تحمل الموقعة المرتقبة -غدا الثلاثاء- في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين العملاقين بايرن ميونخ الألماني وضيفه ريال مدريد الإسباني، نكهة إنجليزية بوجود هاري كين في صفوف البايرن، وزميله في منتخب “الأسود الثلاثة” جود بيلينغهام مع الملكي.
ويستضيف البافاري لقاء الذهاب على أرضه في إعادة لموسم 2017-2018 حين تواجه الفريقان في الدور ذاته وفاز ريال في بافاريا 2-1 قبل أن يتعادلا إيابا 2-2، ليتأهل النادي الملكي إلى النهائي حيث تغلب على ليفربول الإنجليزي 3-1، محرزا لقبه الـ13 قبل أن يضيف الـ14 موسم 2021-2022.
وتأتي المواجهة بين كين وبيلينغهام اللذين يخوضان موسمهما الأول في بايرن وريال، قبل أقل من شهرين على خوضهما معا نهائيات كأس أوروبا المقررة في ألمانيا والتي تنطلق من ملعب “أليانز أرينا” في 14 يونيو/حزيران حين يفتتح البلد المضيف البطولة ضد أسكتلندا.
وبين لاعب خبير يبلغ من العمر 30 عاما وآخر شاب لم يتجاوز الـ20 ربيعا، اختبر كين وبيلينغهام مسارين مختلفين خلال مسيرتيهما الكرويتين، لكنهما يتشاركان الآن ميزة أنهما الركيزتان الأساسيتان في فريقيهما العملاقين.
وفي مشوار مخيّب تنازل فيه عن لقب الدوري المحلي بعدما احتكره طيلة 11 عاما، يعتبر كين الشعلة المضيئة الوحيدة لبايرن هذا الموسم بعدما سجل 35 هدفا في 31 مباراة في “البوندسليغا” و42 في 42 مباراة ضمن جميع المسابقات، بينها 7 في دوري الأبطال.
وفي المقابل وبعد أقل من عام على مغادرته ألمانيا حيث كان يدافع عن ألوان بوروسيا دورتموند، انضم بيلينغهام إلى كين في نادي لاعبي النخبة في القارة العجوز والعالم، وسجل 17 هدفا في 25 مباراة خاضها في الدوري حيث يسير “الميرينغي” ريال بثبات للفوز باللقب، و21 هدفا في 36 مباراة ضمن جميع المسابقات.
وبانتظار أن تجتمع قوتهما الضاربة الصيف المقبل في كأس أوروبا، سيتقارع كين وبيلينغهام في معركة بايرن وريال من أجل منح فريقيهما بطاقة العبور إلى النهائي الذي يقام في ملعب “ويمبلي” بلندن.
البحث عن أول تتويج
رغم مسيرته الفردية الرائعة التي انطلقت من أكاديمية الشباب في توتنهام، انتقل كين إلى بايرن في أغسطس/آب، تاركا إنجلترا والدوري الممتاز من أجل البحث عن تتويج أول.
وبعدما كان مهمشا إعلاميا لفترة طويلة مع توتنهام الذي دافع عن ألوانه طيلة 10 مواسم، أزال كين أي شك بشأن قدراته ومكانته بين النخبة الأوروبية بعد المستوى الرائع الذي قدمه في موسمه الأول مع بايرن.
وصحيح أن الخيبة كبيرة بعد التنازل عن لقب الدوري الذي أحرزه باير ليفركوزن لأول مرة في تاريخه، لكن بإمكان كين أن يشعر بالرضا على الصعيد الشخصي، إذ إنه يقدم أفضل موسم له على الصعيد التهديفي.
في الجهة المقابلة، كان بيلينغهام مراهقا واعدا حين انتقل إلى دورتموند من نادي مسقط رأسه برمنغهام عام 2020 في صفقة قياسية للاعب يبلغ من العمر 17 عاما (30 مليون يورو). وبعد 3 أعوام فقط، انتقل الى ريال مدريد مقابل 103 ملايين يورو.
أفضل لاعبي العالم
وكانت مؤهلات وقدرات بيلينغهام جلية عندما غادر ألمانيا، لكن لم يتوقع كثر أن يصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم بهذه السرعة.
وقاد بيلينغهام، الريال المثقل بالإصابات خلال المراحل الصعبة من الموسم وأبقاه في مساره نحو الفوز بلقب الدوري بفضل أهدافه الحاسمة، بينها اثنان في الوقت القاتل من مواجهتي الكلاسيكو ضد برشلونة (2-1 و3-2).
ولم يسبق للاعبين أن تواجها في السابق، لكنهما لعبا جنبا إلى جنب في 22 مباراة، وخسرا 4 منها فقط. وشكّل الاثنان شراكة على أرض الملعب، إذ مرّر بيلينغهام 3 كرات حاسمة لكين حتى الآن على مستوى المنتخب.
وأصبح بيلينغهام عن 19 عاما فقط أصغر قائد على الإطلاق في الدوري الألماني عندما حمل شارة القيادة مع دورتموند الموسم الماضي، ومن المتوقع أن يخلف كين بحمل الشارة مع “الأسود الثلاثة” حين يعتزل هداف توتنهام السابق.