يستعين رياضيون أولمبيون، بينهم عداء الماراثون الهولندي عبدي ناجيي، بأداة جديدة يأملون أن تعزز فرصهم في الفوز بميدالية في أولمبياد باريس وهي أجهزة صغيرة تلتصق بالجلد لقياس سكر الدم.
وتبدو أولمبياد باريس، التي تنطلق في 26 يوليو/تموز المقبل، فرصة لاستعراض التكنولوجيا رغم عدم وجود أدلة تثبت قدرتها على تحسين الأداء الرياضي.
وتبلغ قيمة سوق هذه الأجهزة، المخصصة لمرضى السكري، مليارات الدولارات سنويا.
ويسعى المصنعون للتوسع في قطاع الرياضة والصحة، حيث قد يطلق أبرز الرياضيين التوجهات الجديدة.
ما أجهزة القياس المستمر لسكر الدم؟
أجهزة القياس المستمر لسكر الدم (continuous glucose monitor) هي لصقات بحجم العملة المعدنية تتصل لا سلكيا بالهاتف الذكي. وبمساعدة إبرة، يوضع مستشعر صغير في أعلى الذراع لقياس سكر الدم بين الخلايا الموجودة أسفل الجلد مباشرة. وتبقى اللاصقة على جهاز الاستشعار في مكانه لفترة تصل إلى أسبوعين.
وأصبحت النماذج الحالية أصغر وأدق، ولم تعد بحاجة لجهاز استقبال منفصل.
كيف يستخدم الرياضيون أجهزة القياس المستمر لسكر الدم؟
يستخدم بعض الرياضيين البارزين وفريق العمل الخاص بهم هذه الأجهزة لتقييم السعرات الحرارية التي تدخل الجسم وشدة التمرين. وتعتبر الاستفادة خلال السباقات التي تستمر لأقل من 3 ساعات محدودة.
وقالت السباحة الأسترالية المعتزلة تشيلسي هودجز، التي فازت بذهبية التتابع في أولمبياد طوكيو، إن الجهاز ساعدها في معالجة نوبات من الإجهاد الشديد والدوار في الحصص التدريبية التي تدوم طويلا. وباستخدام الجهاز، تبين أنها عرضة لانخفاض مستويات سكر الدم.
قال العداء الهولندي عبدي ناجيي، الذي فاز بفضية أولمبياد طوكيو، إنه ومدربيه يتابعون سكر الدم كمؤشر للطاقة المتاحة، في إطار مساعيه لركض “بلا عناء”.
وأضاف السويدي إميل بلومبرغ المنافس في سباقات الموانع، الذي يسعى للتأهل إلى باريس، أنه استخدم الجهاز لتجنب الإفراط في التدريب. وساعدته الأجهزة على إدراك حاجته لتناول مزيد من الطعام خلال حصص المران الأطول.
Olympians including Dutch marathon runner Abdi Nageeye are using a new tool they hope will boost their medal chances this summer: tiny monitors that attach to the skin to track blood glucose levels. More here: https://t.co/eQHcCe6PMk
— Reuters Sports (@ReutersSports) June 10, 2024
هل استخدام الجهاز عادل؟
وفي 2021، منع الاتحاد الدولي للدراجات استخدام أجهزة القياس المستمر لسكر الدم لأغراض غير طبية خلال السباقات “لضمان احترام الصفات الفردية وروح المنافسة والإنصاف” لكن الاتحادات الأخرى لم تحذ حذوه.
وقال بعض الرياضيين إن تكلفة الأجهزة تجعله بعيدا عن المتناول دون عقود رعاية، إذ تتراوح تكلفة جهاز لينجو الخاص بشركة أبوت في بريطانيا بين 120 و150 جنيها إسترلينيا (152-190 دولارا) شهريا.
ويقول باحثو التغذية الرياضية إن الفوائد حتى الآن غير مؤكدة، في غياب دليل واضح على أن الأجهزة تعطي ميزة تنافسية.
ما التفسير العلمي لاستخدام هذه الأجهزة في الرياضة؟
لا تزال محاولات فهم كيفية استخدام القياس المستمر لسكر الدم فيما يتعلق بتحديد السعرات الحرارية التي يتناولها الرياضي وكذلك جدول التدريبات في بدايتها.
على سبيل المثال، قد يؤثر استهلاك قدر أكبر من الطاقة خلال المران مقارنة بالسعرات الحرارية التي يتناولها الرياضي على مدار الوقت على صلابة العظام وجهاز المناعة والخصوبة. لكن لم يتضح بعد كيف يمكن لجهاز القياس المستمر لسكر الدم أن يساعد في تجنب ذلك.
وتبرز من بين الاكتشافات المفاجئة خلال الأبحاث، ارتفاع معدلات سكر الدم بصورة كبيرة بين نخبة متسابقي الماراثون، متأثرة على ما يبدو بهرمونات التوتر. وتنخفض معدلات سكر الدم بشدة بين الكثير من رياضيي التحمل أثناء النوم قبل الفجر، لكن لم يتضح ما إذا كان هذا مضرا.
وقال باحثون لرويترز إن معظم أعمالهم الاستشارية المعتمدة على الجهاز للرياضيين الذين لا يعانون من مرض السكري في الوقت الحالي تعتمد على ملاحظات وليس النتائج التي تم التحقق من صحتها.