جماهير النشامى: هل ما يفعله منتخب الأردن بكأس آسيا حقيقيا؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

2 فبراير/شباط الجاري، لم يكن يوما عاديا للجماهير الأردنية في الدوحة، فبعد أن كتب المنتخب الأردني تاريخا جديدا لكرة القدم الأردنية، بإنجاز استثنائي ووصوله للمربع الذهبي في بطولة كأس آسيا، للمرة الأولى بتاريخه بعد الفوز على طاجيكستان، جالت الجماهير الأردنية شوارع الدوحة، وصدى هُتافاتهم ارتد في سوق واقف ومدينة لوسيل والحي الثقافي (كتارا)، ومحطات مترو الدوحة وأنفاقه.

لم يكن صدى الفوز لدى الجماهير الأردنية في هذه المباراة  عاديا، حسب من تحدثت معهم الجزيرة نت، فما حدث لم يكن ضمن أفضل التوقعات منذ انطلاق البطولة، التي سبقها 6 هزائم ودية للنشامى، وضعت علامات استفهام كثيرة على أداء المنتخب الأردني في البطولة القارية.

من التشاؤم إلى التفاؤل

قبل بداية المباراة، يقول المشجع الأردني حاتم سبيل من أمام ملعب أحمد بن علي، إن “وصول منتخب الأردن لهذا الدور، وبهذا الأداء هو ضرب من الخيال، فنحن بطبيعتنا شعوب متشائمة، وهذا التشاؤم جاء بعد النتائج السيئة التي حققها المنتخب منذ تولي المغربي الحسين عموتة تدريب الفريق”.

ويتابع -في حديثه للجزيرة نت- أنه “منذ تعيين عموتة، والمنتخب عانى كثيرا من ناحية النتائج، وفي 8 مباريات أشرف فيها على تدريب النشامى قبل انطلاق كأس آسيا، خسر 6 منها، وكانت النتائج ثقيلة، ولكن في هذه البطولة قدمنا مستوى “رهيبا” جعلنا متفائلين بأننا يمكن أن نصل للنهائي”.

أما الأدرني سامر حراصنة فكشف أنه وعد أصدقاءه في حال فوز الأردن على طاجكيستان بتقديم 100 وجبة من “المنسف الأردني” الشهير في شوارع قطر، وعند سؤاله لماذا هذا الوعد بتكلفة كبيرة؟ أجاب “لأنني متشائم بصراحة فنحن في أكثر من مرة وصلنا لهذا الدور وخرجنا في نسختي الصين في 2004 وقطر في 2011 بعد أن قدّم الأردن حينها أداء كبيرا”.

يضيف سامر أنه حضر مباريات المنتخب الأردني في كأس آسيا قطر 2011 وهو الآن يشعر بأن الحدث يتكرر مرة أخرى، ولكنه لا يتمنى خروجا كخروج 2011 والتأهل لنصف النهائي رغم صعوبة المهمة.

سألنا سامر ما الذي تغير عليك من بطولة قطر 2011 وبطولتها 2024؟ أجاب أن كل شيء تغير وصار أجمل، الشوارع والمرافق والفنادق والمطار كل شيء في قطر صار أكثر روعة.. قطر بلد جميل ومنظم فريد للبطولات، وفي حال تأهلنا للنهائي، فهذا يعني بأن قطر هي وجه الخير على الأردن كما كانت في 2011.

عموتة صانع الحلم

فاز المنتخب الأردني على المنتخب الطاجيكي 1- صفر ليبلغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه، وسط حضور أكثر من 35 ألف متفرج، بعد تسجيل مدافع طاجيكستان فهدات هانونوف هدف المباراة الوحيد خطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 66.

مع انطلاق صافرة نهائية المباراة وصلت أصوات المشجعين الأردنيين لتملأ محيط ملعب “أحمد بن علي” المونديالي، ورُجّت الأرض فعليا تحت جميع الحاضرين، ولم تغِب الدموع عن كثير من الجماهير التي التقيناها بعد المباراة.

تمالك فارس النواصرة المشجع الأردني نفسه وهو يتحدث إلينا، وراح يحلل ما شاهده في “أرض المعركة” على حد قوله، مبينا بأن الأردن اليوم بات يملك واحدا من أفضل المدربين في قارة آسيا (حسين عموتة)، أدار المباراة بكل حكمة وتبديلاته كانت متقنة وتكتيكاته الهجومية والدفاعية مرسومة برسمة فنان مغربي.

وقال فارس “لاعبو منتخبنا كانوا رجالا ولم يخذلولنا، وحضور ولي عهد الأردن، الحسين بن عبد الله الثاني، وزوجته الأميرة رجوة آل سيف كان داعما ومحفزا لرجالنا، نحن الآن أمامنا مباراة قوية في دور نصف النهائي، مع كوريا الجنوبية ولكن النشامى قادرون على الفوز بهذا الأداء الكبير”.

الأردني صلاح كان يبكي ويقول للجزيرة نت “هل ما حدث كان حقيقيا؟ أجبناه نعم مبارك عليكم التأهل.. ليرد بسؤال آخر.. هل شاهد العالم روعة الأردني وبطولة لاعبي الأردن؟ يكمل صلاح “اليوم كتبنا تاريخا جديدا، وأثبتنا لآسيا والعالم بأننا رقم صعب، والقادم أجمل بإذن الله”.

ولم يكن المشجع الأردني محمد -أيضا- مصدقا تأهل منتخبه الأردني لنصف النهائي، وراح يعانق أصدقاءه، ويقول لهم تأهلنا.. هل تصدقون هذا؟..إلى الآن لست مصدقا”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *