بينها لتحديد هوية الفرق الثمانية الأخرى المتأهلة.

وقبل جولتين على النهاية، يحتل ريال المركز العشرين بعد فوزه بـ3 مباريات وخسارته مثلها، لكن بفارق 4 نقاط عن منطقة التأهل المباشر.

وبعد استضافته لسالزبورغ الـ32 في الترتيب، يختتم ريال الدور الأول الأسبوع المقبل في ضيافة الوافد الجديد للبطولة القارية بريست الفرنسي الذي يحتل المركز السابع بـ13 نقطة.

ويدرك مبابي ورفاقه أن انتهاء المشوار عند العتبة الأولى سيكون بمثابة الكارثة لفريق سقط في أرض ليل الفرنسي (0-1) وبعدها على أرضه أمام ميلان الإيطالي (1-3) ثم في معقل ليفربول الإنجليزي (0-2).

وأضاع مبابي في الخسارة أمام ليفربول ركلة جزاء ثم تكرر الأمر بعدها بأيام في الدوري حين خسر ريال أمام أتلتيك بلباو في لقاء شكل منعطفا لنجم باريس سان جرمان السابق.

ومنذ تعهده بتغيير الأمور، سجل مبابي 8 أهداف في 10 مباريات مع ريال في جميع المسابقات. ولكن بعيدا عن الأهداف، يبدو الآن وكأنه الموهبة المدمرة التي كان يأملها فلورنتينو بيريس رئيس “الميرينغي”.

دفاع أنشيلوتي

وكان كارلو أنشيلوتي المدرب الإيطالي لريال صبورا مع مبابي، مدافعا في أغلب الأحيان عن هذا المهاجم لأنه كان مقتنعا بأنه يحتاج إلى الوقت للتكيف مع الحياة في العاصمة الإسبانية والانسجام مع زملائه الجدد في الفريق.

كما تمسك الإيطالي بموقفه في ما يتعلق بتمركز مبابي، وأصر منذ بداية الموسم على أن المهاجم الفرنسي يجب أن يلعب في المنتصف، تاركا البرازيلي فينيسيوس جونيور على الجهة اليسرى في مركزه المفضل.

وواجه مبابي وفينيسيوس صعوبة في التناغم، وفي بعض الأحيان تخبطا في نفس المساحات على أرض الملعب.

وكانت الهزيمة برباعية نظيفة في “الكلاسيكو” أمام الغريم برشلونة في أكتوبر/تشرين الأول لحظة مخيبة للآمال بشكل خاص لمبابي الذي وقع في التسلل مرات عدة خلال المباراة.

وأصر أنشيلوتي على دعمه للمهاجم وحذر نهاية الشهر الماضي المنافسين بأن مبابي تأقلم مع فريقه الجديد، وبعد إصابة في الفخذ أصبح الآن جاهزا لتقديم أفضل مستوياته.

وتساءل أنشيلوتي “أين يجب أن يتحسن مبابي؟” مجيبا “فقط في الثبات (من ناحية المستوى). عليه أن يحاول القيام بالحركات التي لا يستطيع أحد غيره القيام بها، بقدر الإمكان”.

ومن غير المستغرب أن يكون أنشيلوتي، الفائز بدوري الأبطال 5 مرات كمدرب في إنجاز قياسي، على حق.

وقد جعلت مهارة وسرعة مبابي منه لاعبا لا يمكن إيقافه في الأسابيع الأخيرة، ويبدو الآن أن ثقته بالنفس تتزايد من مباراة إلى أخرى.

وقدم مبابي أفضل أداء له مع ريال -في غياب البرازيلي فينيسيوس- حين سجل هدفين ضد لاس بالماس أول أمس الأحد ليقود “الملكي” إلى صدارة الدوري، وقد قال بعد المباراة “تكيفت مع الفريق ويمكنني اللعب بالطريقة التي أريدها، مع زملائي في الفريق، بشخصيتي”.

وأوقف فينيسيوس ضد لاس بالماس لكنه سيعود في دوري أبطال أوروبا، ويجب عليه ومبابي -بحسب الإعلام الإسباني- مواصلة تطوير شراكتهما، وإذا تمكن هذا الثنائي الديناميكي من الوصول إلى التناغم الكامل فسيكونان مستعدين للدفاع عن مكانتهما كملكين لأوروبا.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *