متسلحا بمؤازرة جماهيرية كبيرة، يأمل منتخب فلسطين أن يغير الصورة النمطية التي تركها “الفدائي” خلال مشاركتيه السابقتين في كأس آسيا لكرة القدم.
يعد كأس آسيا في قطر هو الظهور الثالث للمنتخب الفلسطيني في البطولة بعد أول مشاركة له في أستراليا عام 2015، ثم شارك في النسخة التي أقيمت في الإمارات 2019 قبل أن يظهر مجددا في الدوحة في نسخة 2023، ليكون الظهور الثالث على التوالي.
ويلعب المنتخب الفلسطيني في المجموعة الثالثة، إلى جانب منتخب إيران بطل آسيا 3 مرات، والإمارات، وهونغ كونغ، في مهمة لن تكون سهلة لرفاق المدرب مكرم دبوب المدير الفني للمنتخب الفلسطيني، حيث لم يفز منتخب فلسطين بأي مباراة حتى الآن في كأس آسيا خلال مشاركتيه السابقتين.
واتسم أداء المنتخب الفلسطيني في البطولتين السابقتين له في البطولة بغياب النزعة الهجومية، حيث سدد لاعبوه 16 تسديدة فقط، منها 4 على المرمى، في نسخة الإمارات 2019 من كأس آسيا، كما حصل على أقل عدد من التسديدات في نسخة 2015 بـ 20 تسديدة.
ويخوض المنتخب الفلسطيني الذي يطمح في العبور إلى الأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخه، مباراته الأولى مع إيران يوم 14 يناير/ كانون الثاني على ملعب المدينة التعليمية، وفي مباراته الثانية يلتقي منتخب الإمارات يوم 18 منه على ملعب الجنوب، ويختتم الدور الأول بمواجهة بمنتخب هونغ كونغ يوم 23 من الشهر ذاته على ملعب عبد الله بن خليفة بنادي الدحيل.
التحضير للبطولة
مدرب المنتخب الفلسطيني مكرم دبوب يأمل في قدرة الفريق على التألق من خلال التحضير الكافي لبطولة كأس آسيا التي تقام في الفترة من 12 يناير/كانون الثاني وحتى 10 فبراير/شباط 2024، بمشاركة 24 منتخبا، ضمنها 7 أبطال سابقين في المنافسة.
ويضيف أنه سيهتم بالتفاصيل الفنية بعد وقوع منتخب فلسطين في المجموعة الثالثة التي تضم أيضا منتخبات إيران الفائزة باللقب 3 مرات والإمارات وهونغ كونغ، واصفا قرعة البطولة بالمتوازنة التي يحظى فيها فريقه بفرصة للظهور في الدور الثاني.
وبلغ منتخب فلسطين النهائيات الآسيوية بعد أن تصدر الترتيب العام لمجموعته برصيد 9 نقاط من 3 انتصارات متتالية، فيما جاء منتخب الفلبين في المركز الثاني برصيد 4 نقاط، ثم منغوليا بـ3 وأخيرا اليمن برصيد نقطة واحدة فقط.
وأحرزت فرق المجموعة 13 هدفا منها 10 لصالح المنتخب الفلسطيني وبمعدل 2.16 هدف في المباراة الواحدة، وكان فوز فلسطين على اليمن (5-صفر) هو الأعلى من بين النتائج التي تم تسجيلها خلال منافسات المجموعة.
منتخب فلسطين 🇵🇸 يختار مدينة عنابة الجزائرية 🇩🇿 لإقامة معسكر تدريبي ما بين 12 و22 ديسمبر تحضيرا لنهائيات كأس أمم آسيا المنتظرة في قطر شهر يناير المقبل#قطر2023 pic.twitter.com/ZHg24Bgo9J
— عبدالله محمد العلي (@abd_al3li) December 3, 2023
مشاركات دولية
أصبحت فلسطين عضوا في الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1998، وبدأ منتخبها المشاركة في التصفيات المؤهلة لبطولات كأس العالم وكأس آسيا، انطلاقا من نسخة مونديال 2002، والبطولة القارية لعام 2000، ومن البداية، واجه صعوبات كبيرة في التأهل للبطولات وتقديم نفسه أمام العالم.
لكن انطلاقا من نسخة كأس آسيا 2015، بدأ المنتخب الفلسطيني يشق طريق النجاح، إذ تأهل أول مرة للبطولة الآسيوية كونه توج بلقب كأس التحدي الخاصة بالاتحاد الآسيوي، التي ألغيت بعد ذلك وكانت آخر نسخة في عام 2014.
وبعد ذلك، نجح المنتخب الفلسطيني في التأهل لكأس آسيا 2019، للمرة الثانية على التوالي وهذه المرة عن طريق التصفيات العادية، إذ حل ثالثا في منافسات التصفيات الرئيسية، وفي الدور الثاني، أنهى رحلته في المركز الثاني بالمجموعة، وضمن العبور كواحد من أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثاني، ثم التأهل متصدرا للمجموعة في نسخة 2023.
ويعتبر وصول المنتخب الفلسطيني للمرة الثالثة على التوالي إلى بطولة كأس آسيا، بمثابة تأكيد على العمل الكبير للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الذي يحاول تطوير المنتخب ويملك اليوم مجموعة من اللاعبين المميزين، الذين بدؤوا يصنعون الفارق على أرض الملعب.
ولا شك أن حضور المنتخب الفلسطيني باستمرار في بطولة كأس آسيا سيمنح الفلسطينيين شعورا بالوجود القوي على المستوى الكروي في القارة، فالمنتخب الذي يعاني كثيرا من صعوبة التدريب بشكل طبيعي، وتضييقات الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك صعوبات التنقل لخوض المباريات وغيرها من المشاكل، بدأ يسير بنسق ثابت لفرض نفسه كواحد من المنتخبات العربية الجيدة في القارة.