جبهة موحدة ومعارضة صاخبة.. دوري السوبر الأوروبي ولد ميتا ولن يرى النور مجددا

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 9 دقيقة للقراءة

في ظل استمرار المعارضة الصاخبة لاسيما من مجموعات المشجعين والدوريات والأندية وممثلي اللاعبين، يبدو أن قرار محكمة العدل الأوروبية الصادر أمس الخميس بشأن مشروع دوري السوبر الأوروبي الانشقاقي عن دوري أبطال أوروبا لن يقدر على تغيير المشهد الكروي في القارة العجوز أقله في المستقبل القريب.

وإذا كان الموقف الصادر عن كل من الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) ونظيره الدولي (فيفا) متوقعا تماما بما أنهما الطرف الآخر في الصراع، فإن الضغط، الذي يفرضه المشجعون خاصة وممثلو اللاعبين والأندية وبدرجة أقل الدوريات، يُنذر بأن مشروع دوري السوبر الأوروبي لن يبصر النور قريبا.

وقضت محكمة العدل الأوروبية الخميس بأن الإجراءات التي اتخذها الفيفا واليويفا لعرقلة إنشاء دوري السوبر تنتهك قوانين الاتحاد الأوروبي.

وأشارت محكمة العدل الأوروبية إلى أن “قواعد الفيفا واليويفا التي تجعل أي مشروع جديد لكرة القدم بين الأندية يخضع لموافقتهما المسبّقة، مثل دوري السوبر، وتمنع الأندية واللاعبين من اللعب في تلك المسابقات، غير قانوني”.

وشدّد ملخص الحُكم على أنه لا يعني بالضرورة أنه يجب الترخيص لمشروع دوري السوبر في الوقت الحالي، بل يعني فقط أن الفيفا واليويفا “يسيئان استخدام مركزيهما” للهيمنة على سوق كرة القدم.

تكافؤ الفرص

وسارع اليويفا إلى الرد بأن قرار المحكمة لا يعني تأييد إطلاق المسابقة الجديدة، مضيفا “هذا الحكم لا يعني الموافقة أو التصديق على ما يسمى دوري السوبر الأوروبي، بل يسلّط الضوء على النقص الموجود أصلاً في الإطار التفويضي المسبق لليويفا، وهو جانب فني تم بالفعل الإقرار به ومعالجته في يونيو/حزيران 2022 مع إقرار قوانين جديدة”.

والاتحاد القاري محق إلى حد كبير في تقييمه لقرار المحكمة، إذ إن الحكم لم يؤيد دوري السوبر لأنه اعترف “بالسياق المحدد لكرة القدم الاحترافية”، مع أهمية “الجدارة الرياضية” و”ضمان مستوى معين من تكافؤ الفرص”، وهي قواعد غير مطبقة في نظام البطولة المغلقة المحددة أطرافها سابقا بغض النظر عن موقعها في دورياتها المحلية.

لكن ذلك لم يمنع شركة “أي 22 سبورتس مانجمانمت” المروجة لدوري السوبر الأوروبي من الكشف بسرعة عن اقتراحها لإقامة مسابقة للرجال تضم 64 فريقا ومقسمة إلى 3 أقسام.

وأفادت بأن المشاركة في هذه الأقسام الثلاثة ستكون “على أساس الجدارة الرياضية”، مع عدم وجود أعضاء دائمين، ومع بقاء الأندية ملتزمة بالدوريات المحلية، وفقا لرئيسها التنفيذي بيرند رايخارت.

وباستثناء ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين اللذين كانا أساس إطلاق مشروع ضم في بادئ الأمر 12 ناديا عندما كشف النقاب عنه في أبريل/نيسان 2021، ليس واضحا حتى الآن من يدعم هذه الخطة حاليا؟

وما إن أعلنت محكمة العدل الأوروبية قرارها حتى سارعت الأندية إلى مساندة اليويفا باعتباره الإطار المنظم للعبة في القارة، بينها تلك غير المقتنعة بالشكل الجديد لدوري أبطال أوروبا الذي سيبدأ العمل به اعتبارا من الموسم المقبل.

وكشف اليويفا عن النظام الجديد مباشرة بعد إطلاق دوري السوبر لأول مرة في أبريل/نيسان 2021، وواجه انتقادات من أطراف عدة، لكن هناك شبه إجماع الآن على أن النظام الحالي لكرة القدم الأوروبية تحت مظلة اليويفا أفضل من أي شيء يروج له القيمون على “دوري السوبر”.

جبهة موحدة ضد دوري السوبر

واستعرضت هذه الجبهة الموحدة ضد مشروع دوري السوبر الأوروبي خلال مؤتمر صحافي افتراضي استضافه اليويفا أمس الخميس، وضم ممثلين عن رابطة الأندية الأوروبية ورابطة الدوريات الأوروبية التي تضم أكثر من ألف نادٍ من 31 دولة، واتحاد اللاعبين (فيفبرو)، وممثلي مجموعات المشجعين.

وقال رونان إيفاين المدير التنفيذي لرابطة مشجعي كرة القدم في أوروبا إن “ريال مدريد وبرشلونة لن ينقذا كرة القدم الأوروبية، ولا يتعين علينا أن ندفع ثمن سوء إدارتهما المالية”، مضيفا “سيكون من الأفضل للجميع أن يستسلم المروجون (لدوري السوبر) الآن”.

ورأى ديفيد تيرييه رئيس اتحاد اللاعبين في أوروبا (فيفبرو أوروبا) أن “اللاعبين قالوا بالفعل إنهم بالإجماع ضد هذا الأمر”.

وأجهض إطلاق المشروع في أبريل/نيسان الماضي بشكل خاص بسبب معارضة المشجعين الإنجليز الذين أجبروا أندية أرسنال وتشلسي وليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتوتنهام على الانسحاب منه.

ولا ترغب رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز في كافة الأحوال في رؤية أنديتها الكبرى تصبح جزءا من بطولة قارية انشقاقية، وقالت الخميس إنها “ملتزمة بالمبادئ الواضحة للمنافسة المفتوحة التي تدعم نجاح المسابقات المحلية والدولية للأندية”.

فرصة لتحسين القوانين

نشرت الحكومة البريطانية في وقت سابق من هذا العام خطة لإنشاء هيئة تنظيمية مستقلة لكرة القدم تتمتع بصلاحيات لمنع الأندية من الانضمام إلى الدوريات الانفصالية.

ويبقى العملاق الألماني بايرن ميونخ ضد فكرة دوري السوبر، كما حال باريس سان جرمان الفرنسي برئاسة القطري ناصر الخليفي والذي يرأس رابطة الأندية الأوروبية أيضا.

وحتى أتلتيكو مدريد الإسباني الذي كان من بين الأندية الـ12 التي أطلقت المشروع، قال إنه الآن ضد هذه الفكرة.

كل هذا الدعم صب في صالح اليويفا ورئيسه السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، الذي بدا مرتاحا لدرجة السخرية من ريال مدريد وبرشلونة بقوله الخميس “آمل أن تنطلق بطولتهما الرائعة بمشاركة فريقين”، مضيفا “لن نحاول إيقافهما، يمكنهما إنشاء ما يريدان”.

واعتبر تشيفيرين قرار المحكمة “فرصة لتحسين قوانينا” وأن “المحكمة تقبل أن يحافظ اليويفا على دوره بوصفه منظّما”، و”الأهم من ذلك كله أنها لم توافق على دوري السوبر”.

خضة الفيفا واليويفا

بدوره، قال الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول الإنجليزي إنه يؤيد بنسبة 100% قرار فريقه رفض فكرة الانغماس في مسابقة دوري السوبر الانشقاقي عن دوري أبطال أوروبا، مؤكدا في الوقت ذاته أنه سعيد لأن السلطات الكروية تعرضت لـ”رجة” من محكمة العدل الأوروبية.

وانضم ليفربول إلى 11 ناديا، بينها 6 من الدوري الإنجليزي، لإنشاء مسابقة جديدة تحمل اسم دوري السوبر الأوروبي في عام 2021، إلا أنّ المشروع الجديد سرعان ما انهار قبل أن يبصر النور.

وسارع الريدز، ثاني الدوري الإنجليزي (38 نقطة) الجمعة للتأكيد في بيان أن مشاركته في دوري السوبر “توقفت”، في حين أيّد كلوب الذي كان يتحدث قبل مواجهة أرسنال المتصدر السبت ضمن المرحلة الثامنة عشرة خطوة ناديه، قائلا “أتفق بنسبة 100% مع هذا البيان”.

وتابع “لكنني سعيد لأننا وصلنا أخيرا إلى حد ما من التفاهم حول أن الفيفا واليويفا والهيئات الأخرى لا يمكنها أن تفعل ما تريد”.

وأضاف مدرب بوروسيا دورتموند السابق “في المستقبل علينا أن نتحدث عن الكثير من الأشياء، وإذا امتثلنا فقط للقرارات التي يتخذونها، مثل تنظيم المزيد من المسابقات وخوض المزيد من المباريات، من دون أن نتمكن من إبداء رأينا، فأفضل أن يتعرضوا لرجّة”.

وكان ليفربول بطل أوروبا ست مرات قال في بيان -ردا على ما صدر من محكمة العدل الأوروبية- “حكم محكمة العدل الأوروبية لا يغيّر الموقف السابق لليفربول بشأن دوري السوبر الأوروبي المقترح. لقد اتخذنا قرار عدم المشاركة”.

وتابع “سنواصل العمل مع الأندية الأخرى من خلال رابطة الأندية الأوروبية والمشاركة في مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *