الأخطاء التحكيمية وإلغاء “الفار” يفجران أزمة في الدوري التونسي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

فجّرت أخطاء حكام الدوري التونسي للمحترفين ضجة قوية في الأوساط الكروية، بعدما شهد العديد من المباريات هفوات تحكيمية أثرت بشكل مباشر في النتائج، ووضعت لجنة الحكام في قفص الاتهام.

ولم تكد منافسات دوري المحترفين تبلغ جولتها الرابعة، حتى تعالت الأصوات الغاضبة من قبل عدد من النوادي التي اعتبر مسؤولوها أنها كانت ضحية لأخطاء تحكيمية مقصودة، موجهين أصابع الاتهام نحو اتحاد الكرة ولجنة الحكام، التي يرأسها ناجي الجويني الحكم الدولي السابق.

وازدادت وتيرة الجدل والاحتجاجات عقب إعلان مسؤولي رابطة دوري المحترفين عن إلغاء اعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) خلال موسم 2024-2025 بعد 3 سنوات من العمل به في مباريات مرحلة التتويج باللقب.

الإجراء اعتبره كثير من الملاحظين خطوة إلى الوراء وضربة موجعة لمصداقية المسابقة.

وكشف الاتحاد التونسي لكرة القدم، في وقت سابق، أنه من غير الوارد عودة العمل بتقنية حكم الفيديو المساعد خلال الموسم الحالي، ما أثار مزيدا من الجدل.

ورجحت تقارير بأن إلغاء تقنية “الفار” يعود إلى عدم تسديد مستحقات الشركة المسؤولة عن تجهيز تلك التقنية.

الترجي والأفريقي في قفص الاتهام

واستأثرت مباراتا النادي الأفريقي وشبيبة العمران في الجولة الثانية، والترجي والملعب التونسي في الجولة الثالثة، بأكبر نصيب من الجدل بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبها طاقما تحكيم المباراتين.

وأطلق مسؤولون من الملعب التونسي تصريحات نارية ضد لجنة الحكام والحكم سيف الدين الورتاني الذي قاد مباراة فريقهم أمام الترجي، الأحد الماضي ضمن الجولة الثالثة، بعد أن منح الأخير ركلة جزاء أجمع خبراء التحكيم على عدم شرعيتها.

وتعادل الترجي أمام ضيفه الملعب التونس (2-2) بعد أن كان متأخرا بهدفين، قبل أن تندلع موجة من ردود الأفعال العنيفة لا فقط من مسؤولي الملعب التونسي، وإنما من مشجعي أندية منافسة للترجي.

وقال رئيس الملعب التونسي محمد محجوب إن “طاقم الحكام حرم فريقه من نقطتين في مباراة الترجي، مطالبا لجنة الحكام بالحفاظ على مصداقية الدوري”.

وأضاف محجوب في تصريحات للجزيرة نت “لا نطلب سوى العدل والنزاهة، ما يحدث في بعض المباريات من هفوات تحكيمية يسيء إلى الدوري، تعرضنا للظلم في مباراة الترجي”.

محمد محجوب رئيس الملعب التونسي

عقوبات لم تنهِ الاحتجاجات

وقررت لجنة الحكام بعد ساعات من المباراة معاقبة سيف الدين الورتاني بتوقيفه عن إدارة المباريات طيلة 4 أسابيع.

وبدوره، كان حكم مباراة ترجي جرجيس ونجم المتلوي حسام بالحاج علي في مرمى الانتقادات والاتهامات بتغيير نتيجة المباراة، بعدما أثبتت الصور التلفزيونية أن ركلة الجزاء التي أعلنها لنجم المتلوي غير شرعية.

وسلطت لجنة الحكام، عقب المباراة، عقوبة الإيقاف لأربعة أسابيع على الحكم حسام بالحاج علي.

وقبل ذلك بأسبوع، نال الحكم المساعد، صديق اللموشي، الذي كان ضمن طاقم حكام مباراة النادي الأفريقي وشبيبة العمران الأحد الماضي، العقوبة ذاتها نتيجة مسؤوليته المباشرة في خطأين فادحين في احتساب هدفين للأفريقي في المباراة.

وحقق الأفريقي الفوز على شبيبة العمران (2-0) لكن الصور التلفزيونية أظهرت أن الهدفين كانا مسبوقين بحالة تسلّل، ما أثار ردود أفعال عنيفة من الأندية المنافسة.

وانهالت الانتقادات على أكثر من 6 حكام وحكام مساعدين حتى الآن، من بينهم حكم مباراة النجم الساحلي والأولمبي الباجي خليل الجريء الذي يتهمه مسؤولو النجم بالوقوف وراء خسارتهم (1-0).

وفي مارس/آذار الماضي، عُيّن اتحاد كرة القدم في تونس ناجي الجويني، الحكم الدولي السابق، رئيسا جديدا للجنة الحكام، لكن الأخطاء التحكيمية استمرت بشكل متكرر.

هشام قيراط الحكم الدولي التونسي السابق ورئيس لجنة الحكام السابق -

غياب تقنية الفار

ويرى المسؤول السابق عن لجنة الحكام هشام قيراط أن “غياب تقنية حكم الفيديو وراء الاتهامات التي تلاحق الحكام”.

وقال قيراط  للجزيرة نت “الحكام مطالبون بالتركيز وعدم الدخول في متاهة الحسابات، وتجنب الوقوع في أخطاء بدائية غير مسموح بها”.

“ويتحمل بعض الحكام قسطا كبيرا من المسؤولية في الضجة التي ترافق أدائهم حتى الآن” وفقا لقيراط.

من جهة أخرى، قال مصدر من لجنة الحكام في اتحاد الكرة التونسي إن المشاورات بشأن عودة العمل بتقنية حكم الفيديو المساعد متواصلة، لكنها تظل رهينة تسوية النزاع المالي بين الاتحاد والشركة المسؤولة عن تجهيز التقنية، أو توقيع عقد جديد مع شركة أخرى.

وكانت لجنة الحكام لجأت في الموسم الماضي إلى الاستعانة بطواقم أجنبية للتخفيف من حدة الضغط على الحكام المحليين، إلا أن الاحتجاجات استمرت.

وشهدت مواجهة الترجي والأفريقي، التي قادها العراقي أحمد كاظم، حالة غير مسبوقة من الفوضى ما استوجب إيقاف اللعب لمدة 13 دقيقة في الشوط الثاني نتيجة أحداث العنف والشغب في مدرجات الأفريقي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *