إبراهيما تونكارا موهبة خارقة على خطى لامين جمال في برشلونة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

يبدو أن أكاديمية “لاماسيا” التابعة لنادي برشلونة ما زالت قادرة على إبهار العالم من خلال إنتاج وإبراز المواهب الكروية المذهلة.

ففي الوقت الذي يضج فيه الفريق الأول لبرشلونة بأسماء شابة رسّخت أقدامها كعناصر أساسية أمثال لامين جمال وباو كوبارسي وأليخاندر بالدي وغافي على سبيل المثال لا الحصر، برز اسم آخر لا يقل موهبة عن جمال وهو الغامبي إبراهيما تونكارا.

أصول إبراهيما تونكارا وبدايته مع برشلونة

في عام 2007 غادر عبدول تونكارا والد إبراهيما بلاده غامبيا هربا من الفقر وبحثا عن حياة أفضل، فوصل إلى سيردانيولا -إحدى مدن مقاطعة كتالونيا- وبعد صعوبات كثيرة امتدت 10 سنوات تمكّن أخيرا من تسوية وضعه القانوني وأحضر جزءا من عائلته ومنهم إبراهيما الذي كان بعمر 7 سنوات.

قبل مجيئه إلى إسبانيا كان إبراهيما يلعب كرة القدم حافي القدمين في شوارع غامبيا، لكن بمجرد وصوله إليه شجّعه صديق والده على الانضمام إلى فريق سيردانيولا.

وبعد سنوات قليلة أوصى ألبرت بويغ وهو أحد المدربين للفئات السنية الصغرى في برشلونة بالتعاقد معه على وجه السرعة بعد متابعته لمدة 10 دقائق فقط، إذ قال “ما رأيته لم يكن طبيعيا، تفوّقه على أقرانه كان صارخا”.

وفي صيف عام 2021 انضم إبراهيما رسميا إلى أكاديمية لاماسيا وهي خطوة وصفتها صحيفة “سبورت” الإسبانية بأنها “مذهلة” إذ تحوّل من “مهاجر فقير إلى أحد أبرز المواهب في أفضل أكاديمية بالعالم”.

ولم تكن بداية إبراهيما مع لاماسيا سهلة، فقد عانى في البداية من حاجز اللغة، ومن صعوبات في فهم أسلوب برشلونة بالإضافة إلى البرد القارس الذي لم يعتد عليه.

وقال أحد المدربين عنه “في أول تدريب له مع البراعم بدا إبراهيما تائها تماما، لكننا أدركنا لاحقا أن هذا لا يعكس حقيقته”.

ومع مرور الوقت تجاوز إبراهيما هذه الصعوبات، فأصبح اندماجه في الأكاديمية مثاليا فأظهر قوة بدنية هائلة وقدرة فنية باهرة بقدمه اليسرى، ثم عمل المدربون بويغ وديفيد سانشيز وجوردي بيريز على تطويره من الناحية التكتيكية.

مواصفات تونكارا

يتمتع إبراهيما تونكارا بقوة بدنية لافتة وقدرة عالية على المراوغة والتقدم بالكرة، كما يتحكم بنسق اللعب ويعرف كيف يحمي الكرة جيدا، ويملك أيضا تسديدات قوية ويفضّل الاقتراب دائما من منطقة الجزاء.

ويعتقد بويغ أن المركز المثالي للاعب الموهوب هو الوسط الهجومي فقال “هو ليس جناحا بل لاعب وسط هجومي، يقطع المسافات ويغطي الملعب ويصنع الفارق تقنيا، فبعدة خطوات فقط كان يصل أمام المرمى”.

مقارنته بلامين جمال

دفع أسلوب لعب إبراهيما كثيرين ممن تابعوه إلى وصفه بأنه مزيج مختلط من بول بوغبا في ما يتعلق بالقوة البدنية وقدرته على الاختراق، ولامين جمال في المراوغة والنضج في اتخاذ القرار.

ويرى بويغ أن لامين جمال لاعب عبقري وقادر على حسم المباريات وحده، أما إبراهيما فهو لاعب يجعل من حوله يقدّمون أفضل ما لديهم.

وأوضح “إبرهيما لا يخطف الأضواء بطريقة لامين، لكنه يجعل كل من حوله أفضل. وجوده على أرض الملعب يعطي الراحة والثقة لزملائه، ففي 30 مباراة مع البراعم ومثلها مع الأشبال لم نخسر أي مباراة بوجوده مع الفريق”.

من جهتها، علّقت “سبورت” على تونكارا بالقول “هو ليس مجرد موهبة بل مشروع نجم مستقبلي في قلب لاماسيا. قد يكون أهم موهبة تظهر منذ لامين جمال، ليس بفضل مهاراته الفردية فقط بل لتأثيره الجماعي الواضح داخل الفريق”.

في هذه الأثناء، يحرص برشلونة على رعايته بشكل خاص، حيث بدأت الإدارة بالفعل في وضع خطة تطوير خاصة به، لضمان تطوره الفني والنفسي والبدني.

صفات شخصية

احتفل إبراهيما في مارس/آذار الماضي بعيد ميلاده الـ15، وهو شخصية يتمتع بتهذيب شديد وسلوك نموذجي ويعتنق الدين الإسلامي، كما أنه دائم الابتسامة.

ورغم انضمامه إلى ناد عظيم بحجم برشلونة، فإن إبراهيما لم ينس أصوله إذ لا يزال يحتفظ بعلاقات عائلية قوية في غامبيا، كما يحرص والده دائما على غرس قيمة التواضع فيه.

ويسعى والده دائما لتذكير ابنه بالمعاناة التي مرّت بها أسرته كي يحصل على حياة كريمة، وفي الوقت نفسه يرى أنه من السابق لأوانه أن يكون لابنه مدير أعمال وأن ذلك لن يكون ضروريا قبل أن يتم 16 عاما على الأقل.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *