الرياضة في الإسلام.. صلاح الدين الأيوبي من ملاعب الطفولة إلى تحرير القدس

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

لم تكن بطولات صلاح الدين الأيوبي، القائد العسكري الشهير الذي أسس الدولة الأيوبية، واستعاد القدس بعد رد الحملات الصليبية، سوى حصاد تربية مليئة بالتحدي والمنافسة والروح الرياضية، أهدت الأمة بطلا مغوارا قادها إلى انتصارات تاريخية.

نجم الدين أيوب والدا ومربّيا

لم يكن نجم الدين أيوب، والد صلاح الدين، أميرًا فقط، بل كان أبًا ذا رؤية. وقد فهم أن بناء شخصية عظيمة لا يكتمل دون توازن بين العلم، والانضباط والقوة البدنية، فحرص على أن يُنشئ أبناءه في جو من التنافس الشريف، يُنظّم لهم مباريات في الفروسية، والرماية، والمبارزة، وحتى في ألعاب الذكاء والملاحظة، ليغرس فيهم روح التفوق، ويصقل شخصياتهم بالصدق والصبر والانضباط.

صلاح الدين وملاعب الطفولة

في تلك الساحات الصغيرة، حيث تعالت ضحكات الطفولة وتلاقى صليل الخشب في تدريبات المبارزة، كانت شخصية صلاح الدين تتشكّل دون أن يدري. لم يكن هدف والده فقط إمتاع أطفاله، بل كان يُعدّهم لمستقبل يعرف جيدًا أنه لا يقبل الضعفاء. وكانت المنافسات مع إخوته، خاصة مع شقيقه الأكبر “توران شاه”، حافزًا يوميًا لتطوير الذات، واختبار الروح القيادية، وبناء جسدٍ قادر على الاحتمال والانتصار.

صلاح الدين الأيوبي، كان معروفًا بقدراته العسكرية والقيادية، ولكنه لم يكن معروفًا بتنافسه في “مسابقات رياضية” كما نعرفها في العصر الحديث. ومع ذلك، في تلك الحقبة، كان يمارس منذ طفولته بعض الأنشطة البدنية والرياضية التي تهدف إلى بناء القوة والمهارة الحربية.

الأنشطة التي قد تكون مشابهة للمسابقات الرياضية في عصر صلاح الدين:

المبارزات القتالية: كانت المبارزات بالأسلحة مثل السيوف والرماح تعتبر وسيلة لاختبار القوة والشجاعة والمهارة.

سباق الخيل: كان الخيل جزءًا أساسيًا من الحياة العسكرية آنذاك، وكان يُتوقع من الفارس أن يكون ماهرًا في ركوبه والتعامل معه. ربما شارك صلاح الدين وإخوته في مثل هذه السباقات، خاصةً في مجالات التدريب العسكري.

الرماية: كانت الرماية بالقوس أحد الفنون الحربية التي كان يُعتمد عليها بشكل كبير في الحروب، وبالتالي قد تكون إحدى الأنشطة التي يُمارسها القادة العسكريون كوسيلة لتقوية المهارات الحربية.

التدريبات البدنية: قد تشمل تقنيات رفع الأثقال، المشي لمسافات طويلة، وغيرها من الأنشطة التي تسهم في تنمية اللياقة البدنية.

صلاح الدين وتحرير القدس

حين كبر صلاح الدين، لم تكن المعارك جديدة عليه. كان قد تدرب وتعلّم جيدا وفي حروبه ضد الحملات الصليبية، كان يبدو وكأنه يمارس “لعبة شطرنج كبرى”، فيها كثير من الحنكة، والانضباط مع القوة والحسم، والدهاء الذي تربّى عليه منذ صغره.

وقد شهد معاصروه بأن تواضعه وثباته في أصعب المواقف ليس إلا انعكاسًا لسنوات من التمرين على قبول الفوز والخسارة، والتعامل مع التحديات كفرصٍ للنمو.

وكان تحرير القدس من يد الصليبيين في الثاني من أكتوبر عام 1187 ميلاديا، الموافق 27 رجب عام 583 هجريا، تتويجًا لتربية طويلة بدأت من بيت نجم الدين أيوب. ولعل أبرز ما ميز صلاح الدين، هو أن فروسيته لم تكن في القتال وحده، بل في نُبله وإنسانيته، وقدرته على ضبط النفس، وهي صفات لا تكتسب من ساحات الحرب، بل من دروس الطفولة.

وتم تحرير القدس بعد انتصار جيش صلاح الدين في معركة حطين الشهيرة التي وقعت في 4 يوليو/تموز عام 1187ميلاديا، والتي مهدت الطريق لاستعادة القدس من الصليبيين بعد نحو 88 سنة من احتلالهم لها عام 1099م.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *