تحول المدرب المغربي الحسين عموتة في غضون أسابيع من طريد للانتقادات والشكوك إلى رمز نجاح في الأردن وصانع فرحة جماهيرية كبرى بعد أن قاد “النشامى” إلى إنجاز غير مسبوق وهو الوصول إلى نهائي كأس آسيا لكرة القدم للمرة الأولى في التاريخ.
بعد الفوز المستحق -أمس الثلاثاء- على كوريا الجنوبية 2-0 في نصف نهائي العرس القاري على ملعب أحمد بن علي المونديالي، التقت “الجزيرة نت” ببعض الجماهير الأردنية التي أشادت بالمدرب المغربي بعد أن كان في مرمى سهام النقد قبل انطلاق البطولة، بسبب النتائج السيئة.
أحد مناصري النشامى يدعى حسين، توجه بالشكر الجزيل إلى المدرب عموتة نظير عمله الجاد وهدوئه وسط أجواء النقد الإعلامي والتشكيك الجماهيري في قدراته قبل البطولة “رغم النقد ظل صامتا وعمل في هدوء وتركيز وهذا يدل على احترافيته العالية”.
وبرر حسين الهجوم على عموتة قبل بداية أمم آسيا بالتالي “في البداية تسرعت الجماهير الأردنية في تقييم وتقدير عمل المدرب لأن النتائج لم تكن جيدة، لكن في تلك الفترة كان عموتة يدرس المنتخب لأنه لم يمض الكثير على توليه المهمة”.
وأضاف “الآن هو يحقق نتائج مميزة في هذه البطولة ونتمنى أن يستمر في النجاح ويقود منتخبنا إلى منصة التتويج يوم الأحد على ملعب لوسيل”.
تحول في النتائج والمواقف
أقر عمار أن أغلبية الجماهير الأردنية لم تكن ترغب في استمرار عموتة على رأس المنتخب بعد الخسائر المتتالية في المباريات الودية والرسمية “الأردن كله كان رافضا لعموتة ولم يكن راضيا عن أسلوبه التدريبي، لكن في هذه البطولة نجح عموتة في تغيير نظرتنا إليه ونشكره على ما قدمه، وهذا الإنجاز الذي حققه لن ننساه أبدا”.
وتابع “نتمنى أن نحتفل مع عموتة باللقب القاري في العاصمة الأردنية، عمّان”.
ومنذ تعيين عموتة مدربا لمنتخب الأردن في يونيو/حزيران 2023، عانى النشامى كثيرا من سوء النتائج قبل بداية البطولة الآسيوية، ففي 8 مباريات تعادل أمام طاجيكستان 1-1 وفاز على قطر 2-1 في مباراة ودية في حين تعرض الفريق للهزيمة في 6 مباريات ضد منتخبات أذربيجان وإيران والعراق والسعودية، وما زاد من غضب الجماهير الأردنية وإصرارها على رحيل المدرب المغربي هما الخسارتان الثقيلتان ضد النرويج صفر-6 واليابان 1-6.
في تلك الفترة واجه عموتة عاصفة الانتقادات بهدوء ورصانة تجلت في تصريحاته “لا أهتم بما يقوله الناس والإعلام. منذ 15 عاما أو أكثر لا أقرأ الانتقادات والتعليقات، أنا أؤمن بالعمل الذي أقدّمه.. من يتحدث لا يعرف خبايا بعض الأمور، هناك تفاصيل صغيرة ودقيقة لا يمكن أن تكون ظاهرة للجميع”.
“نرحل.. ويبقى عموتة”
وفعلا أثمر عمل المدرب عموتة في صمت نتائج رائعة في البطولة المقامة حاليا في قطر، ليجبر المشككين على تغيير موقفهم من المطالبة برحيله إلى الرغبة الملحة باستمراره على رأس المنتخب لفترة أطول.
وهذا التحول المذهل في نظرة الجماهير الأردنية لعموتة، لخصته كلمات المشجع عمار “نحن نرحل وتبقى أنت.. لقد جئنا من الأردن ولدينا ثقة راسخة أننا سنفوز على كوريا الجنوبية وهو ما حدث بالفعل وسنخوض النهائي يوم الأحد وإن شاء الله ستتواصل فرحتنا ونحصد اللقب”.
واستمر عمار في الإشادة بالمدرب المغربي وقال “عموتة غير كل شيء في المنتخب وسوف يبقى مدربا للنشامى ونأمل في أن يقودنا للتأهل إلى كأس العالم 2026 في أميركا وكندا والمكسيك”.
وبدوره، أثنى المشجع محمود على الفني المغربي “عموتة مدرب قوي ورائع ونجح في فرض شخصيته المميزة على الفريق ومنح ثقة كبيرة للاعبين والتي انعكست على أدائهم فوق الملعب وضد أقوى المنافسين”.
واعتبر محمود أنه رغم حملات التشكيك التي طالت عموتة قبل البطولة فإن المغربي أثبت بنتائجه المميزة في هذه البطولة أنه مدرب كبير وأن الإنجاز التاريخي ربما لن يحدث مرة أخرى، وقال “لن يكرر أي مدرب آخر ما أنجزه عموتة.. نتمنى أن يتوج مجهوداته ويظفر بلقب البطولة لأول مرة في تاريخ الأردن”.
وباستثناء الخسارة أمام البحرين صفر-1 في الدور الأول من المجموعة الخامسة، نجح المنتخب الأردني في الفوز على ماليزيا 4-صفر والتعادل مع كوريا الجنوبية، ثم كانت الانطلاقة القوية للنشامى في دور خروج المغلوب بفوز مثير على العراق 3-2 في دور الـ16، والتغلب على طاجيكستان في ربع النهائي بهدف وحيد ليكسر زملاء الموهبة موسى التعمري عقدة هذا الدور والتأهل إلى نصف النهائي.
وتوقفت مسيرة الأردن عند دور الثمانية مرتين عامي 2004 و2011 مع المدربين المصري محمود الجوهري والعراقي عدنان حمد على الترتيب.
ورغم أن التوقعات لم تكن كبيرة لهذا المنتخب تحت قيادة عموتة، فقد بقيت اليوم أمامه خطوة واحدة من أجل الصعود لمنصة التتويج ورفع الكأس القارية للمرة الأولى، وينتظر الأردن الفائز من لقاء قطر وإيران لمباراة الحلم في ملعب لوسيل الذي احتضن نهائي كأس العالم 2022 بين الأرجنتين وفرنسا.