32 عاما مرت منذ أن استغل الحارس الأسطوري للدانمارك، بيتر شمايكل، قانونا يسمح له بالتقاط التمريرات الخلفية من زملائه، ليفسح الطريق أمام منتخب بلاده نحو منصة التتويج بكأس أمم أوروبا 1992 في السويد.
وحلت الدانمارك في المرتبة الثانية بالتصفيات المؤهلة لليورو، وفشلت في التأهل للمنافسة القارية. لكن منع يوغسلافيا من المشاركة في البطولة، بسبب الحرب الأهلية، استدعى الويفا -وقتها- الدانمارك لتحل محلها.
وعكس التوقعات، حقق “الفايكنغ” الفوز تلو الآخر ليظفر بالكأس. ولكن طريقة لعبه في النهائي ضد ألمانيا أحدثت تغييراً كبيراً في قوانين المستديرة الساحرة.
🏆 #OTD at EURO 1992…
🇩🇰 @dbulandshold https://t.co/NqY7XmsWMw pic.twitter.com/7BRUzkVAQm
— UEFA EURO 2024 (@EURO2024) June 26, 2020
ورغم أن قصة فوز الدانمارك باليورو ملحمية ويضرب بها المثل في الإصرار والعزيمة والإيمان بالقدرات، ولكن ما فعله شمايكل في المباراة كان حاسما في إلغاء أحد قوانين الكرة.
وكان شمايكل يتعمد إضاعة الوقت بعد أن يستلم تمريرة خلفية من زميله، وانتظار الخصم حتى يقترب منه، ثم يلتقط الكرة والاحتفاظ بها لوقت أطول، ومهدت هذه الطريقة التي أضاع فيها الدانماركيون الكثير من الوقت الطريق لبلوغ المجد الأوروبي.
L’antijeu (légal) du Danemark contre l’Allemagne en finale de l’Euro 92 remportée par Peter Schmeichel et les siens. Cette même année 1992, la FIFA change le règlement : les gardiens ne peuvent plus prendre la balle à la main lors d’une passe en retrait pic.twitter.com/h3REse7ZwO
— UN TRUC DE FOOT (@untrucdefoot) June 27, 2023
وفي النهائي أمام منتخب “المانشافت” كان شمايكل يمرر الكرة إلى زميله، ثم يستعيدها، مما يجبر النجم الألماني يورغن كلينسمان على الركض نحوه، قبل أن يلتقط الكرة. وكرر شمايكل هذا الأمر عدة مرات خلال المباراة أضاع فيها وقتا معتبرا.
The backpass law is the best thing to ever happen to football.
Here’s a compilation of Denmark taking the piss in the last competitive game before the new law came into effect. Look how stupid football was in 1992.
Credit to @FootballCliches for uploading this originally. pic.twitter.com/3BJLgkOcBF
— GoalScorer Challenge ⚽️ (@GoalscorerC) November 23, 2020
وفاز الدانماركيون ببطولة أوروبا بعد أن تغلبوا على فرنسا وهولندا ثم ألمانيا في النهائي 2-0، وذلك من خلال الاستفادة جزئيًا من الخطة المملة لشمايكل.
القاعدة الجديدة
وأصبح سن قاعدة جديدة محل نقاش بعد نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا، حيث كان تمرير الكرة بشكل رتيب إلى الحارس خطة متكررة في مراحل المجموعات.
وقرّر “فيفا” التحرّك بعد المونديال عقب انتقادات لاذعة بسبب المباريات المملّة التي نجم عنها معدل تهديفي منخفض بلغ 2.2 هدف في المباراة الواحدة، وهي أدنى نسبة على الإطلاق بكأس العالم.
لكن يورو 92 كان المسمار الأخير في نعش هذا التكتيك القاتل لمتعة كرة القدم.
ومنع “فيفا” الحراس من التقاط أي تمريرة خلفية تأتي من أقدام زملائهم بالألعاب الأولمبية في يونيو/حزيران ويوليو/تموز 1992، ثم طبق مع الموسم الكروي 1992-1993 وأثار ارتباكاً لدى خطوط الدفاع وحراس المرمى.
Some lovely back-pass action from this day in 1992, as the new rule went into it’s second weekend in the Premier League.
Dave Beasant doesn’t know if he can pick the ball up, Tim Flowers forgets to kick it, and Nigel Spink resorts to using his head.
Glorious chaos. pic.twitter.com/2XHni4rDqv
— Stu’s Football Flashbacks (@stusfootyflash) August 22, 2023
وتوافق ذلك مع الموسم الأول من الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث كان يضغط المهاجمون على الحراس المربكين الذين أجبروا فجأة على استخدام أقدامهم للتعامل مع التمريرات الخلفية.
وكان التأثير فوريًا في كأس العالم التالية عام 1994 بالولايات المتحدة، حيث ارتفع معدل التسجيل إلى 2.7 هدف في المباراة الواحدة، وهو الأعلى منذ مونديال 1970.
ويقول المؤرخ لوسيانو فيرنيتسكي “هو أفضل تغيير في القواعد خلال السنوات الأربعين الأخيرة لأنه جعل كرة القدم أكثر دينامية”.